كتب- عصام فؤاد

جدَّد فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف دعوتَه لدعم المقاومة بكل صورها، وقام بتوجيه تحية الإخوان للمجاهدين في لبنان وفلسطين، فقال: باسم الإخوان المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها نتقدم بخالص التحية إلى المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حماس والجهاد، كما وجَّه التحيةَ للمقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله والسيد حسن نصر الله.

 

وفي كلمته أمام المؤتمر- الذي نظمته لجنة العمل الوطني بنقابة العلميين مساء أمس الثلاثاء الموافق 1 أغسطس 2006م لدعم المقاومة العربية والإسلامية في لبنان وفلسطين- حيَّا عاكف المقاومةَ الباسلةَ والشريفةَ في العراق ضد قوات الاحتلال الأمريكية، في الوقت الذي ندَّد بالموقف الرسمي الواهن والمتخاذل عن مناصرة إخواننا في فلسطين ولبنان، وقال إن هذا الموقف المُذلّ والمُخزي من حكامنا لَيُعبِّر عن حالة الانبطاح الشديدة التي وصلت إليها الأنظمةُ العربيةُ المنصاعةُ خلف الإملاءات الصهيوأمريكية رغم خطورتها البالغة على الشعوب العربية والإسلامية في كل مكان.

 

ولم تفلح الحشودُ العسكريةُ الكثيفةُ التي أحاطت بدار نقابة المهن العلمية في منع تدفق آلاف المصريين إلى مقرّ الدار بمدينة نصر للمشاركة في المؤتمر، وبرغم المحاولات الأمنية العديدة التي سبقت المؤتمر بغرض منع إقامته وإفشاله إلا أن مشاركة ما يقرب من خمسة آلاف مصري- تبرَّعوا بما يزيد عن نصف مليون جنيه- كانت الدليل القاطع على نجاح ذلك المؤتمر الجماهيري الحاشد الذي قدَّم رسالةً قويةً، مفادُها أن مصر كلها مع المقاومة الشريفة ضد العدوان الصهيوني والأمريكي على العرب والمسلمين.

 

وانتقد فضيلة المرشد التعسفات الأمنية ضد شرفاء هذا الوطن، وتساءل عن الذنب الذي جنَاه كثيرٌ من الشرفاء والمخلصين، تغيِّبهم الأجهزةُ الأمنيةُ وراء القضبان وتحرم مجتمعاتهم من جهدهم ودورهم في خدمة بلادهم وإخوانهم!! كما تساءل عن جدوى تلك القوات الحاشدة المتراصة في خارج المؤتمر بدعوى حفظ النظام، في الوقت الذي يوقن فيه الجميع بفهم الشعب المصري لمصلحة وطنه وحرصه على عدم الإضرار به مهما كانت المسوغات والمبررات.

 

ودعا عاكف أفراد الإخوان المسلمين إلى القيام بدورهم ورسالتهم في تحرير الشعوب والعمل لأجل الحرية، وقال: يا معشر الإخوان.. اعلموا أن جماعتكم ذات باع طويل في مضمار الجهاد ضد الظلم والاستعباد، وأن جذورها تمتد إلى أعماق هذا الوطن، ولا ينكر جهدَها في سبيل إعلاء كلمة الحق وفي سبيل نشر الحرية وبسط العدل إلا كلُّ حاقد وجاحد؛ لأن جماعة الإخوان عاشت- وستظل- مجاهدةً حتى تلقَى ربها أو يتحقق النصر.

 

وطالب الإخوان بإعداد أنفسهم لمجاهدة العصابات الصهيونية التي غرستها الصليبية الغربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لتُعمل آلةَ القتل والتشريد في فلسطين نيابةً عن القوى العظمى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

 

 

وبشَّر فضيلةُ الأستاذ الحاضرين باقتراب ساعة النصر، وأكد أن البشرية توشك أن تشهد الساعات الحاسمة في تاريخ الصراع بين الحق والباطل وبين قوى الخير التي تمثلها المقاومة الإسلامية والعدو الصهيوني والقوى الغربية المتواطئة معه، وأضاف قائلاً ما سمعت على مدار التاريخ بهزيمة أية مقاومة شريفة صاحبة حق وعقيدة؛ لذا فستنتصر المقاومةُ في فلسطين المتواصلة في جهادها منذ أكثر من 50 عامًا، كما ستنتصر المقاومة في لبنان التي لم تفلح الجرائمُ الصهيونيةُ- على مدى العشرين يومًا الماضية- في كسر إرادتها أو تحطيمها.

 

وشارك في المؤتمر الجماهيري لدعم المقاومة عددٌ كبير من المفكرين والدعاة، وقدم له الدكتور سيد عبد الستار المليجي، حيث أوضح أن هدفَه الرئيسي هو جمع أكبر قدر ممكن من التبرعات لصالح شعبَي فلسطين ولبنان فضلاً عن الوقفة المعنوية المطلوبة لدعم المقاومة.