أكد مجدي حسين رئيس حزب العمل الجديد، أن الفيديو المسرب لحوار السيسي مع أحد الضباط عن الإعلام، يؤكد أن المخابرات الحربية والعامة وقيادة القوات المسلحة تتعامل مع الجيش كحزب سياسي حاكم، باعتبار أنه يضمن لها دوام السيطرة، وتبقى المشكلة في توزيع المناصب والغنائم والمكاسب. وليس جيشًا محاربًا لديه رسالة ضد العدو الصهيوني.

 

وأشار في مقال على موقع صحيفة الشعب إلى أن هذه القيادة تؤمن بما قاله السادات: إن حرب أكتوبر هي آخر الحروب. لم يكن هذا تصريحًا للسادات كما خدعنا ولكن كان تعهدًا شفويًّا، ثم مكتوبًا مع الكيان الصهيوني عبر الولايات المتحدة وعبر لقاءات التهامي مع موشى دايان في المغرب وتحت رعاية الملك المغربي. وكان هذا التعهد من شروط زيارة السادات للقدس المحتلة!

 

وتابع فضابط القوات الجوية الذي لا تبدو رتبته ولكن لا شك أنها عالية يتحدث بروح الثلة التي تحمى نفسها وأسرارها من الشعب. علمًا بأنها أسرار معروفة جيدًا للولايات المتحدة والكيان الصهيوني، بل كل طلقة ذخيرة نحصل عليها من واشنطن مكتوبة في وثائق الكونجرس، وتباع في دفاتر على قارعة الطريق في واشنطن. وإسرائيل تعرفها قبل أن نستلمها!

وأوضح أن السيسي يرد على الضابط عمر "بك" بنفس الروح: روح الثلة والحزب والجماعة والعشيرة (أهلي وعشيرتي!!) يتحدثان عن اختراق الإعلام وكأنهم يخترقون صفوف الأعداء، بالتجنيد والترغيب والترهيب. ولا يعترض السيسي على كلمة ترغيب كما توقعت أول مرة أسمع فيها الفيديو، ولكنه يستعبط ويسأل: هو الترهيب إزاي؟!! حتى يتحمل المتحدث الكلام. ويتحدث السيسي عن استجوابات مجلس الشعب القادمة وكأنه يتحدث عن غارات جوية محتملة، أو قصف مدفعي مركز، وهو يدعو لوحدة الصف والتراص كتلة احدة لرد الأعداء (ممثلي الشعب المنتخبين) مذمومين مدحورين دون أن ينالوا من القوات المسلحة.

 

وأكد أن مفهوم وحدة المجتمع غائب عن هؤلاء القوم، فهم غير مشغولين إلا بتأمين أوضاعهم وشاليهاتهم وامتيازاتهم وسيطرتهم على المجتمع لا لأي هدف وطني، بل لمجرد السيطرة (صولجان الحكم). أما تأمين الوطن فهو غير مطروح على جدول الأعمال.

وتابع حسين متهكمًا: أما نساء مصر- وهن نصف المجتمع- فهم يرسلون لهن الدلوعة أحمد (جاذب جدًا للستات وفق نص كلامه)، وهي كلمة مهينة للجيش ولنساء مصر في آن معًا. هذا مفهومهم للتعامل مع الشعب.

وأكد اتفاقه مع الضابط عمر على ملاحظته بخصوص هذا الولد المايص، واتفاقه مع السيسي لأول مرة، لأننا وصفنا هذا المتحدث بأنه (ملذق) في البنات مضيفًا.

 

ولكنها يا سيسي نوعية من البنات تسيء للقوات المسلحة الذي تزعمون أنكم حماة سمعته، وأنت لا تعرف ما هي القوات المسلحة لأنك لم تخض حربًا واحدة في حياتك.

 

وخاطب حسين الضابط عمر قائلاً سيادة الضابط عمر لقد خدعك السيسي، وكل ما طالبت به يحدث فعلاً ومن قبل ثورة 25 يناير ولقد تم تجنيد أكثر من 90% من الإعلاميين المسيطرين (من 20 إلى 25 واحدًا) و9% أمريكان صرف و1% وطنيون مستقلون. ولكن الانفلات تجاه القوات المسلحة حدث بسبب أن معظم عملاء أجهزة الجيش بعد الإعلام الرسمي هم أيضًا عملاء لأمريكا والكيان الصهيوني وليسوا أوفياء للجيش حقًا (إعلام ساويرس والمصري اليوم واليوم السابع والوطن والشروق وكل فضائيات الفتنة).

 

وأكد أنهم لا يكتبون إيجابيًّا عن الجيش إلا بعد تلقي الثمن مقدمًا. بينما لا يوجد أوفياء حقًا للقوات المسلحة وللأمن القومي كمؤسسة إلا جريدة الشعب وحفنة متناثرة من الإعلاميين، وعدد محدود من اللواءات المتقاعدين الذين ينافحون عن العقيدة القتالية للبلاد ضد أعدائها التاريخيين: الكيان الصهيوني وأمريكا على حد قوله.

 

وقال مجدي حسين: اليوم أبكى بالدم قبل الدموع على خذلان الجيش المصري لتوقعاتنا.. أبكى وأنا أري الجيش يقتل النساء والأطفال من أقصى الجنوب حتى أقصى الشمال، يهدم بيوت الآمنين، ويجرف أشجار الزيتون، ويعيد بناء صرح الاستبداد الذي هدمناه في ثورة 25 يناير. يحاصر غزة حتى الموت.

 

متسائلا لماذا؟ونه من أن الجيش المصري مستهدف من أمريكا؟ متسائلا لماذا؟ وهل يمكن أن يجدوا جيشا هماما أكثر من ذلك؟ أغلق كل الأنفاق لأول مرة منذ عشرات السنين.

 

خلق أزمة تموينية في غزة. وبدأت الحالات المرضية الحرجة تموت (طفلان حتى الآن). تعاون استخباراتي عال مع أجهزة أمن الكيان الصهيوني . تشريد أهلنا في رفح المصرية.

 

لمأساة وصلت إلى حد اضطر الانقلابي إلى الاعتذار مع أنه لم يعتذر عن مذابح رابعة وشاتيلا. رغم أن إسرائيل اعتذرت عن مذابح صابرا وشاتيلا وقدمت شارون للتحقيق.

 

وتحت عنوان نجحت دعوتنا قبل الميعاد كتب مجدي حسين في الجزء الثاني من المقال عن الدعوة للزحف يوم 6 أكتوبر مؤكدا أنها نجحت قبل أن تبدأ. فالجميع يعلم أننا لا نملك أسلحة ولا مدرعات، ولكننا نخوض معركة سياسية مع هذا الانقلاب الفاشل بإذن الله.

 

وأوضح أن معركتنا ليست جغرافية بالأساس.. ولكن الدعوة التي أيدناها بقوة -وكانت دعوة الشباب بالأساس- هي الزحف الأكبر للتحرير يوم 6 أكتوبر عيد كل المصريين. الشباب لم يكذب خبرا وتظاهر فعلا في التحرير يوم الثلاثاء الماضي بالمئات وهتف بسقوط العسكر لمدة ساعة تقريبا، وهذا جيد جدا.

 

وشدد على انزعاج الانقلاب من دخول الشباب لميدان التحرير وأجّل انتظام القطارات وأجَّل فتح الجامعات التي لم تفتح وعلى رأسها الأزهر مؤكدا أن إرباك صفوف الانقلاب هدف في حد ذاته، فهو أشبه بخلخلة المصارع لتوازن منافسه في لعبة الجودو باليدين، بحيث يستطيع في الخطوة التالية أن يضربه بقدمه فيوقعه بضرب قدم واحد (آشيهارى) أو بضرب القدمين معا (كورى آشيهارى).

 

واستعرض في مقاله ابتكارات الشباب في مواجهة الانقلاب وإرهاقه واستنزاف قوته مثل لعبة جلطة المرور تنجح باستمرار، وعيبها أنها تتعب المواطنين، ولكن الإحساس بضرورة توقف الحياة هم الأهم ويرجح صحة هذا الاختراع. طلاب الجامعات يجلجلون، بينما الحملات على القرى أدت لتأجيج الثورة في ذات القرى!! وقرى أكثر. وكل ضربة من الانقلاب يواجهها ضربة من الشعب في مكان غير متوقع، وهنا ينتقل اللعب من الجودو إلى الملاكمة، مع اقتباس طريقة محمد على كلاي في الضرب والطيران كالفراشة.

 

ظهرت مظاهرات الفراشة ثم الحلل، ثم عفاريت ضد الانقلاب، ثم مظاهرات السيارات والدراجات البخارية والدراجات والحمير والبغال ويخلق ما لا تعلمون !! مظاهرات على صفحة النيل والترع بالسباحة والمراكب، طائرات ورق صفراء.

 

وأشار إلى أن شعار رابعة تحول إلى بعبع فظيع، حتى أصبح من أحراز النيابة في مصر والأردن، بينما انتشر من أستراليا إلى الولايات المتحدة مرورا بباكستان. وتم رفعه في قمم الجبال وفى أعماق المحيطات. وهذا الشعار سيبقى للأبد لأنه مغموس بأطهر الدماء، وشعار رابعة يعكس أهمية الشعارات.

 

وأكد انه لولا كل هذه الدماء ما كان لهذا الشعار أو غيره يكتسب كل هذا الزخم والعمق والقدرة على التأثير على الأصدقاء والأعداء على السواء. وهذا يعنى أننا نكسب المعركة المعنوية، والمعركة أساسا معنوية. بينما الآخرون ماذا يكون شعارهم: دبابة (سحقت طفلا) أم صورة السيسي الكئيبة لشخص مجوف بلا تاريخ ولا حاضر، ولكنْ ربما مستقبل أسود بإذن الله.

 

وقال :هم بكل دباباتهم وطائراتهم محاصرون. انزعجوا من الزخم المتوقع ليوم 6 أكتوبر. فعادوا للأفكار البالية. فقد رأوا كما توقعنا أن قتل الناس في عيد القوات المسلحة لمجرد رغبتهم في التظاهر السلمي بميدان التحرير ستكون فضيحة، لذا دعوا للفكرة البالية: تجميع حزب البانجو والخمرة من السفلة والمـأجورين للاحتشاد في ميدان التحرير في نفس الوقت. حتى نتهم نحن بالرغبة في الصدام!!! رغم أن ميدان التحرير خال الآن.

 

وتابع ونحن سنترك الشباب يتصرف.. سنترك أمواج الشعب تتحرك كأمواج البحر يوم 6 أكتوبر، ولكننا لا نستهدف الصدام مع البلطجية، وسنترك الخيار لأمواج الشعب: فقد تتجمع في ميدان بديل.. أو تدخل ميدان التحرير دون مشكلات بناء على قوتها العددية أو تتجول كالمعتاد في أرجاء القاهرة الكبرى في مواصلة مستمرة لا تكل ولا تمل لحصار الانقلاب حتى الموت.