أكد المهندس محمد المصري أحد قيادات الإخوان المسلمين بدمياط أن الإسلام يكفل الحرية السياسية، ويقبل باختلاف الآراء، وتعدد الأحزاب في المجتمع.

 

وأضاف خلال لقاء الثلاثاء الذي عقد، مساء اليوم، بمسجد الشيخ أصيل بمنطقة الشهابية، أن الخوف من وصول الإسلاميين إلى السلطة بحجة أنهم لا يَقْبَلون الآخر، ويصادرون الحريات، وأن المرجعية الإسلامية إنما ستؤدي إلى الرجوع للوراء، وتقطيع الأيدي، وإشاعة الديكتاتورية من جديد بغطاء ديني، لا تعد إلا افتراءات على المنهج الإسلامي الذي كفل الحرية، وحقَّ إبداء الرأي، والمعارضة بشكل سلمي.

 

وقال م. المصري: إن النبي الذي لا يختلف مسلم على شخصه وعظمته وهو المؤيد بالوحي من الله قبل الرأي الآخر، وكان يستمع إلى الأصوات المخالفة له في الرأي بصدر رحب، ضاربًا المثل بما حدث في غزوة بدر عندما أشار النبي إلى موضع ليعسكر فيه جيش المسلمين، وذهب إليه الحباب بن المنذر وقال له "يا رسول الله أهذا منزل أنزلكه الله أم هو الرأي والحرب والمكيدة"، فقال النبي "بل هو الرأي والحرب والمكيدة"، أي أن هذا الرأي هو اجتهاد بشري من النبي، وعندها قال الحباب "فإني أرى أن هذا ليس بمنزل، ولكن ننزل عند البئر فنشرب ولا يشربون"، فلما رأى النبي أن الصحابي أصح في رأيه قال له "أشرت بالرأي".

 

وضرب مثالاً آخر بما حدث في غزوة الأحزاب، التي أشار فيها النبي الصحابة أن يعرض على بعض المشركين أن ينسحبوا بجيوشهم على أن يأخذوا ثلث ثمار المدينة لمدة عام، فرفض الصحابة ذلك، وقالوا: "كنا وهؤلاء القوم على الشرك وعبادة الأصنام ولم يكونوا يطمعون في تمر المدينة إلا بيع أو ضيافة أو بعد أن أكرمنا الله بالإسلام يأخذونه بلا ثمن لا والله"، فنزل النبي على رأي الصحابة.

 

وأوضح م. المصري أن الاعتراض على الحاكم الظالم ليس خروجًا على ولي الأمر، كما يزعم بعض الناس، وإنما هذا من الجهاد، وباب من أبواب الشهادة، مستشهدًا بقوله صلى الله عليه وسلم حين قال "أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام ظالم فأمره ونهاه فقتله".