- عاملنا قوات الأمن كضيوف وقدَّمنا لهم الشيكولاتة

- رغم كل ما حدث لا نرى في رجال الشرطة أعداءً لنا

 

 أجرَت الحوار- روضة عبد الحميد

لم تكن هي المرة الأولى التي أدخل فيها بيت الدكتور عصام حشيش؛ حيث ربطتني ببناته صداقةٌ وزمالةٌ منذ زمن طويل، إلا أنها كانت المرة الأولى التي أدخل فيها بيتهم في ظل غمامة حزن، مثل تلك التي شاهدتُها وأنا أُجري هذه المقابلة.

 

وفي الطريق وقعَ في خلَدي العديد من سيناريوهات هذا اللقاء.. كيف سيكون الحوار؟! خصوصًا أن زيارتي جاءت عقب الاعتقال مباشرةً، فضلاً عن أنها المرة الأولى التي تخرج فيها زوجة الدكتور عصام عن صَمْتِها ومقاطعتها للصحافة؛ مما زاد من إحراجي وصعوبة الأمر وتعقيده عليّ.

 

 

ولكن في جميع الأحوال كنت واثقة بأنني سأرى زوجةً صابرةً، ولكنها بالطبع متألمة، إلا أنني دُهِشتُ عند لقائي بها؛ حيث زرعت ابتسامة ترحاب واسعةً تُقابل بها ضيوفَها الذين لم يخلُ البيت منهم منذ اعتقال الدكتور عصام، ورغم فشل تلك الابتسامة في إخفاء معاني الحزن الماثل في العينين.. إلا أن الحوار معها كان بعيدًا كلَّ البعد عن كون ذلك محنةً، بل إنها أخذت تُعدد مِنَح الله، وكان معظم كلامها مغلفًا بابتسامة، رغم كونها خارجةً من قلب حزين، لكنه صابر وراضٍ، ولم تختلف تلك الابتسامة أبدًا عن نفس ابتسامة بناتها اللاتي التقيت بهنَّ أيضًا في بيتهن؛ حيث كانت هناك لوحة ما زالت بنفس المكان منذ زمنٍ طويل كما اعتدتها.. ثابتة كما كانت، كثبات أهل ذاك البيت، وكانت تحمل حديثًا شريفًا يقول: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وعندما طلبت من الدكتورة سميرة محمد أحمد أن تخبرنا بما لا نعرفه عن زوجها الدكتور عصام حشيش، قالت إنه باختصار إنسانٌ لا يحمل أيَّ ضغينة لأحد، ويختلق الأعذار للناس مهما تسبَّبوا له في أذى، بل ويدعو الله لمن آذاه، وهذا هو حاله الذي عَهِدته عليه منذ تزوجنا.

 

وأخَذَت تعرِّفنا بزوجها أكثر، فقالت إنه أستاذ بكلية الهندسة، ويبلع من العمر 57 سنة، وهو ربُّ أسرة مكوَّنة من 7 أولاد و7 أحفاد، من مواليد قرية بالغربية، وكان والده إمام مسجد، واحتلَّ في الثانوية العامة مركز رقم 12 مكررًا على مستوى الجمهورية، واختار دراسة الهندسة عن رغبة، ونال العديد من شهادات التفوق خلال مراحله العمرية، أتم حفظ القرآن في المعتقل سنة 1981م، في أول اعتقال له بعد مقتل السادات، واستمر اعتقاله مدة 13 شهرًا، ثم اعتُقل ثانيةً في عام 1995 في قضية حزب الوسط حوالى 4 أشهر وحُكِم له بالبراءة.

 

وأولاده هم: خديجة (30 سنة) مدرس مساعد- مستقيل- بطب القصر العيني ولها ثلاثة أولاد، وفاطمة (خرِّيجة كلية التجارة 28 سنة، متزوجة)، وعبد الله خرِّيج كلية الهندسة 27 سنة (متزوج)، وعائشة 26 سنة خرِّيجة كلية الفنون التطبيقية (متزوجة)، ومحمد 25 سنة خرِّيج حاسب آلي، وزينب 22 سنة خرِّيجة تجارة إنجليزي، وهاجر بالفرقة الأولى كلية تجارة إنجليزي 18 سنة.

 

 الصورة غير متاحة

أعضاء هيئة التدريس يطالبون بإطلاق سراح د. حشيش

وقبل أن أسألها عما حدث بعد منتصف ليل يوم الأحد 14/1/2007م بادرتني بقولها: تخيلي أن رجلاً بهذه المكانة يتم اعتقاله، ثم رَوت مع حدث في هذا اليوم، فقالت إن زوجها جاء البيت في هذا اليوم متأخرًا، وجلسنا نتابع برنامج (العاشرة مساءً) الذى كان يتحدث عن إعداد الإخوان لحزب، وكان المرة