شعبان– البدرشين

السلام عليكم..

أنا خاطب شقيقة زميلتي في العمل، وهي تجلس مع الأخوات بعد الثورة ولكنها شديدة الخوف علي، ولا تحب أن أشارك في الفعاليات مثل الوقفات الاحتجاجية أو المظاهرات، فاضطررت أن أكذب عليها في بعض الأوقات، وفي إحدى المرات لم تكلمني ولم ترد على الهاتف وعرفت بعدها ووعدتها ألا أكذب عليها مرة أخرى، وأنا أحبها جدًا فماذا أفعل؟

 

يجيب عليه عكاشة عباد استشاري اجتماعي وأسرى (إخوان أون لاين)..

 

الأخ شعبان..

 

أولاً: مبروك الخطوبة، وشيء جميل أن يبدأ الشاب حياته الزوجية بحب خطيبته.

 

ثانيًا: لقد أخطأت خطأين كبيرين:

 

الخطأ الأول: هو الكذب.. لا يجوز لأي شاب أن يبدأ حياته مع خطيبته بالكذب، لأن هذا الأسلوب يغذي أمرين سالبين في نفس المرأة، الأول فقدان الثقة في أقوال الخاطب أو الزوج، الثاني أنه لا حرج عليها أن تفعل مثل ذلك.

 

الخطأ الثاني: هو انك صاحب دعوة، من أعظم دعوات الدنيا، فكيف لا تفهم قول إمام الدعوة.

 

والمقصود بحمل أهله هو اتخاذ الأساليب والحوارات التي تقنع الأهل بالإيمان بنفس فكرة الرجل.

ثالثًا: من خطابك يتضح أمران:

 

الأمر الأول: أن خطيبتك لم تترب وسط الأخوات منذ الصغر ولكنها التحقت بهن بعد الثورة المباركة أي أنها حديثة في العمل الدعوي.

 

الأمر الثاني: ما تفعله خطيبتك من الخوف الشديد عليك أمر فطري عند النساء قبل من يحبونه بصفة عامة وهو شيء يحمدن عليه.

 

لذلك أقول لك..

1- التمس العذر لخطيبتك وحقق لها ما وعدتها به (ووعدتها ألا أكذب عليها مرة أخرى)

 

2- استخدم معها الأساليب والحوارات التي تقنعها بأن أصحاب الدعوة إنما باعوا أنفسهم وأموالهم وراحتهم لدعوتهم لأنها تنصر دعوة الله- عز وجل- وسنته نبيه- صلى الله عليه وسلم.

 

3- لا بد أن توصل لها رسالة مضمونها: أنك لن تترك الدعوة والدفاع عنها مهما كانت الأسباب وعليها أن تتكيف مع ذلك.

 

ولكن كيف تنجح فيما اقترحته عليك؟

 

1- تذكر قوله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" (سورة النحل: 125) وقوله تعالى: "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا" (سورة طه: 132).

 

فالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن تاجها الصبر.

 

2- اظهر لها حبك وافتخارك بخوفها عليك وذكرها أن للجنة ضريبة حددها رب العالمين حينما قال: "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (سورة التوبة: 111)، وأن للرجولة علامات حددها رب العلمين حينما قال: "رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ"، "سورة التوبة".

 

3- شجعها أن تمارس عمل دعوي تفهم من خلاله طبيعة الدعوات وجمال مخالطة الناس والسعي لهدايتهم.

 

حفظك الله وحفظ مخطوبتك وجمع بينكما في القريب العاجل على خير.