اسأل عن حكم الطلاق أثناء الشهرية، واليمين أيضًا أثناء العصبية مع نية الزوج للطلاق مرتين، وتسأل هل أصبحت حرامًا عليه أم لا؟

 

يجيب عن السؤال فضيلة الشيخ سعد الدسوقي من علماء الأزهر الشريف:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.

فنصيحة لإخواني وأبنائي المسلمين وأرجو أن يكونوا جميعًا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أقول لهم إن الحلم هو سيد الأخلاق، والإيمان هو مجمع الفضائل كل منهما سلاح يتقي به الإنسان التسرع إلى ما يوقعه في الندم، وإلى ما يجلب عليه سخط الله وغضبه، وإن الزواج قد شرعه الله لحِكَمٍ سامية وهي في خيرنا وسعادتنا فهي ترجع إلى تكوين الأسر وتكوين الأسر إنما يكون بالمحافظة على سلامة الحياة الزوجية التي يجد الإنسان في ظلها الوارف السكنية القلبية والتي يتبادل الزوجان في بهوها الفسيح روح المودة والرحمة والتي يزدهر في جوها النقي نبت البنين والبنات فينمو ويثمر فيكون أثرًا صالحًا للزوجين الوالدين ينشرح به صدرهما في الحياة، ويذكران به في الممات، يكون مع هذا لبنات قوية في بناء الأمة وعزتها.

 

هذه الحياة الزوجية التي بينت لكم بعض أسرارها وشرعها والحث عليها تسقط عمدها ويخر سقفها بنزاع تافه ونزقة طائشة فلا تسمع الزوجة فيه لرغبة زوجها ولا يصبر هو على رغبته فتندفع هي إلى المشاكسة ويستدفع هو إلى سلاح التفريق الطلاق ليقطع ما أمر الله به أن يوصل ثم لا يلبثان أن يتملكهما الأسى والندم ويذهب بالقلب والشعور ما يريانه على وجوه أطفالهما من النظر الشحوب والحيرة ومظهر اليتم والتشرد وهما على قيد الحياة.

 

أيها الأخوة هذه نصيحتي إليكم فيما يتعلق بالتسرع إلى الطلاق وهي نصيحة الله لعباده المؤمنين ﴿فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ (النساء: من الآية 19)، ﴿وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتْ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128)﴾ (النساء).

 

وإلى الأخت حفصة أقول: على زوجك التوجه إلى لجنة الفتوى بمنطقة الوعظ بالمنطقة الأزهرية بالإسكندرية ليشرح لهم الأيمان بنفسه فالأمر يحتاج إلى توضيح من قبل زوجك، والله أعلم.