السائل: أحمد كعكي- بيروت- لبنان

ما الحكم الشرعي في دخول السينما لأسباب ترفيهية ومشاهدة الأفلام الكوميدية؟

 

يجيب عن السؤال فضيلة الشيخ سعد الدسوقي من علماء الأزهر الشريف:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..

يتساءل كثير من المسلمين عن موقف الإسلام من دور الخيالة (السينما) والمسرح وما شابهها وهل يحل المسلم ارتيادها أم يحرم عليه؟

 

ولا شك أن السينما وما ماثلها أداة مهمة من أدوات التوجيه والترفيه، وشأنها شأن كل أداة فهي إما أن تُستعمل في الخير أو تستعمل في الشر؛ فهي بذاتها لا بأسَ بها ولا شيء فيها، والحكم في شأنها يكون بحسب ما تؤديه وتقوم به.

 

وهكذا نرى في السينما: أنها قد تكون حلالاً بل وقد تُستحب وتُطلب إذا توافرت لها الشروط الآتية:

أولاً: أن تتنزه موضوعاتها التي تُعرَض فيها عن المجون والفسق وكل ما ينافي عقائد الإسلام وشرائعه وآدابه، فأما الروايات التي تُثير الغرائز الدنيا أو تُحرِّض على الإثم أو تُغري بالجريمة أو تدعو لأفكار منحرفة أو تُروِّج لعقائد باطلة إلى آخر ما نعرف، فهي حرامٌ لا يحل للمسلم أن يشاهدها أو يشجعها، فضلاً عن أن ينتجها أو يشارك في إنتاجها بوجهٍ ما.

 

ثانيًا: ألا تشغله عن واجبٍ ديني أو دنيوي، وفي طليعة الواجبات الصلوات الخمس التي فرضها الله على المسلم، فلا يجوز للمسلم أن يضيع صلاةً مكتوبةً كصلاة المغرب من أجل رواية يُشاهدها.. قال تعالى ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)﴾ (الماعون)، وفسَّر السهو عنها بتأخيرها حتى يفوت وقتها، وقد جعل القرآن من جملة أسباب تحريم الخمر والميسر أنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة.

 

ثالثًا: أن يتجنب مرتادها الملاصقة والاختلاط المثير بين الرجال والنساء الأجنبيات؛ منعًا للفتنة ودرأً للشبهة، ولا سيما أن المشاهدة لا تتم إلا تحت ستار الظلام، وقد جاء في الحديث الذي رواه الطبراني والبيهقي ورجاله ثقات الصحيح: "لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيطٍ من حديدٍ خير له من أن يمس امرأة لا تحل له".

 

وأقول للأخ السائل: إن الملاحظ الآن أن دور اللهو لا تحترم هذه الآداب، بل اتخذتها ذريعةً للعبث وقتل الوقت، والحلال بيِّن والحرام بيِّن، وقد قلل الإقبال عليها انتشار الوسائل الحديثة ودخولها كل البيوت أو أكثرها، وصار أكثر رواد هذه الدور من الطبقات التي لا تُراعي حرمةً.

 

نسأل الله السلامة لديننا ودنيانا والله المستعان والله تعالى أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.