سيفان متقاطعان.. وبينهما "وأعدوا" وتحتهما "صوت الحق والقوة والحرية" ذلك هو شعار دعوة الإخوان المسلمين.

فكل مفردات الشعار تعني القوة؛ فالرمز وهو السيفان وكلمة "و أعدوا" التي هي شعار القوة في القرآن الكريم، والكلمات الثلاث التي كُتبت تحت السيفين تعني ذلك أيضًا، فـ"الحق" لا بد له من قوة تحميه، و"الحرية" لا توهب ولكنها تُنْتَزع انتزاعًا بالقوة، ولذلك جاءت كلمة القوة بين الحق والحرية.

وحرص الإمام المؤسِّس على تشكيل "فرق الكشافة" التي هي مظهر اللياقة والانضباط، وتشكيل "النظام الخاص" الذي هو ابرز ملامح القوة.

وجهَّز الإمام البنا كتائب الجهاد التي أرسلها إلى فلسطين لقتال اليهود المغتصبين، وأعاد المرشد الثاني حسن الهضيبي تشكيلات "النظام الخاص" لاستنزاف البريطانيين المحتلين.

ويقول الإمام البنا رحمه الله: "ونحن نعلم أن أول درجة من درجات القوة قوة العقيدة والإيمان، ثم يلي ذلك قوة الوحدة والارتباط، ثم بعدهما قوة الساعد والسلاح، ولا يصحّ أن توصف جماعة بالقوة، حتى تتوفر لها هذه المعاني جميعًا، وأنها إذا استخدمت قوة الساعد والسلاح وهي مفككة الأوصال، مضطربة النظام، أو ضعيفة العقيدة خامدة الإيمان، فسيكون مصيرها الفناء والهلاك".

ولكي ينصرنا الله عز وجل لا بد من تحقيق شرط النصر المتمثل في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (محمد: 7).

وإعداد القوة يحتاج أولاً إلى إرادة، إرادة البدء، وإرادة الاستمرار والرعاية، والقيادة والجنود شركاء في هذا.

وعملية إعداد القوة تعني..

أولاً: الحالة النفسية
أو ما يُسمى بالحالة المعنوية، والتى عُرِّفت بأنها ( القوى الكامنة فى صلب الإنسان، التى تُكسبه القابلية على الاستمرار فى العمل ، والتفكير بعزم وشجاعة ، مهما اختلفت الظروف المحيطة به) (المصطلحات العسكرية للواء محمود شيت خطاب).

 ويعلق فيقول: "معنى هذا التعريف أن الفرد يجب أن يكون شجاعًا  لا يجبن قويًا لا يضعف عزيزًا لا يهون، صامدًا لا يتراجع، صابرًا لا ينهار، متفائلاً لا يقنط، مستعدًّا للتضحية بروحه وماله من أجل مُثُله العليا".

وعرَّف الإمام حسن البنا القوة النفسية هكذا: "إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف، ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر، وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل، ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له يعصم من الخطأ فيه، أو الانحراف عنه، أو المساومة عليه أوالخديعة بغيره".

وتعني ثانيًا القوة البدنية
ففي أدبيات الإخوان كانت الرياضة " ِرْدًا" كما القرآن ورد ، والمأثورات ورد ، ولقد حصلت فرق الإخوان الرياضية على بطولات الجمهورية لسنوات فى العديد من المسابقات الرياضية كألعاب القوى " الجودو والكراتيه والملاكمة والاشتباك وغيرها" والذى يطالع كتاب الباحث محمد شوقى ذكي "الاخوان المسلمون والمجتمع المصري" يجد تفصيلاً أوسع فى ذلك.

وبناء على هذا فلابد من ترتيب الورد الرياضى الفردى والبدء فيه عاجلاً لا آجلاً، موسَّعاً لا مُضَيَّقًا.

ومن كلمات الامام البنا للإخوان :" وفي الوقت الذي يكون فيه منكم ـ معشر الإخوان المسلمين ـ ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كل منها نفسيا روحياً بالإيمان والعقيدة ، وفكرياً بالعلم والثقافة ، وجسمياً بالتدريب والرياضة ، في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لجج البحار ، وأقتحم بكم عنان السماء . وأغزو بكم كل عنيد جبار ، فإني فاعل إن شاء الله ، وصدق رسول الله القائل: (ولن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة).

و يقول أيضًا: " وما أحكم ذلك القائل: (القوة أضمن طريق لإحقاق الحق، وما أجمل أن تسير القوة والحق جنبا إلى جنب).

وكذلك نجده يقول: "وتحتاج كذلك الأمم الناهضة إلى القوة وطبع أبنائها بطابع الجندية، ولا سيما فى هذه العصور التى لا يضمن فيها السلم إلا بالاستعداد للحرب ، والتى صار شعارأبنائها جميعا: (القوة أضمن طريق لإحقاق الحق)".

و يقول: "إن الأمة التى تحسن صناعة الموت ، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة ، يهب لها الله الحياة العزيزة فى الدنيا ، والنعيم الخالد فى الآخرة وما الوهن الذى أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت ، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم ، واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة ....فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة الكاملة ، رزقنا الله وإياكم كرامة الاستشهاد فى سبيله".

ثم يقول: "إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها ، وحيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة".

فعلى الجميع أن يدرك أننا بصدد مرحلة جديدة ، نستدعى فيها ما كمن من قوتنا ، ونستحضر فيها معانى الجهاد ، ونهيء أنفسنا وزوجاتنا وأولادنا وبناتنا ومن سار على دربنا لجهاد طويل لا هوادة معه ، ونطلب فيها منازل الشهداء.

" ولينصرنّ الله من ينصره إن الله لقوى عزيز "

فارس الثورة
-الثلاثاء 07 ربيع الثاني, 1436 هـ 27/1/2015 ا