بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. فبمناسبة اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية بمصرنا الحبيبة، وقيامًا بواجب البلاغ الشرعي، فإننا نبين أن الانتخابات الرئاسية حدث جلل له ما بعده، يؤثر على الوطن تأثيرًا عظيمًا، ولذا وجب على المسلم الذي يريد وجه الله أن يشهد فيه بالحق الذي ينفعه بين يدي رب العالمين، ولما كان بعض أركان النظام السابق-ممن تقلدوا المناصب العليا واستوزروا للطغاة المستبدين- قد ترشح اثنان منهم بجرأة عجيبة، وكأنهما من المصلحين، وتاريخهما البائس معروف لكل ذي عينين، فلم يعرف لهما حرص على الحريات العامة أو إنكار للمظالم الشائعة أو مطالبة بحقوق الشعب الضائعة، أو عمل على نصرة الإسلام والمسلمين، بل كانوا على خلاف ذلك تمامًا سندًا للمفسدين وعضدًا للمجرمين.

 

ولذا فنحن نذكر المسلمين جميعًا بقول الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ 119) (التوبة)، وقوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة: من الآية 2)، وقوله تعالى: (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) (هود: من الآية 113) فإعطاء الأصوات لأمثال هؤلاء تعاون معهم على الإثم والعدوان، وركون للظالمين، وخذلان للصادقين، وتضييع للأمانة، وخداع في الشهادة، وكتمان للحق، وإظهار للباطل، وذلك هو الفساد في الأرض الذي نهيب بكل مسلم- بل كل مصري شريف- ألا يقع فيه.

 

لقد قامت ثورتنا الشريفة من أجل الإصلاح والتغيير، فلا يجوز شرعًا أن نهدر دماء الشهداء والجرحى، وأن نتنكر لآلام اليتامى والثكالى بإعادة الوجوه التي قامت الثورة للتخلص من أمثالها، وإعادة الحالة البائسة التي قامت الثورة للتخلص منها، الحق أبلج، والباطل لجلج، ومن لا ينصر الحق اليوم فقد نصر الباطل، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، والله من وراء القصد يقول الحق وهو يهدى السبيل.

------------------------------

* الدكتور منير جمعة عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

[email protected]