ن- م السعودية

 

السلام عليكم..

زوجي فيه عيب خطير، حاولت أن أعالجه ولكن دون جدوى، والأمر الذي لا أستطيع تحمله، وأريد أن أنفصل عنه؛ هو أنه يشاهد أفلامًا مخلة، وعمري ما منعته حقه في أي وقت، ولكن عندما اكتشفت موضوع هذه الأفلام واجهته.

 

أنا أكتب هذه الرسالة ودموعي على خدي، عندي أربعة أولاد، وأريد أن آخذ موقفًا ولا أريد أن أفضحه، ولست أدري أأقول له وأواجهه؟ ولا أريد الطلاق؛ لأن هذا الأمر صعب جدًا على نفسي؛ لأنني بالفعل أحبه وهو كذلك.

 

أفيدونا سريعًا يرحمكم الله وجزاكم الله خير الجزاء.

* يجيب عليها الكاتب الصحفي عامر شماخ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تشكين زوجك الذي دأب على مشاهدة الأفلام الإباحية، رغم أنك لم تقصري معه في علاقتكما الخاصة، وأنك- رغم ذلك تحبينه- ولا تدرين كيف تحلين هذه المشكلة التي حاولت حلها ولم تنجحي.

 

وأقول: إن هذه العادة التي يصر عليها البعض الآن- متزوجين وغير متزوجين- إنما هي رذيلة وداء يقترفها من استدرجهم الشيطان إلى حظيرته، بعد البعد عن الله، والانشغال عن ذكره، والتقصير في طاعته. ويجمع الخبراء على أن لتلك المشاهدة أضرارًا عدة، منها أنها تسبب (العنة)، وسرعة القذف، كون أنه يتعرض للاستثارة المستمرة التي تضعف الأعصاب وتفسد اللذة الطبيعية التي أحلها الله عز وجل، إضافة إلى أنه يقيس نفسه بمن يراهم، وهم- كما هو معلوم- ممثلون يهدفون إلى تنفيذ تلك المشاهد الفاحشة بأعلى درجة ممكنة فإذا هو لا يباريهم فيشعر بالنقص، ومع مرور الوقت يؤدي ذلك إلى شعوره بالفشل وعدم القدرة على إشباع حليلته.

 

ناهيك عن الأضرار النفسية الناتجة عن اعتياد مشاهدة هذه الأعمال، فإنما هي لذة- إذا كان البعض يعتبرها كذلك وهي في الحقيقة (قرف وغثيان)- يعقبها ألم ولوم شديد للنفس وفقدان الاتزان النفسي، وربما قاد ذلك إلى أمراض عضوية، فيما يعرف بـ"الأمراض النفسجسمية".

 

بل لقد أكد البعض أن هذه اللقطات تفقد مشاهدها المروءة والغيرة على العرض والشرف، وتدفعه دفعًا إلى تقليد أوضاعها الشاذة التي لا يخلو منها فيلم من تلك الأفلام القذرة، وفي هذا ضرر بالغ على الزوجة، ربما أدى إلى امتناعها عنه حتي في الحلال خوفًا من محاولته فعل الحرام، وربما طلبت الطلاق، وكم من الأسر انهارت بسبب هذا الفعل القبيح.

 

على أي حال- والمجال لا يتسع لذكر كل الكوارث المترتبة على هذه المعصية- فإني أنصحك بما يلي:

- واجهيه بأفعاله تلك، وذكّريه بالله، فهذا واجبك الشرعي، خصوصًا أنك زوجة، راعية في بيت هذا الزوج، وهو الأوْلى، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

- وجهيه للطاعة، خصوصًا النوافل، وابدئي أنت بنفسك، واطلبي منه أن تشتركا معًا في هذه القربات، فلا شك سوف يستحيي ويثوب إلى رشده.

 

- إن لم يرتدع هدّديه بفضحه لدى إخوته مثلاً، أو أمه أو أبيه.

 

- ولا تملِّي يا أختي من ذكر الله، والدعاء بقلب المخلص المضطر، واسأليه- سبحانه- أن يتوب على زوجك، وأن يهدي قلبه ويحصن فرجه.

سائلين الله أن يأخذ بنواصي المسلمين إليه أخذ الكرام عليه.