أحكام الإعدام والضمير العالمي

في اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، انتفض العالم ضد إزهاق الأرواح خارج نطاق القانون، واستنقاذاً لأرواح بريئة حكم عليها ظلماً وعدواناً بالإعدام.

يأتي هذا اليوم والشعب المصري يعيش مأساة تحصد أرواح أبنائه قتلاً على الهوية، وبالإهمال الطبي، وبأحكام قضائية مسيسة؛ ففي عام 2016م وحده بلغت جرائم إزهاق الأرواح خارج إطار القانون مدى غير مسبوق، فضلاً عن أحكام الإعدام الجائرة التي طالت منذ الانقلاب العسكري 1841 مواطناً، أحيلت أوراقهم للمفتي في 44 قضية، وتم تثبيت حكم الإعدام على 688 منهم، بينما أعدم بالفعل سبعة أشخاص.

وباتت "مصر الانقلاب" تحتل المرتبة الأولى عالمياً في أحكام الإعدام، بشهادة منظمات دولية، إذ فاق عدد أحكام قضائها "المسيس" بالإعدام خلال السنوات الثلاثة الماضية، مجموع أحكام الإعدام التي صدرت خلال آخر 110 سنوات من تاريخ هذا البلد المنكوب بالعسكر!

إن كافة الاتهامات الواردة بقضايا الإعدام التى طالت الأبرياء لا تمت للواقع بصلة، وليست إلا تصفية لحسابات سياسية، وتوجه خسيس لسلطة انقلابية لاتقيم لحياة المصريين وزناً.

وإن أحكام الإعدام، التي يراد بها إرهاب رافضي الانقلاب وشيطنتهم والتخلص منهم، لن تثني الشعب المصري عن المضي قدما في ثورته حتى يقتلع هذه العصابة المجرمة التى جرت الخراب على مصر، وحولتها إلى سجن كبير.

وسيأتي يوم قريب ينقلب فيه السحر على الساحر ويقتص المصريون لدماء شهدائهم ومصابيهم، ويجنون ثمار تضحياتهم العظيمة.

"وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ" {الشعراء: 227}.

والله أكبر ولله الحمد
د. طلعت فهمي
المتحدث الإعلامي باسم جماعة "الإخوان المسلمون"
الإثنين 9 محرم 1438هـ ، الموافق 10 أكتوبر 2016م