•  إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِه وصحبِه ومَنْ والاه.

وبعدُ؛ فممَّا لا يرتابُ فيه مؤمنٌ صادقُ الإيمانِ أنَّ وعدَ اللهِ لا يتخلَّفُ أبدًا؛ مهما بدَتْ ظواهرُ الأمورِ على خلافِه، فهو القائلُ سبحانَه ﴿وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا﴾، ﴿إنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ﴾، ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ﴾، إلى عشراتِ الآياتِ الدالَّةِ على هذا اليقينِ الذي يغيبُ عن كثيرٍ ممَّنْ لم يذُقْ حقيقةَ الإيمانِ، ولم يمتلك البصيرةَ التي ينفُذ بها إلى حقائقِ الأمور ﴿أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

 

إنه اليقينُ الناشئُ عن العقيدةِ الصحيحةِ المستقرَّةِ في قلبِ المؤمنِ الذي يُوقِنُ بأنَّ الأمرَ كلَّه لله الذي لا يُعْجِزُه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماء، ولهذا فالمؤمنُ يتلقَّى الوعدَ الإلهيَّ كأنه أخذَ الموعودَ بيده ﴿إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا﴾ أي آتيًا حاصِلًا بلا ريب.

 

أما الناكِبُون عن الصِّراطِ فهم في ريبٍ من وعدِ الحقِّ، ولا يروْنه إلا وهْمًا وغُرورًا، وقد سجَّل اللهُ موقفَ أصحابِ الإيمانِ الصادقِ وموقفَ أصحابِ دعاوَى الإيمانِ الزائفةِ حيالَ وعْدٍ من وعودِه في حالٍ شديدةٍ وظرفٍ قاسٍ، وهو وعدُه للمؤمنين بالنصرِ على أكبرِ ممالكِ الظُّلمِ في العالمِ يومئذٍ، وكان هذا الوعدُ يومَ الأحزابِ، فيما المؤمنون تحاصرهم قُوى البغيِ من قريشٍ والعرب، في جوٍّ شديدِ البُرودة، وقد غدَر بعهدِهم اليهودُ من ورائِهم، حتى ﴿زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا. هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا﴾، وهنا تمايزت الفِئتان، فكشفَ المنافقون خَبِيئَتَهم وأظهروا تَشَكُّكَهم في وعْدِ الله ﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا﴾، فيما أعلنَ المؤمنون يقينَهم بصِدْقِ الوعْد ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾.

 

وما إنْ تمايزت المواقفُ وانكشفت الدَّخائلُ حتى تحقَّقَ وعدُ الله بالنصر ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا. وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا. وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا﴾، ولك أن تتخيَّلَ مقدارَ الخزي الذي جلَّل رؤوسَ النفاق بعد أنْ صدقَ اللهُ وعدَه وأعزَّ جُنْدَه.

 

ومع ذلك فقد بقيَ نفَرٌ من هؤلاءِ الناكبين عن الصراطِ مُشَكِّكين في صدقِ الوعد الإلهيِّ الحقِّ، حتى خرج النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى (تَبُوك) لملاقاةِ الرومِ في غزوة العُسْرة، فجَبُنُوا عن الخروجِ معه؛ شكًّا في وعدِ الله، بل تكذيبًا له، واختلقوا المعاذيرَ الكاذبةَ ليقعُدوا مع الخوالفِ، واستهزؤوا بإقدامِ المؤمنينَ على ملاقاةِ الرومِ أصحابِ القوةِ والخبرةِ القتاليةِ والجيوشِ الامبراطورية المدرَّبة، فأخلف اللهُ ظنَّهم السيءَ، وعاد المسلمون منصورينَ ظافِرين، فعاد المنافقون ينتحِلُون الأعذارَ الكاذبة لموقفِهم الشائنِ.

 

هذه مقدمةٌ لا بدَّ منها بين يديْ حديث القرآنِ العظيم عن وعدِ الله للمؤمنينَ الصادقينَ بالنَّصْرِ والتَّمكينِ، رغمَ كلِّ ما يُواجهونَ من عقبات، وما يعترضُهم من معوِّقات، أهمُّها انطلاقُ أهلِ النِّفاقِ والجُبْنِ في التَّخْذيلِ والتَّثْبيطِ والتشكيكِ في صدقِ الوعدِ الإلهيِّ الحقِّ، الذي دلَّتْ كلُّ وقائعِ التاريخِ عليه ﴿ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ﴾.

 

وهل كان يخطُرُ في بالِ أحدٍ من رجالاتِ قريشٍ الذين اضطَرُّوا النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الخروجِ من مكَّةَ مُستخفِيًا، يمشي في دُروبٍ وَعرةٍ بالليلِ ويكْمُنُ بالنَّهار؛ أنْ يعودَ هذا المهاجرُ فاتحًا مكةَ بعد ثماني سنوات من الحروب المتصلة؟ ثم يقوم يَوْمَ الفَتْحِ عَلَى دَرَجَةِ الْكعْبَةِ، قائلا: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ».

 

•    وعْدُ اللهِ للمُؤْمنينَ بالتَّمْكِين

لهذا فنحنُ على يقينٍ من تحقيقِ وعْدِ اللهِ الحقِّ للمؤمنينَ الصادقينَ بالتمكين ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

 

صحيحٌ أنَّنا نرى أصحابَ الباطلِ، المؤَيَّدين من قُوَى الاستكبارِ العالميِّ والعربيِّ هم أصحابُ سيطرةٍ وهيْمنةٍ في المشهدِ الحاليِّ، بما تحتَ أيْديهم من العتادِ العسكريِّ والاقتصاديِّ، بينما أهلُ الإيمانِ يُعانُونَ أشدَّ المعاناة من التضييقِ والقتلِ والتعذيبِ ... إلخ. ولكنَّنا لو نظرْنا إلى سببِ نزولِ هذه الآيةِ وظروفِ إطلاقِ هذا الوعدِ الإلهيِّ لتأكَّدْنا يقينًا أننا في الطريق إلى التمكينِ الموعودِ، فعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَوَأَصْحَابُهُ الْمَدِينَةَ وَآوَتْهُمُ الْأَنْصَارُ رَمَتْهُمُ الْعَرَبُ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ، كَانُوا لَا يَبِيتُونَ إِلَّا بِالسِّلَاحِ وَلَا يُصْبِحُونَ إِلَّا فِيهِ، فَقَالُوا: تَرَوْنَ أَنَّا نَعِيشُ حَتَّى نَبِيتَ آمِنَيْنِ مُطْمَئِنَّيْنِ لَا نَخَافُ إِلَّا اللَّهَ؟ فَنَزَلَتْ ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ﴾ الآية.

 

إنها السنَّةُ التي لا تتخلَّفُ؛ أنْ يغلبَ الحقُّ في النهاية وأنْ يَزْهَقَ الباطلُ، لأنَّ الحقَّ قاعدةٌ كونيَّةٌ قدريَّةٌ، وغَلَبَتهُ سنَّةٌ إلهيَّةٌ ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾، ولهذا لا ينبغي أن ينخدعَ المؤمنُ بظواهرِ الأمور ﴿لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ. مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ أي لا تنخدِعْ بمظاهرِ السيطرةِ والغلبةِ ونفوذِ الإرادةِ لأهلِ الباطلِ، فإنَّ هذا لن يستمرَّ طويلًا، بل سيبقى مدةً قليلةً يتمتَّعون فيها بما بين أيديهم، ثم يزولُ عنهم كلُّ شىء، وسوف يُهْزَمُون يقينًا في الدُّنيا قبل أنْ يُحْشَروا إلى جهنَّم وبئس المصير ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾.

 

وليس على الفئةِ المؤمنةِ إلَّا أن تطمئنَّ إلى هذه الحقيقةِ، وتثِقَ في ذلك الوعدِ، وتأخذَ للأمرِ عُدَّتَه التي في طَوْقِها كاملةً، وتصبرَ وتُصابرَ حتى يأذنَ الله بالفتحِ والنصرِ ﴿والله يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَآءُ إِنَّ فِي ذلك لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأبصار﴾.

 

إنَّ النَّصْرَ لَا بُدَّ قَادِمٌ          وَإِنِّي بنَصْرِ اللهِ أَوَّلُ وَاثِقِ

فَيَعْلُو بِنَا حَقٌّ عَلَوْنَا بِفَضْلِهِ              علَى بَاطِلٍ رَغْمَ الظَّوَاهِرِ زَاهِقِ

وَنَصْنَعُ بِالإِسْلَامِ دُنْيَا كَرِيمةً             ونَنْشُرُ نُورَ اللهِ فِي كُلِّ خَافِقِ

 

•  عُدَّتُنَا لتحقيقِ وعْدِ اللهِ بالنَّصرِ وَوِرَاثةِ الأرض

عُدَّتُنا لاستحقاقِ نصرِ اللهِ تباركَ وتعالى ليستْ أمانيَّ وأوهامًا كما يُشِيعُ المرجِفون، ولكنَّها عُدَّةٌ رُوحِيَّةٌ وماديَّةٌ جعلها اللهُ أسبابًا طبيعيَّةً لاستنزالِ نصرِه وتحقيقِ وعدِه، تجمعُ بين حقائقِ الوحْيِ ووقائعِ الأرضِ، وأهمُّها:

 

•    اليقينُ الجازمُ بوعْدِ اللهِ الذي لا يتخلَّف:

قال تعالى ﴿فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾، وقد وعد بالتَّمْكِينِ للمؤمنينَ مثلَما وعَدَ الرسلَ ومَنْ تابَعَهم بالنصرِ في الدُّنيا قبلَ الآخرة ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ. إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ. وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾، وقال: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾.

 

•   صِدْقُ العُبُودِيَّة واللُّجُوء إلى اللهِ القويِّ القاهر:

للعبوديَّةِ في ساعاتِ الشدَّةِ أثرٌ بالغٌ في تقريبِ الفَرَج، وبُدُوِّ أماراتِ النصر، فقد وعدَ اللهُ أنْ يرِثَ الأرضَ عبادُ الله الصالحون الذين يصبرُون على الحق ويستمسِكُون به ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾.

 

وحالُه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدرٍ أكبرُ شاهدٍ على ذلك؛ فقد جأَرَ بالدُّعاءِ، واشتدَّ تضرُّعُه لربِّه أنْ يُعَجِّلَ بنصرِه الذي وَعَدَه إيَّاه، فأجابه سُبحانه ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾.

 

فمع الشدَّةِ والاضطرارِ يكون صِدْقُ اللجوءِ إلى الله تعالى، ومن ثَمَّ تكون إجابةُ الدعاء ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ﴾.

 

•  الصَّبرُ الجميلُ والتسبيحُ والاستغفار:

قال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾، والعاقبةُ هي نهايةُ الأمر، ولا بدَّ أن تكونَ لأهلِ الإيمانِ والتقوى، رَضِيَ بذلك مَنْ رَضِيَ، وشكَّ فيه مَنْ شكَّ، لكنَّ أهلَ الإيمانِ يُوقنون به ويَرَوْنَه رأْيَ العينِ، ويؤكِّدُون أنه قادمٌ لا محالة، ويستنْجِزُونه بالاستغفارِ والتَّسبيحِ والتَّحميد ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾.

 

وقد أخبرنا اللهُ عزَّ وجلَّ بأنه أوْرَثَ المستضعفين مشارقَ الأرضِ ومغاربَهَا، وآخَذَ المتجبِّرين والطغاةَ، بصبرِ أهلِ الإيمان، فقال تعالى ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ﴾، وعلى حسبِ يقينِ العبدِ بوعْدِ الله يكون صبرُه على مُصارَعةِ الباطِل، ولهذا كانت الوصيةُ في ختامِ عددٍ من السورِ المكيةِ بالصبر، منها يونس، والنحل والروم والأحقاف والطور.

 

•  عدَمُ الخِفَّةِ أو الاستعجال:

إنَّ تحقيقَ الوعدِ بالتمكينِ لأهلِ الحقِّ ونُصْرةِ أهلِ الإيمانِ لا يتعلَّقُ باستعجالِ أحدٍ، ولا تتحوَّلُ سننُه لأهوائنا ورغباتِنا، ولا لأحزانِنا وتعبِنا، وإمْهالُ المجرمين واستمرارُهم في الغَيِّ واستفزازُهم باستعجالِ العذابِ لنْ يُغيرَ من قدَرِ الله ووعدِه، فالمؤمنُ ليس هو مَنْ يملك تحديدَ موعدِ النَّصْرِ لنفسِه أو الضرِّ لغيره ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾، لكنَّ المؤمنَ على تمامِ اليقينِ بأنَّ الوعدَ لن يتخلَّف ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ﴾.

 

ولذلك كان التوجيهُ الإلهيُّ للحبيبِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعدمِ الاستعجال ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ﴾، ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾، فأمرَه أن يصبرَ، وأن لا يتشبَّهَ بالذين لا يقينَ عندهم لعدم الصبر، فمَنْ قلَّ يقينُ قلَّ صبرُه، ومن قل صبرُهُ خفَّ واستخفَّ، ولعبتْ به الأهواءُ والشهواتُ كما تلعبُ الرياحُ بالشيءِ الخفيف.

 

• عدمُ التأثُّرِ السلبيّ بما يبدُو من تأخُّرِ النصر:

نعم، قد يتأخَّرُ يومُه، وقد يعظُمُ البلاءُ قبلَه، ولربما كان ذلك زيادةً في الابتلاءِ والتربيةِ والإعدادِ للمؤمنين، ولن تتمَّ للعبدِ حلاوةُ النصر إلا إذا أصابتْه مطارِقُ الابتلاء، وتجرَّع مرارةَ الأذى فصبرَ وصابر؛ فإنَّ دينَ الله لا يقومُ إلا على أكتافِ أولي الصبرِ والعزمات ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾.

 

وربما يتأخَّرُ النصرُ ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ  نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾، وإنها لصورةٌ ترسمُ مبلغ الشدَّةِ والكربِ والضيقِ في حياة الرسلِ، وهم يواجهون الإصرارَ والجُحود، وتمرُّ الأيام وهم يَدْعُون، وتكرُّ الأعوامُ والباطلُ في قوَّتِه، والمؤمنون يكادون يفقدُون صبرَهم، وتتكالبُ عليهم الشدائِدُ من كل حَدْبٍ وصوبٍ؛ ثم يلمحُون نورَ النصرِ يلُوحُ بعد اليأسِ من كل أسبابِه الظاهرةِ، فيزول عن القلوب ما خَيَّمَ عليها من يأس وقنوط.

 

•   الاجتهادُ في اكتسابِ كلِّ الأسبابِ الماديَّة للنصر:

من الاستمرارِ في تصعيدِ الحراكِ الثوريِّ وتوسيعِ رقعتِه جغرافيًّا وفئويًّا، والعملِ على وحدةِ الصفِّ الثوريِّ، وتوحيدِ الجهودِ المبذولةِ أو على الأقلِّ التنسيقِ فيما بينها، وتحديدِ ومراجعةِ الأهدافِ المطلوبةِ بدقَّةٍ وباستمرار، ووضعِ الخططِ المناسبةِ الأصليةِ والبديلةِ للحركةِ على المديين البعيدِ والقريبِ، وعلى المستويين الداخليِّ والخارجيِّ، وإطلاقِ طاقاتِ الإبداعِ والابتكارِ الشبابيِّ في صورِ وأساليبِ المقاومةِ للباطلِ، وحسنِ التعاملِ مع حقائقِ الواقعِ لتغييرِها لا لمصادمتِها، وكشفِ زيفِ الباطلِ وعواقبِه المدمرةِ لجماهيرِ الأمة، ونشر الانتصاراتِ الجزئيةِ التي يحقِّقُها الحراكُ الناجحُ بإذن الله.

 

إذا تحققت هذه العُدَّةُ، جاء النصرُ الكاملُ بإذن الله، فوعدُ الله لا يتخلَّف أبدا، وما أقربَ صلاحَ الأحوالِ، إذا صلحت العزائم، وتوالتْ على حزب الفسادِ والاستبدادِ الهزائم ﴿وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا﴾، ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا﴾، ﴿وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا﴾.

 

•   وقتُ تحقيقِ الوعدِ يعلمُه اللهُ وحدَه

إنها قاعدةٌ ينبغي أن تكونَ في غايةِ الوضوحِ في أذهانِ المؤمنين الصادقين، تلك هي أنَّ ميقاتَ تحقيقِ الوعدِ الإلهيِّ إنما هو في علمِ الله وحدَه، وسيَّانِ عند المؤمنِ: أنْ يرى بعينِه تحقيقَ الوعدِ، أو يتوفَّاه الله قبلَ أن يرى ذلك بعينِه، فهذا النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفسُه يقول له ربُّه ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ﴾.

 

ويؤكِّدُ له أنه قادرٌ على أن يُرِيَه ما وعده في الظالمين ﴿فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ. أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ﴾.

 

ويأمرُه الله أن يخاطبَ القومَ بأنه لا يعلمُ ميعادَ نصرِه لكنَّه على يقينٍ منه، فيقول لهم ﴿قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا﴾.

 

بل يأمرُ الله نبيَّه أن يؤكدَ للقومِ أنَّ ما يستعجلونه أمرٌ ليس بيده أصلًا، لكنَّ الذي بيده هو اليقينُ بوعد ربه ﴿قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ﴾.

 

بهذا الوضوحِ تنطقُ آياتُ القرآن، فإذا لم ندركْ نحن ثمرةَ النصرِ فلْيَقْطِفْها أبناؤنا، وعُمرُ الإسلامِ أطولُ من أعمارِنا، والعاقبة للمتقين، واللهُ تعالى بيده الأمرُ كلُّه، وليس بعد الظلامِ الدامسِ إلا الفجرُ الساطع إن شاء الله.

 

ولله دَرُّ ابنِ عطاء الله إذ يقول: «لَا يُشَكِّكَنَّكَ فِي الوَعْدِ عَدَمُ وُقُوعِ الموْعُودِ، وَإِنْ تَعَيَّنَ زَمَنُهُ لِئَلَّا يَكُونَ ذَلِكَ قَدْحًا فِي بَصِيرَتِكَ وَإِخْمَادًا لِنُورِ سَرِيرَتِك»، وذلك لجوازِ أن يكونَ وقوعُ ذلك الموعودِ معلَّقًا على أسبابٍ وشروطٍ لم تحصُلْ، فالعارفُ مَنْ تأدَّبَ مع ربِّه ولم يتزلزلْ عند تأخَّرَ ما وعدَه به.

 

•   يَقِينُنا وأوْهَامُ المُشَكِّكِين

سيقولُ الذين يسمعونَ هذا ويقرؤونه: إنَّه الخيالُ بعينِه وإنه الوهْمُ, وإنه الغُرور، وسوف يستنكرونَ مواجهةَ كلِّ هذه القوى المتآلبةِ المجتمعةِ بالإيمانِ واليقينِ والصبرِ, ولعلَّ لهم بعضُ العذْرِ, فهم قد يَئِسُوا من أنفسِهم, ويَئِسُوا من صِلَتِهم بالقويِّ القادرِ سبحانه, أما نحنُ فنقول: إنها الحقيقةُ التي نؤمِنُ بها ونعملُ لها, ونحن نقرأ قولَ الله تعالى: ﴿وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لا يَرْجُونَ﴾.

 

ونحن سنعتدُّ اليومَ بما اعتدَّ به رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم قال يُبَشِّر خبَّابًا: « وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ » وكانوا إذ ذاك يستتِرُون، ويوم وعدَ سُرَاقَةَ بنَ مالك سِوَارَيْ كِسْرَى, وكان مهاجرًا بدينِه ليس معه إلا اللهُ وصاحبُه، ويوم هتفَ مُطَّلِعًا على قصورِ الرومِ البيضاءِ, وقد حاصره المشركون في مدينتِه بجنودٍ من فوقِهم ومن أسفلِ منهم: ﴿وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ﴾، فكان أنْ أصغَى مِسْمَعُ الدهرِ لدعوةِ الحقِّ, وأشرقتْ شمسُ الهدايةِ في كلِّ مكانٍ، وفُتحتْ قصورُ الروم, ودانتْ مدائِنُ الفرس, ومدَّت الأرضُ بأعناقِها، واستسلمتْ مختارةً للهدايةِ المنقذةِ, ودخلَ الناسُ في دينِ الله أفواجا.

 

سنعتدُّ اليوم بهذه العُدَّة, ونوقِنُ أننا سننتصرُ كما انتصروا ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾، وسيتحقَّقُ لنا وعْدُ الله تبارك وتعالى ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ﴾، وسنردِّدُ قريبًا  مع كلِّ الصادقين ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ﴾.

 

وإنا لَعَلَى يقينٍ من صدق ما قَالَه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» ثُمَّ سَكَتَ.

 

فلا تجزعُوا ولا تفزعوا ولا تحزنُوا أيها الثوارُ الأحرارُ من كثرةِ المظالم، وثِقُوا بأنَّ وعدَ الله حق.

 

أَيُّهَا المظْلُومُ صَبْرًا لَا تَهِنْ       إِنَّ عَيْنَ اللهِ يَقْظَى لَا تَنَام

وَإِنْ أَمْهَلَ اللهُ يَوْمًا ظَالِمًا      فَإِنَّ أَخْذَهُ شَدِيدٌ ذُو انْتِقَام

 

وعلينا أنْ نحذرَ أسبابَ الفشلِ والخذلان، وهي الذنوبُ والآثامُ، والتفرقُ، والتنازعُ، والانقسامُ، والعزوفُ عن الدعاءِ والاستغاثةِ وطلبِ النصر من الكريم المنان ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾.

 

أما المكذِّبون بوعدِ الله فنقول لهم ما قال الحق سبحانه: ﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾، وهو حاصلٌ في موعدِه المقدَّر، ولن يجدَ المجرمون منه مهربًا ولا ملجأً ﴿بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا﴾، فلن يغلبَ اللهَ غالب ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

 

أسألُ الله جل وعلا بأسمائِه الحسنى وصفاتِه العُلى أن يرزقنا صبرًا جميلًا، وأن يثبِّتَنا على الحقِّ، وأن يعجِّلَ لنا النصرَ بمنِّه وكرمه.