ابن الإسلام مصر

 

أنا شاب مقبل على الزواج والمشكلة أن الأخوات في المنطقة عددهم قليل جدًا وهناك أمامي عروض للزواج خارج الأخوات ولكن أخشى من عدم التوافق في الفكر فما الحل؟ جزاكم الله خيرًا.

 

تجيب عليها الداعية سمية رمضان أحمد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله حمدًا يدوم بدوامه، حمدًا بما نطق به من أحب الله قوله ورضي عنه وبعد سعدت جدًا برسالتك، ففيها من عبق وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فيها، وقد غرست وصاياه صلى الله عليه وسلم في وجدانك، وهرولت إلى تطبيقها عمليًّا عندما واتتك الفرصة، ففعلاً تنكح المرأة لأربع، مالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، وهنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فاظفر بذات الدين" فبحثت أنت عنها، فبارك الله فيك ووفقك لما يحب الله وترضي به نفسك، وذات الدين هي الطائعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم في أفعالها وهيئتها، فمن تحمل هذه الصفات كن مطمئن، بتفانيها لتسعدك بمشيئة الله سبحانه وأردت امرأة تتوافق مع قناعتك وفكرك، فبحثت مع التدين وهو ركن أساسي، أن تكون قد رضعت من النبع الذي رضعت أنت منه، حتى تتعاون معك على إكمال مسيرتك، وعلى نفس النهج الذي ارتضيته لنفسك، وهذا جيد وكما ذكرت بحثت في منطقتك فلم توفق فالزواج بالفعل لا بد فيه، من انشراح الصدر وطمأنينة القلب عند رؤية العروس، مع كل ما ذكرنا، ومعروض عليك فتيات من خارج الأخوات ولعل واحدة منهن تتوافق فيها رغباتك الأخرى مع وجود الأساس الذي لا غنى عنه وهي ذات الدين فلا بأس أبدًا، على أن تصارحها بفكرك، وتدعوها إلى مشاركتك في تحمل تبعاته، وتعلم رد فعلها، وكذلك أهلها، فأحيانًا بعض الأسر لا تتقبل جماعة بعينها فيؤدي في المستقبل للكثير من المشاكل، فإن حدثتها ووافقت ووافق أهلها، وأنت منشرح ومستريح فتوكل على الله ولا تردد، ونكون قد كسبنا أخت عاملة، ولك الأجر في ذلك وإن كانت نفسك لا تستريح لغير أخت فليتك تبحث عنها في المناطق الأخرى، وسيرحبون بك الأخوة ويساعدونك، لإتمام ما تتمنى، وعموما نحن في بلدي إسلامي يتشوق فيه المحبون لله إلى تنفيذ شرعه والعمل في سبيله، والمسلمة ذات الدين غنيمة في حد ذاتها، ويمكن لزوجها بعد التفاهم معها أن يجعلها معه في نفس الصف وبنفس الفكر.

 

وأيضًا نصيحتي، ألا تكتفي بمجرد القول أن فلانة أخت فتقصر في السؤال عنها ومعرفة، مدى التزامها في التعاملات وهيئتها في اللباس فنحن في عالم مفتوح وأي شاب أعجب بفتاة، فقبل الخطبة، عليه أن يستفسر عن سلوكياتها، في الجامعة مع الجيران ومع الوالدين، وهو شق هام جدًا وهذا الأمر بسهولة يمكن الوصول إليه لو كانت أخت من المسئولة عنها، ولو كانت خارج الصف عن طريق توكيل امرأة ذات ثقة، لتحصل على ما تريد من معلومات وكان الصحابة يتابع أحدهم أحد الأخوات بدون أن تعرف ذلك؛ ليتعرف على سلوكياتها قبل الارتباط بها، ودمت بني وكلل الله خطواتك بالنجاح، فقد تكفل سبحانه بمساعدة أمثالك ووعد بذلك وبالفعل سعدت برسالة من أحد شبابنا وأولادنا وارتاحت نفسي لحسن تدبر خطواته.

 

قريبا بإذن الله سنكون من المهنئين لك وقد ظفرت بأروع ما تتمنى.