تعد الشورى في الإسلام فريضة شرعية وضرورة اجتماعية لا تستقيم حياة الجماعة إلا بها، ولا تنهض الأمة وتسود إلا من خلالها، ولا تبدع العقول وتثمر الأفكار إلا في إطارها.

 

ولقد تحدث القرآن الكريم عن الشورى في العديد من آياته، فقال تعالى في أوصاف المؤمنين: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ (الشورى: من الآية 38)، وقال جل شأنه: ﴿وَشَاوِرْهُمْ في الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ﴾ (آل عمران: من الآية 159).

 

كما تشاور الرسول الكريم مع أصحابه في مواقف عديدة ونزل على رأي الفرد منهم متى وضح له صوابه كما فعل ذلك مع الحباب بن المنذر في غزوة بدر، وقال لأبي بكر وعمر: "لو اجتمعتما ما خالفتكما".

 

يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله عن أهمية الشورى في الإسلام: "إن الإسلام كان ينشئ أمة ويربيها ويعدها لقيادة البشرية، وكان الله يعلم أن خير وسيلة لتربية الأمم وإعدادها للقيادة الرشيدة أن تربى بالشورى; وأن تدرب على حمل التبعة وأن تخطئ- مهما يكن الخطأ جسيمًا وذا نتائج مريرة- لتعرف كيف تصحح خطأها وكيف تحتمل تبعات رأيها وتصرفها. فهي لا تتعلم الصواب إلا إذا زاولت الخطأ، والخسائر لا تهم إذا كانت الحصيلة هي إنشاء الأمة المدربة المدركة المقدرة للتبعة، واختصار الأخطاء والعثرات والخسائر في حياة الأمة ليس فيها شيء من الكسب لها إذا كانت نتيجته أن تظل هذه الأمة قاصرة كالطفل تحت الوصاية. إنها في هذه الحالة تتقي خسائر مادية وتحقق مكاسب مادية. ولكنها تخسر نفسها وتخسر وجودها وتخسر تربيتها وتخسر تدريبها على الحياة الواقعية، كالطفل الذي يمنع من مزاولة المشي- مثلاً- لتوفير العثرات والخبطات، أو توفير الحذاء!

 

كان الإسلام ينشئ أمة ويربيها ويعدها للقيادة الراشدة فلم يكن بد أن يحقق لهذه الأمة رشدها ويرفع عنها الوصاية في حركات حياتها العملية الواقعية كي تدرب عليها في حياة الرسول- صلى الله عليه وسلم- وبإشرافه".

 

إذن فالشورى سنة نبوية ثابتة ومبدأ قرآني لا غنى عنه، وأساس كل نظام ينتمي للإسلام أو يرفع شعاره، أو يلتزم بشريعته سواء أكان نظامًا سياسيًّا أم اجتماعيًّا أم اقتصاديًّا أم ماليًّا أم غير ذلك.

 

ولقد فطن الإمام البنا إلى أهمية هذا المبدأ الإسلامي العظيم في نجاح فكرته ودعوته، ودوره الرائد في تدريب الأفراد على تحمل المسئولية، وعلى الحكم السليم على الآراء، وعلى المناقشة الموضوعية تربية العقلية الناقدة، والقدرة على الحوار، والرغبة في المشاركة، والقدرة على تحمل المسئولية، فجعل الشورى دعامة وركيزة أساسية تقوم عليها القرارات والأعمال.

 

كما أشاد العديد من المفكرين إلى انتهاج الجماعة مبدأ الشورى في أعمالها ومواقفها، بل وعدوه سر نجاحها واستمرارها، يقول الدكتور رفيق حبيب: تتميز جماعة الإخوان المسلمين بدرجة واضحة من التنوع الداخلي سواء في البلد الواحد أو عبر البلاد التي توجد فيها، ولكن يضاف لهذا العديد من العناصر المساعدة على رفع درجة التنوع الداخلي ومنها تعدد أنشطة الجماعة وعملها في العديد من المجالات، مما يؤدي إلى تعدد التخصصات والمهارات التي تحتاجها الجماعة وبالطبع يؤدي إلى استمرار الجماعة عبر العقود، إلى تنوع في المراحل التاريخية وما يصاحبها من خبرات، وكذلك تنوع في المواقف التي تواجهها الجماعة ويضاف لكل هذا تنوع بين الأجيال".

 

ويقول المستشار طارق البشري في دراسة بعنوان (قراءة في كتابات الأستاذ حسن البنا ص52): "إن الجماعة لا يوثق وثاقها مثل تراص أفرادها ومجاميعها على العمل والنشاط، والشورى هي وعاء تحقق هذا العنصر الرابط للجماعة أو الكافل لاستمراره.

 

والشورى لا تنحصر دائرتها فيما تكون فيه ملزمة من أمور، وإنما هي نافعة في مجالات التخصص الفني المختلفة، وفي مستويات التنفيذ المتعددة، بمراعاة أنها في هذه المجالات تشكل رأي جماعات متخصصة في كل من فروع البحث والتمحيص، وفي كل جوانب التنفيذ.

 

فالشورى في عمومها، وبأنواعها المختلفة يتعين أن تكون هي المبدأ العام المقرر لصدور القرارات العامة من جماعات وهيئات، لا من أفراد، فإن السير في المسلمين اليوم بعقلية فردية، أو بعقلية عشائرية يكاد يكون خطأ لا يحتمله عصرنا وضرره يوجب الشك في أصل شرعيته وجوازه.

 

ومع تحقق الشورى بهذه الأوضاع والمستويات في الشئون العامة كلها ومع تحققها بحسبانها عنصرًا مهمًّا في تماسك الجماعة، واستمرارها ونموها ونهوضها بمصالحها تصير الطاعة واجبة لأنه لا جماعة بغير طاعة، وأن الخروج عن الطاعة في هذه الحالة يعني مفارقة الجماعة، وهي طاعة مبصرة مستمدة من قيام نظام الشورى".

 

مجالس الشورى عند الإخوان

تمثل مجالس الشورى عند الإخوان الهيئة التي تشرف على سير الجماعة وتوجهها، يقول الإمام البنا: "نحن مدرسة عالمية؛ منهاجها القرآن، وإدارتها العامة مجلس الشورى العام، وناظرها العام مكتب الإرشاد، وأساتذتها ومدرسوها أعضاء مجالس الإدارة المركزية، وفصولها القرى والمدن والأندية والمساجد، وطلبتها كل من انتسب للإخوان المسلمين، وشعار هيئات الإخوان الإدارية الشورى بإبداء الرأي وتمحيص الحقائق بالمباحثة بين المجتمعين واحترام رأي الرئيس وتقديره: ﴿وَشَاوِرْهُمْ في الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ﴾ (آل عمران: من الآية 159).

 

ولقد ضربت مجالس الشورى الإخوانية المثل الأعلى في تطبيق مبدأ الشورى، بل كان ذلك فتحًا كبيرًا على الجماعة، وحقق الإخوان العديد من النجاحات في مختلف المجالات الدعوية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية وغيرها وذلك بفضل التشاور وتبادل وجهات النظر المختلفة..

 

ومن القرارات الحكيمة والأعمال العظيمة التي توصل لها الإخوان من خلال تبادل الآراء ووجهات النظر سواء في مجالس الشورى أو غيرها ما يلي:

 

1- سهم الدعوة

نجح الإخوان من خلال تطبيقهم مبدأ الشورى في إعمال عقولهم وكد أذهانهم لإنجاح دعوتهم، وذيوع فكرتهم واستحداث السبل الجديدة والوسائل النافعة التي تضمن لحركتهم الاستمرار والبقاء.

 

فلقد حدث أن احتاجت الدعوة إلى المال بعد أن اتسع نشاطها بعض الشيء في القاهرة سنة 1357هـ- التي توافق 1938م، فتقدم الأستاذ عبد الحكيم عابدين باقتراح فرض سهم الدعوة، وعزز اقتراحه بتقرير مطول يصور أدق تصوير واجب الإخوان وروحهم في البذل وإدراكهم لمطالب دعوتهم، وقد أيدت اللجنة العامة هذا الاقتراح، وخلاصته أن ينزل كل شخص عن خُمس إيراده أو عشره على الأقل للدعوة، وتسابق الإخوان إلى التنفيذ.

 

ولقد أثبتت الأيام صواب هذا الرأي حيث عصم الجماعة من اللجوء إلى الغير أو الاعتماد على الآخر في تمويلها سواء أكان تابعًا للحكومة أو مستقلاً.

 

2- تكوين لجان لمحاربة التبشير

كما أدى تطبيق مبدأ الشورى لدى الإخوان إلى التوصل إلى قرار حكيم ينقذ البلاد من خطر حملات التنصير التي اجتاحت البلاد في الثلاثينيات من القرن الماضي.

 

حيث كان من بين مقررات مجلس الشورى العام للإخوان المنعقد بتاريخ 22 صفر سنة 1352هجرية الموافق 1933 ميلادية تكوين لجان فرعية في كل دوائر الجمعية للعمل على تحذير الشعب من الوقوع في حبائل المبشرين بالطرق السلمية المشروعة.

 

ولقد رفع مجلس الشورى العام عريضة إلى الملك جاء فيها:

... يتقدم أعضاء مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين المجتمعون بمدينة الإسماعيلية بتاريخ 22 صفر سنة 1352هـ- والممثلون لخمسة عشر فرعًا من فروع جمعية الإخوان المسلمين برفع أصدق آيات الولاء والإخلاص للعرش المفدى ولجلالة المليك وسمو ولي عهده المحبوب ويلجئون إلى جلالتكم راجين حماية شعبكم المخلص الأمين من عدوان المبشرين الصارخ على عقائده وأبنائه وفلذات كبده بتكفيرهم وتشريدهم وإخفائهم وتزويجهم من غير أبناء دينهم الأمر الذي حظره الإسلام وحرمه وتوعد فاعليه أشد الوعيد وقد جعلكم الله- تبارك وتعالى- حماة دينه والقائمين بحراسة شريعته والذائدين عن حياض سنة نبيه وعرف العالم كله لجلالتكم المواقف المشهورة والمشاهد المذكورة في الاستمساك بحبل الدين المتين والحرص على آدابه وشعائره، وحمايته من المعتدين عليه ونشر تعاليمه وتشجيع أهله والعناية بكتاب الله تبارك وتعالى أجزل العناية وإن مصر زعيمة الشرق ورعية الملك المسلم العادل لا تقبل أن تكون يومًا من الأيام مباءة تبشير أو موطن تكفير تستمد ذلك من غيرة مليكها وقوة إيمانها.

 

لهذا لجأنا إلى سدتكم العلية راجين أن يصدر أمر جلالتكم الكريم إلى حكومتكم الموفقة بالضرب على أيدي هذه الفئة وإنقاذ الأمة من شرها والوصول إلى هذه الغاية بكل وسيلة ممكنة ونعتقد أن من الوسائل الناجعة:

 

أولاً: فرض الرقابة الشديدة على هذه المدارس والمعاهد والدور التبشيرية والطلبة والطالبات فيها إذا ثبت اشتغالها بالتبشير.

 

ثانيًا: سحب الرخص من أي مستشفى أو مدرسة يثبت أنها تشتغل بالتبشير.

 

ثالثًا: إبعاد كل من يثبت للحكومة أنه يعمل على إفساد العقائد وإخفاء البنين والبنات.

 

رابعًا: الامتناع عن معونة هذه الجمعيات بتاتًا بالأرض أو المال.

 

خامسًا: الاتصال بحضرات الوزراء المفوضين في مصر والخارج حتى يساعدوا الحكومة في تنفيذ خطة الحزم حفظًا للأمن ومراعاة لحسن العلائق.

 

3- إنشاء المطبعة الإسلامية والجريدة اليومية

فكر المركز العام للإخوان المسلمين في أن تكون للإخوان جريدة يومية تنطق بلسان دعوتهم، وتصور للناس أهداف فكرتهم، وتنافح في سبيل الحق الذي يؤمنون به، ولا بد للجريدة من مطبعة خاصة تجهز بأحدث الآلات، وتعد أكمل إعداد لتصدر الجريدة على أكمل نسق، وتثبت لما أمامها من عقبات ومنافسات.

 

فكان من أهم قرارات مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين الذي انعقد بمدينة بورسعيد 1352هـ- 18 يناير 1934م، الدعوة إلى إنشاء مطبعة للإخوان المسلمين وجريدة يومية تنطق بلسانهم وتحمل للناس أفكارهم.

 

4- تنازل الإمام البنا عن الترشح في البرلمان

ومن المواقف الأخرى التي تثبت انتهاج الجماعة منهج الشورى وتحريها لآراء أفرادها والنزول على رأي أغلبيتهم ما حدث في الانتخابات التي ترشح فيها الإخوان في عام 1941م حيث كان من قرارات المؤتمر السادس للإخوان المسلمين السماح لمكتب الإرشاد العام بالتقدم بالأكفاء من الإخوان إلى الهيئات النيابية المختلفة ليرفعوا صوت الدعوة وليعلنوا كلمة الجماعة فيما يهم الدين والوطن..

 

وبالفعل تقدم الإمام البنا بترشيح نفسه عن دائرة الإسماعيلية بناء على رغبة الإخوان وتقدم بعض الإخوان بترشيح أنفسهم عن دوائرهم.

 

ولكن للأسف وقف الإنجليز ضد ترشح الإخوان للبرلمان وطالبوا النحاس باشا بالضغط على الإخوان لإثناء الإمام البنا عن الترشيح بأي ثمن وإلا فسيتم إعلان الحرب على الإخوان بكل وسيلة.

 

وقابل النحاس باشا الإمام البنا بفندق "مينا هاوس"، وصارح النحاس الأستاذ المرشد بحرج الموقف، وطلب منه التنازل عن الترشيح لمصلحته ومصلحة البلاد، لكن الإمام البنا رفض ذلك وأعلن أن هذا حق دستوري يكفله له القانون، وأن هذا هو قرار الإخوان ولا يستطيع هو بقرار فردي أن يعدل عن ذلك، لكن النحاس أكد للإمام البنا أن هذا الأمر خارج عن إرادته، وأن الإنجليز جادون في تهديداتهم؛ فهم يستطيعون أن يدمروا البلد في ساعتين، كما سيقومون بحل الجماعة ونفى زعمائها خارج القطر إذا لم يتم التنازل. وترك للإمام البنا التفكير في هذا الأمر على أن تتم مقابلة أخرى في هذا الشأن، وأن يتعهد النحاس باشا بتنفيذ ما يريده الإخوان في مقابل ذلك التنازل.

 

وقد عرض المرشد الأمر على هيئة مكتب الإرشاد فلم توافق الأغلبية على التنازل، إلا أنه شخصيًّا وافق عليه، لا خوفًا من النفي ولكن حرصًا على قيام الجماعة واستمرارها في تنفيذ أغراضها، ورعاية لمصلحة البلاد في هذه الظروف الحرجة.

 

وتوجه الإمام البنا مرة أخرى لمقابلة النحاس بوساطة سليم بك زكي الذي أوضح للنحاس مدى انتشار دعوة الإخوان في المدن والأقاليم، وقد أعلن الإمام البنا تنازله أمام النحاس، ولكن في مقابل أن يترك للجماعة حرية مزاولة نشاطها بعودة الصحيفة والمطبعة، وتم الاتفاق على أمور كان من بينها:

 

1- إحياء المناسبات الإسلامية لا سيما مولد النبي- صلى الله عليه وسلم- وجعله عيدًا رسميًّا للدولة، وقد أصدر رئيس الحكومة حديثًا مستفيضًا تحية لهذه الذكرى الكريمة.

 

2- إلغاء البغاء في كافة أنحاء البلاد.

 

3- إصدار قانون بوجوب استعمال اللغة العربية في تعامل جميع الشركات والمؤسسات ومراسلاتها.

 

4- تحريم الخمر.

 

5- بذل جهد مشكور في وضع أساس إنشاء الجامعة العربية.

 

وقد تعهد النحاس بالنهوض بهذه المطالب، ولكن ما تم تنفيذه هو إلغاء البغاء في القرى، وتحريم الخمر في المناسبات الإسلامية.
وقد كتب الإمام برقية بإعلان تنازله عن الانتخابات، لكن النحاس رفض ذلك، وطالب الإمام البنا أن يشير في بيان تنازله إلى الجهد الذي بذله رئيس الحكومة لإقناعه بالتنازل وذلك مراضاة للإنجليز، فذكر الإمام ذلك حتى لا يخسر النحاس ويفوت الفرصة على الإنجليز ولكنه لم يخالف مبادئه، وكتب "إلى دولة وزير الداخلية نظرًا لظروف خارجة عن إرادتي أعلن تنازلي عن الترشيح في دائرة الإسماعيلية".

 

لكن قرار تنازل الإمام البنا عن الترشيح أحدث استياءً شديدًا في أوساط الإخوان الذين رأوا في ذلك تعسفًا كبيرًا وظلمًا مجحفًا، حتى إن البعض قرر اعتزال العمل، وكان من هؤلاء الأستاذ عبد الحكيم عابدين والأستاذ عمر التلمساني..

 

لذلك دعا الإمام البنا إلى عقد مؤتمر عام لتوضيح ملابسات قرار التنازل، وقال: إنني قد رشحت نفسي عن الإسماعيلية بناء على طلب الإخوان، ولقد جئت اليوم لأضع أمام الإخوان هذه التطورات الجديدة فقد دعاني اليوم مصطفى النحاس باشا إلى مكتبه، وطلب مني ضرورة أن أتنازل عن ترشيح نفسي عن دائرة الإسماعيلية فلما سألته عن الأسباب المبررة لهذا الطلب قال لي البلد في حالة حرب، ومصلحة البلد أن تتنازل فقلت له ألا يكفي أن الحكومة قيدت خطواتي، ولا تسمح لي بالسفر خارج القاهرة إلا بإذن من وزارة الداخلية وأن الدعوة بهذه الصورة لا تجد مجالاً للانطلاق فيكون التنازل عن الترشيح حجرًا على الدعوة والداعية؟ فقال: إنه في حالة قبول التنازل لا مانع عندي من أن يكون لك حرية الدعوة في كل مكان، وأمام هذا التصريح وافقت على التنازل عن ترشيح نفسي.

 

فتعالت الهتافات غاضبة في كل مكان، ولكن الأستاذ المرشد قال: أيها الإخوة المسألة أولاً وأخيرًا مسألة دعوة وليست مسألة أشخاص، ولقد تأسيت في هذا الموقف بموقف رسولنا في صلح الحديبية يوم رأى الصحابة ألا يعطوا الدنية في دينهم ورأى الرسول رأيًّا يخالف رأيهم، وأثبتت الأيام صحة ما استقر عليه الرسول، ونحن لسنا طلاب مراكز ولم نجد من الترشيح إلا أن نجد منبرًا نعلن فيه عن دعوتنا ونقول فيه كلمة الحق..

 

هذه هي الشورى كما تصورها الإخوان المسلمون نظريًّا، وكما طبقوها عمليًّا، وهذا غيض من فيض مما حواه تاريخ الإخوان من مفاخر ومآثر كانت ثمرة لتطبيق مبدأ الشورى في اجتماعاتهم ومؤتمراتهم وندواتهم وأعمالهم..

------------------

أهم المراجع:

- حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية.

- مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا.

- سيد قطب: في ظلال القرآن.

- جمعة أمين عبد العزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين مرحلة التكوين البناء الداخلي (1938- 1940م).

- عباس السيسي: حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية.

- رفيق حبيب: الوسطية الحضارية تحديات الفكرة والحركة.

- مركز الإعلام العربي: مشروع النهضة في فكر الإمام الشهيد حسن البنا.