- نجحت في توصيل المعاشات للمسنين "ديليفري"

- العشوائيات والجائلون على رأس برنامجي الانتخابي

- كنت صمام أمان لوأد الفتنة بين المسلمين والأقباط بالدائرة

 

حوار- محمد مدني:

أعماله التطوعية فرضت اسمه على ألسنة الأهالي بأكثر الأحياء والدوائر فقرًا في محافظة الإسكندرية، وازدادت شهرته لكونه أحد أبرز الأصوات العذبة في قراءة القرآن بالإسكندرية حتى إنه كان يصلي في أحد مساجد الدائرة وخلفه 9 آلاف مصلى خلال شهر رمضان، وحين أوقفته الأجهزة الأمنية؛ بحجة أنه خطرٌ على الأمن العام جهّز له الأهالي سرادقًا لصلاة القيام في رمضان بعيدًا عن أي مسجد، بلغ عدد المصلين فيه أكثر من 12 ألف مصلٍ، بينما المسجد الذي تركه لم يصلِ فيه أكثر من 15 فردًا.

 

وتعرَّف الأهالي أكثر وأكثر على النائب محمود عطية بعد فوزه بمقعد العمال في دائرة كرموز بانتخابات 2005م؛ ليجدوه متفرغًا لحل مشكلاتهم، والوقوف معهم حتى في طوابير الخبز؛ للتعرف على طلباتهم ومقترحاتهم.

 

وحين حاول الأمن الاستعانة بمنهج البلطجة ضده، كان البلطجية في منطقته هم حائط الصد الأول؛ للدفاع عن النائب وأنصاره ضد اعتداءات الأجهزة الأمنية، وبعد إعلان نجاحه انطلقت الهتافات من أهالي الدائرة تسخر من مرشح الحزب الوطني "خدنا فلوسك يا غلبان وعطينا صوتنا للإخوان".

 

في لقائنا مع النائب محمود عطية، عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين والمرشح على مقعد العمال بدائرة كرموز، كان لنا هذا الحوار..

 

* بصفتك إمامًا في الأوقاف هل تتناسب طبيعة الشيخ مع نائب الشعب ومع عمل السياسة؟

** هذا المفهوم خاطئ تمامًا، وهذا ما حاول الخصوم في انتخابات عام 2005م إبرازه وترديد هذه العبارات المختلفة، بل ووصل الأمر إلى حد التجريح الشخصي، ونحن كإخوان لنا منهج معروف لدى الجميع، ونرى من منطلق فهمنا للإسلام الوسطي الصحيح أن السياسة جزء من الدين الذي يشمل اقتصادًا واجتماعًا وسياسةً وتعليمًا ورياضةً، وكل مظاهر الحياة.

 

 ومن شاهد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أيقن تمامًا هذا الوضع فرأى نموذجًا للحكومة الناجحة رئيسها هو الذي يخطب في أكبر مساجد البلدة ويؤم المصلين في الصلاة وتنقله الفضائيات، أمَّا على المستوى الشخصي، فلقد استفدت كنائب كثيرًا من حفظي القرآن ودراستي وعملي.

 

السياسة دين

* كيف كانت هذه الاستفادة؟

** القرآن والتاريخ- خاصةً أنني مدرس تاريخ- جعلا في ذهني من الحقائق والتجارب التاريخية سواء في التاريخ القديم أو الحديث أو ما أورده القرآن من تجارب الأمم السابقة، كونت هذه العوامل في ذهني خبرات متراكمة لم تكن لتتكون أو تتشكل لأحد من خلال الحياة العامة أو الاطلاع دون ممارسة ومتابعة جيدة.

 

كما أن عملي بالتدريس جعلني أطلع على مشكلات فصيل من أكبر فصائل المجتمع وهو المعلم، فضلاً عن الطلاب والذين أعدَّهم قادة المستقبل، وهو ما ساعدني كثيرًا في جلسات لجنة التعليم في مجلس الشعب التي أنا عضو فيها.

 

ومن خلال القرآن أيضًا والتاريخ أتيقن أنني أسير في الطريق الصحيح، فما من صاحب رسالة حقيقية يلتف حولها الناس إلا ووجد اضطهادًا ومعاناة شديدة من النظام الحاكم، ولنا في الأنبياء والرسل والتابعين والأئمة خير شاهد ودليل، ومن ثمَّ حينما يتم إطلاق النار على أنصاري في الشوارع أو يتم تجييش وحشد الحشود الأمنية لمجرد قافلة طبية نقوم بها، وكذلك نزع وتقطيع اللافتات وطمس دعاية مكتوب عليها "سنكمل المشوار" يؤكد لي أنني ومَن معي نسير في الطريق الصحيح، ألا وهو طريق الأنبياء والمرسلين، وبالتالي تزداد قناعتي بشعارنا الذي رفعناه "الإسلام هو الحل"؛ ولأننا نثق فيه ونقدمه عملاً تزداد قناعة أهالي دوائرنا به.

 

* وما الذي يدفع ناخب دائرة كرموز إلى اختيارك مجددًا؟

** منذ عام 2005م وأنا أعلنها في كلِّ مركز تجمع وفي كلِّ لقاء، أننا لا نملك عصا سحرية لتتحول الأمور وتتبدل أحوال مصر التي ساءت على مدار أكثر من 30 عامًا، لكنني وعدت أهالي الدائرة أن أكون ساعيًا في مصالحهم وأكون على قدر الأمانة التي منحوها لي، فكانت مشاهد الانتخابات ومعاناة الأهالي من أجل التصويت والدفاع عن مرشح الإخوان بالدائرة صورة أمامي لا تنقطع كلما دخلت إلى مجلس الشعب أو اشتركتُ في اجتماع أي من لجانه، سواء التي أنا عضو فيها أو التي أتقدَّم إليها باقتراحٍ أو مشروع أو طلب إحاطة يتم مناقشته في لجنة أخرى، وأعتقد أن دائرة كرموز دخلت الخدمة لدى الحكومة منذ عام 2005م عندما وجد الأهالي مَن يحمل همومهم ومشكلاتهم ويدافع عنها عند المسئولين.

 

المعاشات ديلفيري

* وماذا قدمت إليهم من خدمات بناءً على هذا العهد؟

** قدَّمنا إلى أهلنا في كرموز الكثير، وأنجزنا معظم ما كنَّا نطمح إلى تحقيقه فقد سلَّطنا الضوء في بداية الأمر على أمور النظافة العامة للدائرة، التي لم تكن تحظى باهتمام حكومي أو من أجهزة المحافظة، وأصبح في الدائرة مراكز لتجميع القمامة ووصلت صناديق القمامة إليها.

 

ولم نكتف بهذا فقط، بل كنا نقوم عبر لجان الشباب في المقار والمتطوعين في المنطقة بعمل حملات نظافة وحملات مكافحة الفئران، بالاستعانة بخبراء وأساتذة جامعات.

 

كما قضينا على بعض المشكلات المزمنة التي وعدنا بها أهالينا في الدائرة مثل مشكلات الصرف الصحي بمنطقة غيط العنب وانقطاع وضعف الكهرباء بمنطقة كرموز التي لم تكن تحتوي على "عمود نور" واحد أيضًا، وكذلك كان لنا إسهام عن طريق وزارة الإسكان في نقل أهالي منطقتي الطوبجية والمأوى العشوائيتين إلى مساكن الكيلو 26، وكذلك استطعنا إدراج حيَي غيط العنب وكرموز ضمن خطة الرصف، إلا أن المحافظ وعضو الحزب الوطني يحاولون نسب هذه الأعمال إلى أنفسهم.

 

وكانت هناك قضية تشغلني وتؤلمني بشدة أراها صيفًا وشتاءً أثناء ذهابي وعودتي من صلاة الفجر وهي جلوس العشرات من أصحاب المعاشات ومعظمهم كبار السن في الأيام الأولى من الشهر؛ لقبض المعاش فيصابون بأمراض؛ من البرودة فوق ضعفهم بسبب السن؛ فأخذت عهدًا على نفسي وأمام أبناء دائرتي أن أناقش هذا الموضوع، وأن أبحث له عن حل في مجلس الشعب- وقد كان- فتقدمتُ بطلب إحاطة إلى رئيس الوزراء ووزير التضامن الاجتماعي؛ لتوصيل المعاشات إلى أصحابها في البيوت من كبار السن الذين يضعفهم طول الوقفة والبرد، وبالفعل تمَّت الموافقة على هذا الاقتراح وتعميمه على مستوى جمهورية مصر العربية، حتى أصبح الشيخ المسن الذي لا يقوى على الوقوف يتقدَّم بطلبٍ إلى مكتب البريد ويصله المعاش إلى بيته كل أول شهر دون تعب.

 

* وهل هناك قضايا أخرى؟

** من القضايا الأخرى التي شعرت بها دائرة كرموز هي أزمة الصيادين التي بدأت تطل برأسها بسبب قرار محافظ الإسكندرية الأسبق عبد السلام المحجوب، هدم حوض أبو عزام من بحيرة مريوط؛ الأمر الذي كان سيتسبب في حدوث كارثة بيئية، سواء فيما يتعلق بالتوازن البيئي أو رفع درجة الحرارة في المنطقة.

 

هذا بالإضافة إلى معاناة الصيادين؛ نتيجة هذا الردم؛ حيث يُعدُّ هذا الحوض من أفضل الأحواض من حيث كثافة الأسماك وجودتها، وبالفعل تمَّ مناقشة هذا الطلب في لجنة البيئة ولجنة الصحة في مجلس الشعب وتناقلته وسائل الإعلام بقوة؛ ما أدَّى في النهاية إلى وقف ردم هذا الحوض وإجبار المحافظ عن التراجع عن قراره.

 

ضرب نائب الوطني

* نائب الحزب الوطني "العمال" في الدائرة ينسب إلى نفسه بعض هذه الأعمال، فما تعليقك؟

** لا شكَّ أن كلام نائب الحزب الوطني غير صحيح على الإطلاق، فكيف يمكن أن يقوم بتقديم خدمات إلى الأهالي ثم يتعدى الأهالي عليه بالضرب أكثر من مرة ويقوم بعضهم برفع دعاوى قضائية عليه؛ بسبب سبه لهم كما حدث في القضية الشهيرة التي رفعتها عليه الدكتورة آمال بمستشفى الجمهورية، بعدما اعتدى عليها بالسب والضرب.

 

ولا يمكن أيضًا أن يحاول أن ينسب إلى نفسه إنقاذ ستة آلاف أسرة من التشريد، بعدما ثبت تورطه في محاولة الاستيلاء على مساكنهم بطرق ملتوية من أجل مصلحته الشخصية، بالاشتراك مع رئيس الحي الذي تم خلعه فيما بعد.

 

* ما قصة هذا الحادث؟

** القصة شهيرة جدًّا بالدائرة؛ حيث فوجئ أهالي المساكن المجاورة لساحة مبارك بشارع القرنفل بوجود قرارات هدم مساكنهم صادرة عن حي غرب؛ بحجة أن هذه المباني غير مرخصة والأرض ملك للمحافظة، ثم فوجئ الأهالي بنائب الحزب الوطني ينزل إليهم ويحاول إقناعهم ببيع هذه الأراضي والبيوت بقيمة خمسة آلاف جنيه للوحدة السكنية؛ الأمر الذي دفع الأهالي إلى الاتصال بنا في مقارنا؛ للتأكد من هذا الأمر وقد تقدمتُ بطلب إحاطة وأجريت مجموعة من الاتصالات بالمسئولين.

 

وتبيَّن لنا أن نائب الوطني ورئيس الحي حاولا الاستيلاء على هذه الأرض؛ لتحويلها إلى منطقة استثمارية بالتعاون مع إحدى شركات الاستثمار، فوقفت بجوار الأهالي؛ لمنع هدم منازلهم وعن طريق المركز الإعلامي للكتلة في الإسكندرية اتصلنا بوسائل الإعلام لنشر القضية وفضح الأحداث، الأمر الذي أدَّى في النهاية إلى وقف تنفيذ القرارات واستمرار الأهالي في مساكنهم دون مشكلة، ومن يومها يحرص الأهالي على دعوتي في المناسبات المختلفة؛ للجلوس معهم ونقيم حفل إفطار جماعي في المنطقة في شهر رمضان من كلِّ عام.

 

التدهور الصحي

* الوضع الصحي في الدائرة متدهور نتيجة الفقر، فكيف تعاملتم مع هذه الأوضاع؟

** قدَّمنا لأهالينا في الدائرة طلبات علاج على نفقة الدولة تجاوزت قيمتها خمسة ملايين جنيه، فضلاً عن تنظيم أكثر من 40 قافلةً طبيةً مجانيةً، تم صرف علاج مجاني خلالها قيمته أكثر من 100 ألف جنيه؛ وذلك بخلاف عمليات صغرى وكبرى بالتعاون مع بعض المستشفيات الخاصة ورجال الأعمال الذين يتبنوا حالات العمليات الكبرى.

 

كما استطعنا أيضًا انتزاع موافقة رئيس الوزراء على إجراء عمليات بالخارج والسفر على نفقة الدولة منها عملية واحدة بتكلفة 30 ألف جنيه إسترليني.

 

* بما تفسِّر كثرة انهيارات المنازل والمنشآت في منطقة كرموز؟

** منطقة كرموز من المناطق الأثرية القديمة جدًّا والبيوت بها يبلغ عمرها أكثر من 100 عامًا، فضلاً عن أن ضعف رقابة الأجهزة المحلية على عمليات البناء ومتابعة احتياجات الترميم وحالة الفقر الشديدة لدى أهالي المنطقة جعل المنطقة بكلِّ هذه الظروف تربةً خصبةً لأحداث انهيارات البيوت المتكررة والملحوظة فيها وهذه الانهيارات هي التي حذَّرنا منها أكثر من مرة ولم يستجب لها أحد.

 

* ولماذا لم توفر لهم حلاً حقيقيًّا؟

** نحن لسنا حكومة حتى نستطيع توفير مساكن بديلة لهذه الأسر، خاصةً أن عددها كبير جدًّا في الوقت الذي تقوم فيه المحافظة بادعاء أنها لا تملك مساكن مع أن لديها مساكن فارغة لا يوجد بها سكان ووحدات سكنية تابعة لها لم تُبَع بعد، وحينما تم التوزيع اقتصر على المعارف وكلّ مَن يدفع لأعضاء المجلس المحلي وفي الحي يحصل بسهولة على وحدة سكنية، لكن الدور الذي كنا نقوم به قدر استطاعتنا هو الدور التكافلي؛ حيث نوفر سرادقًا لمبيت أهالي المنكوبين، ونستطيع أن نجهِّز لهم طعامًا لأيام، وكذلك فرشًا للنوم عليه ومخاطبة محافظ الإسكندرية؛ لسرعة توفير بديل لهم.

 

التعليم في مصر

* بصفتك مدرسًا وعضو لجنة التعليم في مجلس الشعب ما هو تقييمك لوضع التعليم في مصر؟

** التعليم في مصر يعاني حالةً شديدةً من الانهيار والمثلَّث التعليمي هُدم تمامًا، ولم يَعُد موجودًا على الإطلاق، فقد هُدم حال المعلم والتلميذ والمنشأة والمناهج.

 

ومن خلال وجودي في لجنة التعليم وزملائي من كتلة نواب الإخوان كان لنا الفضل بعد الله تعالى في إقرار مشروع كادر المعلم والبدء في صرف المرحلة الثانية من الكادر.

 

كما أننا نجحنا في إيقاف مادة الأخلاق التي كانت تُفرِّغ العملية التعليمية من محتواها وتربيتها الدينية للطالب، وكذلك بعض التعديلات التي على المناهج الدراسية، لكننا ما زلنا مصرون على أن وضع التعليم في مصر أكبر من تعديلات؛ وإنما لا بدَّ من وضع إستراتيجية كاملة قدَّمناها إلى مجلس الشعب إلا أن الأغلبية الميكانيكية رفضتها.

 

أقباط كرموز

* معروف عن دائرة كرموز أنها تحتوي على أعداد كبيرة من الأقباط، فكيف كانت طبيعة العلاقة بينكم؟

** الحمد لله علاقتنا بإخواننا الأقباط علاقة طيبة قائمة على مبدأ المواطنة؛ انطلاقًا من شرعنا الحنيف، وكان لنا العديد من البصمات التي شهدت بها الكنيسة، وأشادت خلالها بنائب الإخوان في الدائرة، فضلاً عن أننا كنَّا حريصين على زيارتهم في الكنائس وتهنئتهم بأعيادهم المختلفة، وكذلك الحال كنا نجد منهم اتصالات التهنئة في الأعياد والمناسبات المختلفة ليس على مستوى الأفراد فحسب، ولكن على مستوى رعاة الكنائس ومساعديهم أيضًا.

 

وكذلك كنَّا نشترك في جلسات الصلح ووأد فتن كادت أن تندلع بين مسلمين وأقباط منها مشكلات حقيقية ومنها مشكلات حوَّلها الإعلام إلى بُعد طائفي دون أن يكون للدين والعقيدة سبب فيها، وكان من أبرزها أزمة قرية بمها التي أودت بحياة أحد المسلمين وتدخلت أجهزة أمنية مختلفة؛ لإنهاء الأزمة إلا أنها ازدادت في الاشتعال حتى إن أحد قيادات الأجهزة الأمنية في الإسكندرية طلب منيِّ التدخل؛ لإنهاء الأزمة لما أتمتع به من ثقة لدى الطرفين.

 

والحمد لله انتهت الأزمة وتم الصُّلح على خير وكتبت وقتها الصحف منها ما نشر في الصفحة الأولى في جريدة (الدستور) "جميع جلسات الصلح التي عقدها الحزب الوطني والأمن فشلت إلا الجلسة التي عقدها نائب الإخوان"، ولم يأتِ ذلك إلا لما وجدوه من عدل وثقة وانتصار للحق، حتى إن أحداثًا متعددة كان المخطئ فيها مسلمًا وكنَّا نقر بخطئه، ونسترد حق القبطي منه أمام الناس؛ لدرجة أنه في ختام إحدى جلسات الصلح خرج رجل قبطي وقال: "يا أستاذ محمود حتى لو اترشح واحد مسيحي حننتخبك إنت تاني".

 

وكان ثمة موقف آخر أزال القلق نهائيًّا من الأقباط تجاهي في الدائرة، خاصةً بعد حملة التشويه الإعلامي من الخصوم هي عند انهيار أحد المنازل بمساكن الصالحية خلف موقف محرَّم بك ووقتها كنتُ إمامًا في الأوقاف أعمل بنظام المكافأة في أحد المساجد وكنتُ مسئولاً عنه، فقمنا بتجهيز سرادقات المبيت الرجال في الشارع، وأدخلنا السيدات إلى المسجد للمبيت فيه وأحضرنا لهم مأكل وفرش.

 

وجاءت سيدة تقول إنها مسيحية وتخشى من دخول المسجد، وتتساءل هل سيساعدها نائب الإخوان أم لا فما كان ردي عليها إلا أنني قلت "دا حقك علينا يا أمي"، وكانت كبيرة في السن فخرجت من الأزمة بعد ذلك تحكي الموقف لكلِّ مَن تجده وبعثت الكنيسة إليَّ وقتها خطاب شكر على ما قمت به وما زلت أحتفظ به حتى الآن.

 

وكذلك كنَّا نزور المسنين المرضى الذين نصل إليهم من خلال طلبات العلاج على نفقة الدولة التي كنَّا نستخرجها عبر مقارنا سواء للمسلمين أو المسيحيين حتى إن أحد الذين دخلوا مقارنا وتعاملوا معنا وزرناه في بيته أرسل إليَّ خطابًا جاء فيه "لقد رأيت في هذا المكان رجلاً ذكرني بأيام عمر بن الخطاب".

 

* وماذا عن دورك في الرقابة والتشريع؟

** بخلاف أن معظم هذه الخدمات كنَّا نقدمها من خلال الإطار البرلماني ومحاسبتنا الوزراء على تقصيرهم في حقِّ الدوائر التي نمثلها كنواب إخوان كان لنا أداء برلماني سواء كتلة نواب الإخوان مجتمعةً أو اجتهادات شخصية مع بعض نواب الإخوان في الإسكندرية: منها إصلاح مستشفى الشاطبي؛ وذلك بعد أن تقدمت بمذكرة إلى وزير التعليم العالي التابعة له ورئيس مجلس الوزراء رصدت خلالها 26 مخالفةً وعيبًا، تم إصلاحها بالكامل بعد لجنة المعاينة وتقصي الحقائق.

 

كما كنَّا حجر عثرة في طريق بيع جامعة الإسكندرية ونقلها إلى منطقة أبيس وكذلك نقل وهدم مستشفى الشاطبي، فضلاً عن تطوير مستشفى فوزي معاذ ومستشفى الصدر التي تم عزل مديرها بسبب المخالفات التي أوردتها في طلب إحاطة.

 

وكذلك قمنا بالتبرع بحضانة وثلاجة موتى لمستشفى فوزي معاذ بعد كارثة وفاة طفل داخل الحضانة وتعفنه داخلها، نتيجة عدم وجود ثلاجات.

 

أمَّا في لجنة التعليم التي أنا عضو فيها فكان لنا دور في قيادة معركة كادر المعلم، ثم معركة ثانية؛ بسبب الجودة ونظامها الفاشل، ومعركة ثالثة من أجل تطبيق وصرف المرحلة الثانية من الكادر التي قمت خلالها بإحضار أعضاء حركة "معلمون بلا نقابة" إلى لجنة التعليم؛ لمناقشتهم في الأمر؛ ما أجبر الدولة على البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من كادر المعلم.

 

* وما الجديد الذي تحمله لأبناء دائرتك؟

** نحمل في برنامجنا الجديد للدائرة استكمال أعمال تطهير وتنظيف ترعة المحمودية وتحويلها إلى كورنيش، وكذلك نقل بعض العشوائيات الأخرى في الدائرة إلى مساكن تصلح للسكن الآدمي بدلاً من الأكشاك التي يعيشون فيها، ومنها مساكن وبور الجاز التي لم يتم نقلها كاملةً.

 

بالإضافةِ إلى تقنين أوضاع الباعة الجائلين في سوق كرموز أمام عمود السواري، بدلاً من المطاردات الأمنية لهم، وكذلك تجميل سور منطقة العمود بما يتناسب مع طبيعتها الأثرية وتردد السياح عليها.