- علي لبن: فقدت أخي وشيخي ورفيقي على درب الدعوة

- د. سعد مصلوح: تعلمنا على يديه اللغة وكان عالما بالعربية

- د. خالد فهمي: كان نموذجا فريدا لرجل التربية والتعليم

- د. وصفي أبو زيد: رصانة أسلوبه وعلمه الغزير تلفت الانتباه

 

كتب- عمر يزيد:

 

وصف تلاميذ المجاهد والداعية الرباني الأستاذ لاشين أبو شنب، عضو مكتب الإرشاد، وأحد الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين، الذي انتقل إلى ذمة الله، بأن الأمة الإسلامية فقدت عالمًا عاملا ومجاهدا شجاعا، ورجل نادر الرجولة عظيم المروءة، وأحد أبرز دعاة الإسلام الوسطي المعتدل.

 

يقول عنه المربي الكبير علي لبن النائب السابق بمجلس الشعب :لقد فقدت رفيقي ورفيق الدعوة وأستاذي طوال 40 عاما "إنا لله وإنا وإليه راجعون".

ويشير إلى دور الداعية الراحل في التربية والدعوة وتمثل القيم العليا في الجهاد والصبر على المحن والشدائد طوال عمره المبارك رحمه الله.

 

ويتحدث الدكتور سعد مصلوح، أستاذ علم اللغة عن مناقب الفقيد الجليل قائلا: "الفقيد رحمه الله شيخ العربية في زماننا..كان أستاذي في مدرسة المنيا الثانوية.. وكان خطيبا لا يبارى.. وأستاذا عز نظيره بين أساتذة اللغة العربية.. غاب عني وغبت عنه منذ عام ١٩٥٨.. وتلاقينا قدرا في وزارة التربية بعد عشرين عاما.. فعرفني وناداني باسمي وكان معي يومها طلب يحتاج إلى توقيع من الوزير.. ولا أدري أين أذهب به.. وكان يومها عضوا بمجلس الشعب.. فحمل مني الطلب وجاءني به موقعًا بعد دقائق معدودات.. شكرته وتعانقنا ثم افترقنا.. وها أنا أقرأ اليوم نبأ انتقاله إلى جوار به الكريم.. رحمك الله يا شيخي وأجزل لك المثوبة وجزاك بالإحسان إحسانا".

مروءة نادرة

ويصفه الدكتور خالد فهمي، أستاذ علم اللغة بكلية الآداب جامعة المنوفية، قائلا: "رحمه الله رجل نادر الرجولة عظيم المروءة من آباء التربية الإسلامية المعاصرين.. بدأ حياته معلما في المنيا وتنقل في ربوع الوطن معلما ومربيا.. كان الرجل من رجال تعليم العربية الأفذاذ.. وهو ما يفتح الباب أمام فحص سهمة رجال العربية في الذود عن الإسلام!".

 

ورثاه الدكتور وصفي أبو زيد عاشور، رئيس مركز بناء للدراسات الشرعية، قائلا : "كنت أستمع للشيخ لاشين رحمه الله في لقاءاته الخاصة ومحاضراته العامة.. وأتعجب أشد العجب كيف تتاح له اللغة بهذه الصياغة وكيف تسمح له البلاغةُ والبيان بهذا الفيض؟.. وكيف تنساق الأساليب على لسانه بهذه التراكيب؟.. وكيف تجري المفردات ومرادفاتها معه على هذا النحو؟.. وكيف يملك هذا التقسيم والوزن النثري العجيب لكل جملة وكل فقرة؟.

 

وأضاف: "كانت كلمات الحاج لاشين أبو شنب قوية عميقة.. واختياراته الأسلوبية مؤثرة معبرة.. وعباراته مدوية مزلزلة تخلع قلبك وتأخذ عقلك، وتُمتع نفسك وتطرب روحك.. فلا تملك أن تتلفت عنه لحظة ولا أن تنصرف عنه ثانية.. وكيف تنصرف عن هذا النور الهادي أو تعرض عن هذا البيان الرائق أو تتلفت عن هذا الأفق الوضيء؟!".

 

وعدد الكاتب الصحفي، أحمد عطوان مناقب استاذه لاشين قائلا: "الأستاذ لاشين أبو شنب رحمة الله عليه.. كان نعم المربى والوالد والأخ الكبير والأستاذ والمرشد والصابر الصبور والقوى الأمين.. والشجاع الجريء والبليغ الفصيح..  والمجاهد المقاتل والداعية الفاهم  والعالم الفقيه".

 

وقال : أن الحاج لاشين غرس علمه في تلامذته غرسا، وروى شغاف قلوبهم بفقه الدعوة، وطالما سعى وتألم من أجل الدعوة وعمل لنشرها وتطلع لنصرها، وداوم حتى آخر نفس للوفاء بحقوقها.

واضاف : "هنيئا لك أستاذى بلقاء ربك فعند الله أرحب من ضيق الدنيا ومعتقلات الطغاة وسجون المستبدين وكذب الكاذبين وتلفيق المزورين وظلم العسكر الظالمين".

وقال أردد مقولة المجاهد الفقيد عندما ودع أستاذنا المرحوم الحاج أحمد البس، على قبره يوم مماته: "بلغ ربنا وهو أعلم ماذا صنع الطغاة بنا.. بلغ ربنا كيف حاربونا وانقلبوا على ديننا وناصروا أعدائنا.. بلغ ربنا أنا على العهد ماضون وسوف نظل بالوعد أوفياء ومجاهدون وصابرون ومحتسبون حتى نلقى الله.. فإما النصر أو الشهادة".

مواقف

فيما تناول وهو المهندس مالك السعيد، أحد تلامذته، بعض المواقف من حياة الحاج "لاشين"، قائلا: "مهما تحدث الجميع عن الحاج لاشين أبو شنب فلن يوفوه قدره ولا مقامه.. رجل كنا نتقي به عند المكاره والشدائد.. إذا أردت الفروسية فالحاج لاشين هو الفارس.. وإذا تكلمت عن الشجاعة فالحاج لاشين هو الشجاعة وهو الإقدام كله.. إذا أردت المثابرة فقل لاشين أبو شنب".

وروى أن الشيخ المجاهد سافر ذات مرة لموعد تم ابلاغه به بالخطأ إلى القاهرة وهو مصاب بشلل نصفي، وعندما علم أن الموعد بالإسكندرية سافر إليها ثم عاد ليلا،  ومن ثم علم أن والد أحد الإخوان توفى في إحدى قرى مركز زفتى بمحافظة الغربية على بعد حوالي خمسين كيلو من طنطا، فذهب ليقدم واجب العزاء ثم عاد لمنزله في طنطا.

حزن عميق

ويصف الدكتور خالد بهاء زلط، أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين بمحافظة الغربية، الحاج لاشين أبو شنب بأنه رجل من جيل الصحابة لابد أن يحزن القلب على وفاته، قائلا: "لا يمكن أن نوفي الفقيد حقه حيث كان  رجلا من جيل الصحابة.. حق للقلب أن يحزن.. وآن للعين أن تدمع دما علي فراقك يا سيدي.. طبت حيا وميتا سيدي الشيخ".

 

ويواصل تلاميذ الشيخ رثائه بذكر مناقبه وأعماله الطيبة وجهاده ضد الطغاة في كل العصور، حيث قال الشاعر نعمان لاشين: "الأستاذ لاشين كان من الجيل الذي يرى بصدق ويصدع بالحق.. كان فارساً مقداماً و محارباً مغواراً لا يلين ولا يستكين.. لم يتوقف جسده لحظة عن الحركة ولا عقله عن التفكير الايجابي إلا عند حقيقة الموت ومنه إلى جنان الخلد إن شاء الله".

 

وفي ذات السياق ذكر الدكتور أسامه عمران، أحد تلاميذ الشيخ المجاهد، قائلا: "عندما كان الفقيد عضوا بمجلس الشعب وقف كالأسد في البرلمان ليثبت في مضبطة أحمد فتحي سرور أن صفوت الشريف قواد.. ولم ينف صفوت لأن ما عرضه الحاج لاشين من معلومات لا يمكن الفكاك منه..  فأجاب صفوت الشريف بأنها كانت أوامر.. رحم الله الأسد لاشين".

 

كما قال سعيد النجار، عضو مجلس نقابة المحامين بالغربية: "فى كلية الحقوق شاء الله عز وجل أن أجلس مع الأستاذ لاشين أبو شنب.. وكنت فى لجنة مسئولي العمل بكلية الحقوق فى إفتتاح العام الدراسى 1992 كنت أحضر لقاءاته فى مسجد الشهيد ومسجد الرحمة فكان موجا هادرا وأسدا يزئر.. جلست معه وأنا لا أصدق نفسي أنني أجلس مع من تسمع له الدنيا وضحى بسنوات وسنوات فى سجون عبد الناصر".

وأضاف: "جلسنا  حوله يحدثنا عن العمل للإسلام.. فكان لطيفا ودودا وكنت سعيدا أن تعرف على ومازحني والدنيا لم تكن تسعنى من الفرحة.. وفى العام نفسه قمنا بتمثيل مسرحية (أكلة وز) على مسرح البلدية بطنطا وهو من أكبر مسارح مصر ومثلت دور الشاويش (عوكل) الذى يعذب الإخوان.. وفوجئت بالشيخ لاشين فى تكريم لجنة العمل الفني فى جامعة طنطا يسأل ويقول فين أبو النجار.. ولم أصدق نفسي أنه رحمه الله لازال متذكرا أسمي ويسأل عنى فقلت نعم يا والدي.. قال لى إيه ياعم سعيد أنت لما طلعت فى المسرح معرفتكش وقلت جابوا الشاويش ده منين فكرتني بالستينات.. فقلت له ياعم الحاج دى شهادة أعتز بها أنى اتقنت الدور.. فقال لى أنت أتقنته وكنت مخلص فى ضرب الأخوة فى المسرحية".

 

وقال نور الدين محمود أحد تلامذته: "ساقتنا الأقدار يوم ولادة أبنتي الثانية بعد أن تركت زوجتي بالمستشفى، وذهبت إلي زيارة الوالد الغالي والمربي الفاضل وفارس الكلمه الأستاذ لاشين أبو شنب، وكنا تقريبا بعد صلاة العشاء فسألنى ما جاء بك في هذا الوقت المتأخر..  قلت جئت زائرا لأطلب منك الدعاء لزوجتي فإنها الأن بالمستشفى فى غرفة العمليات لتضع مولودها الثالث.. فقال  لي: ولد ولا بنت؟.. قلت إن شاء الله بنت.. فقال وهل أخترت لها اسما؟.. فقلت نعم أفنان.. فضحك قائلا أفنان جمع فنن في حد يسمي بنته فرع شجرة يا راجل.. قلت اختر لها اسما فقال رحمه الله سميها أسم من الأسماء العربية الأصيلة.. فقلت مثل ماذا ياعم الحج.. فانعقد لسان الرجل وهو الفصيح والمتحدث على أسم واحد فقال ليكن أسماء فقلت له يا سيدى لقد ساقنا الله لناخد أسم المولودة وهذا خير وبالفعل سميتها أسماء.. رحمك الله يا سيدي وقرة عيني تغمدك الله بواسع الرحمة والمغفرة".

 

ورثاه عبد الجواد طولان، أحد تلامذته، قائلا : "إنا لله وإنا إليه راجعون.. اللهم أجرنا في مصيبتنا وأبدلنا خيرا منه وﻻنقول إﻻ ما يرضي ربنا.. ﻻ أقول رحل عنا ولكن رحل فينا أغلى وأعز من عرفنا أفصح الفصحاء وأبلغ البلغاء الثائر الذي ﻻيهدأ وﻻيعجزه سجن وﻻسن وﻻمرض.. دائما في مقدمة الصفوف يصدع بالحق ﻻ يخشى في الله لومة ﻻئم.. عنوان للرجولة الحقة إنه المربي الفاضل والمعلم المتفرد والقدو الحق اأستاذ ﻻشين أبو شنب رحمه الله وتقبل منه جهاده وصبره وجعل مثواه الجنة وألحقنا به على خير".

 

ويقول  محمود محضيه، أحد قيادات الإخوان بالغربية، أنه لن يستطيع أن يوفي جزء من حق الشيخ المجاهد، قائلا: "لن أستطيع الوفاء بجزء من حقه علينا رحم الله أستاذنا الحاج لاشين.. وأسكنه فسيح جنته.. وعوض أهله وتلامذته ومحبيه ودعوته خيرا.. أتقدم بخالص عزائي لأهله وعائلته ومريديه.. اللهم أغفر له وأرحمه وألهم كل من شعر بالحزن لفقده الصبر والسلوان".

 

وتحدث الإعلامي، إسلام عقل،  قائلا: "رحم الله الحاج لاشين أبو شنب.. أذكر له أنه ذهب لمجاهدي البوسنة داعيا ومحفزا من خلال نفق يمر عبر الحدود الكرواتية لمسافة ٨٠٠ متر سارها على ركبتيه وقد تجاوز الستين من عمره اللهم ارحمه وتقبل منه جهاده ونضاله".