للأسف يقف المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة، من قتل أطفالنا ونسائنا في سوريا وغزة موقف المتفرج، بل المتغاضي؛ فكل ما يحدث في سوريا وغزة من قتل وتشريد لا يعني الأمم المتحدة في شيء، ولا يحرك فيها ساكنًا، فقط بيانات وشجب وفرقعات إعلامية، فموت أطفال العرب والمسلمين لا يعنيها، في حين تقيم الدنيا ولا تقعدها لو أن فتاة في بلد إسلامية تزوجت تحت سن الثامنة عشرة، ويقولون هذا عنف ضد (الطفلة الأنثى)؛ لأنهم يعتبرون أن كل من هو دون الثامنة عشرة طفل.

 

حتى إن اليونيسيف التي تدَّعي زورًا أنها تعمل من أجل رفاهية الطفل، قامت بتخصيص يوم للطفلة؛ الطفلة يقصدون بها الطفلة الأنثى، ولا عزاء للذكور؛ ليس بهدف حمايتها من القتل والتشريد والاغتصاب على أيدي المحتل، لا، فقط لمنع زواج الفتيات قبل سن الثامنة عشرة، والمطالبة بإعطائها الحق في إقامة أي علاقات جنسية خارج نطاق الزواج في أي سن تشاء، المهم ألا تتزوج، هذا هو منتهى اهتمام اليونيسيف والأمم المتحدة الفعلي، كما تنتفض الأمم المتحدة وتقف اليونيسيف على أطراف أصابعها من أجل فتاة تختن في بلد إسلامية حتى لو كان ذلك بمعرفة طبيبات وأطباء متخصصين، ولا يتحرك حين يقتل مئات الأطفال في سوريا وغزة!!.

 

عجيب أمر تلك المنظمات الدولية، تجدهم يساوون بين الضحية والجلاد، فاليونيسيف تعلن عن تعاطفها مع الأطفال جميعًا، أطفال غزة الذين يقتلون، وفي الوقت نفسه تعلن تعاطفها مع أطفال الكيان الصهيوني، الذين لا يستطيعون التوجه للمدارس؛ لأنها مغلقة بسبب إطلاق الصواريخ العشوائي. واليونسكو احتفلت هذه الأيام باليوم العالمي للتسامح!!، رغم كل تلك الجرائم، وكل ذلك القتل والذبح لأطفالنا، تحتفل اليونسكو بالتسامح!! ما هذا السفه؟ وما هذه الغيبوبة التي يعيشها ذلك المجتمع الدولي المتعامي؟

 

الفجر الباسم قادم

لا نقول لأهلنا في سوريا، وفي فلسطين، وفي بورما وغيرها من الأراضي التي يقتل فيها الأطفال ويذبحون إلا: صبرًا (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ) (الأنفال: من الآية 36).

 

إن ما يحدث في فلسطين الآن من انتصارات إنما هو استكمال لما بدأه الأطفال الصغار الذين تربوا في المساجد منذ عشرين عامًا، حين اندلعت انتفاضة الحجارة، فهم الأطفال أنفسهم، وقد صاروا اليوم رجالاً أشداء أقوياء.

 

هؤلاء الأطفال هم السبب الذي من أجله حاكت الأمم المتحدة مخططاتها من أجل تخريب الأسرة والقيم والأخلاق، فلولا وجود الأسرة ولولا دور الأم في تربية أطفالها ما كانت هناك انتفاضة ولا مقاومة ولا تحرير إن شاء الله، فالأم هي التي تربي أطفالها على العزة والكرامة والانتماء للوطن، وهي التي تربيهم على حب الشهادة، وعلى بذل الروح من أجل الدفاع عن تراب الوطن، فإما حياة تسر الصديق، وإما ممات يغيظ العدا.

 

رحم الله الشهيد أحمد الجعبري ورحم الله شهداءنا في غزة، وجعل دماءهم نورًا يضيء لنا طريق الحرية والعزة والكرامة، ورحم الله أطفالنا في مصر الذين توفوا في حادث قطار أسيوط، أكثر من خمسين طفلاً في لحظة، تعددت الأسباب والموت واحد، أسأل الله أن يجعلهم طيورًا من طيور الجنة فيشفعوا لآبائها فيدخلوهم الجنة.. آمين.

---------------

* رئيسة اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل.