- مرسي صار زعيمًا للأحرار بصموده البطولي
- الانقلابيون فشلوا أمام صمود الرئيس والشرعية

تحقيق: شيماء الجنبيهي


سته أشهر كاملة عمد فيها قادة الانقلاب إلى اختطاف وإخفاء الرئيس الدكتور محمد مرسي عن الأنظار من أجل كسر شرعيته، وإرساء شرعيتهم، ولكن كل محاولاتهم  باءت بالفشل، ولم يفلحوا في مبتغاهم، بل زادت شعبية الرئيس وصموده الذي بات يكتب عنه التاريخ.


فقد تمنى قادة الانقلاب أن يهزموا الشعب الرافض لهم من خلال الحصول على كلمة واحدة أو توقيع من الرئيس تقضي بتنحيه أو ابتعاده عن منصبه، وهو ما لم يحصلوا عليه بفضل ثبات الرئيس على موقفه الشرعي وعدم تخليه عن مسئوليته كرئيس للبلاد وعدم اعترافه بشرعية المنقلبين عليه رغم ما عانه طيلة فترة الاختطاف من جانب قيادات الانقلاب.


لقد أذهل صمود الرئيس الجميع سواء في الداخل أو الخارج، لاسيما مع ظهوره خلال جلسته محاكمته في شهر نوفمبر السابق وهو مفعم بالقوة والثبات وظهر ليحاكم المحكمة الهزلية التي شكلها الجناة من المجلس العسكري وقادة الانقلاب له وليس هم من يحاكموه.


لم يبدأ صمود الرئيس منذ عهد الانقلاب بل بدأ منذ أول وهلة له في الحكم على كافة المحاولات المستميتة لإبعاده عن المشهد، كونه سعى لتحقيق مباديء ومكتسبات ثورة الخامس والعشرين من يناير، وبالرجوع لملفات وانجازات الرئيس نجد أنه تمكن نجح الرئيس مرسي في تحويل مصر إلى دولة مدنية بعد إسقاط المجلس العسكري وحله وإنهاء حكم العسكر لمصر لأول مرة منذ مئات السنين، ثم ألغى الإعلان الدستوري المكبل الذي وضعه المجلس العسكري المعين، فقد واجه الرئيس الدولة العميقة خلال الأشهر الأولى لحكمة للبلاد ، ففي شهر أغسطس 2012 قام الرئيس مرسي بإحالة المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة وكذلك رئيس الأركان الفريق سامي عنان وقادة أفرع الجيش إلى التقاعد.


وقد كان القرار مفاجيء من جانب الرئيس،  فقد أعاد هذا القرار له صلاحياته الرئاسية كاملة ومن بينها سلطة التشريع. وكان المجلس العسكري الذي أصدر الإعلان الدستوري المكمل قد خص نفسه دون رئيس الدولة بكل ما يتعلق بشؤون القوات المسلحة من تعيين قادتها ومد خدمتهم و إقرار الدستور وحق التشريع بعد حل مجلس الشعب.


وشهدت  صحيفة لوس أنجلوس تايمز الامريكية في تقريرً الشهر الماضي، علي موقعها الالكتروني أوضحت فيه أن الرئيس مرسي واجه بصمود الدولة العميقة، مشيرةً إلى أن الاحتجاجات واضرابات العمال وتدهور الاقتصاد، التي كانت تواجه الرئيس خلال حكمه كانت من خلف الكواليس فيما يعرف بـ«الدوله العميقه»، ممثله في المحاكم، والشرطه، والجيش، واجهزه المخابرات التي تشكلت جميعها علي مدار عقود علي يد الحكم العلماني للديكتاتور المطاح به حسني مبارك.


واوضحت الصحيفه  ان كثير من افراد الشرطه والمخابرات بالتحديد مازالوا مخلصين للحرس القديم، ويخشون ان يبعد مرسي الدوله عن حلفائها الغربيين باتجاه اصوليه دينيه.


زعيم الأمة


 ويؤكد المستشار عماد أبو هاشم رئيس نيابة النقض وأحد قضاة تيار الاستقلال أن الرئيس البطل محمد مرسى يضرب لشعبه الثائر على الإنقلاب الغاشم مثلًا من أروع الأمثلة فى الصمود والتمسك بالحق ، قائلا:" نحن وإن كنا ثائرين إلا أننا نمتلك حريتنا ، أما سيادته فهو ثائرٌ من خلف القضبان التى وضعها الإنقلاب بينها وبين شعبه ، جهاده وهو قيد الإعتقال أكبر من جهادنا ونحن أحرار ، إنه درسٌ من زعيم الأمة إلى أبنائها ، إلى من معه وهم الأغلبية ، وإلى القلة الباغيةِ التى ضده".


ويقول المستشار أبو هاشم لـ( اخوان اون لاين) يجب أن يعلم الجميع أن الحرية لا تطلب من أحد بل تؤخذ عنوةً لأنها حقٌ لكل من يمتلك الحياة ، وهى ليست منحةً من أحد ، و لا تُكتسب بحكمٍ قضائىٍ ، أو بقرارٍ إدارىٍ ، بل  هى لصيقةٌ بالإنسان من المهد إلى اللحد ، يأخذها بيديه ولا يعطيها له أحد .


ويضيف: إن الرئيس لن يعود إلينا بحكمٌ تقضى به محكمةٌ ، أو بقرارٍ من موظف ، إنه سيعود بإرادة شعبه وثورته ، فلا تنتظروا أن يَمن أحدٌ عليكم بالحرية ولو كان هو القاضى ، طالما كنتم قادرين على انتزاعها من بين عيون من سلبها منكم ، إن الرئيس لا يُحاكم وحده بلا جريمةٍ اقترفها ، وبلا قانون وبلا قضاء وبلا محكمة فى لا دولة الإنقلاب ، بل إننا جميعًا نحاكم معه ، إننا نُحاكم ونحن المحكمة العليا على هذه الأرض ، نحاكم ونحن السلطان ومصدر كل سلطةٍ ، فحرروا الرئيس وحرروا أنفسكم.


الصامد المخطوف


من جانبه، قال الدكتور حسام عقل رئيس المكتب السياسي لحزب البديل الحضاري لاشك أن القاعدة المنطقية تقول إن الخواتيم ينبغي أن تكون من جنس البدايات، لافتاً إلى ان ممارسات النظام الانقلابي التي استهل بها المرحلة الانقلابية الدموية سوف تعاود الحضور وتفرض أنماطها مرة أخرى، لاسيما مع استمرار الحشد لدعم الشرعية.


وأضاف لـ( اخوان اون لاين) من الواضح أن النظام الانقلابي لا يحمل في جعبته سوى الإجراءات الأمنية التي يستهدف بها الانتقام من التيار الأقوى وهو التيار الاسلامي وبذل كافة المحاولات المستميتة لنزع الشرعية عن الرئيس الدكتور محمد مرسي بأية ذرائع قانونية أو غير قانونية وذلك تمهيداً لإخلاء الطريق أمام مرشحين أخرين محسوبين على النظام الانقلابي.


ويثمن الدكتور حسام عقل ثبات وصمود الرئيس مرسي رغم ما يتعرض له من ضغوط وظروف اختطاف غير مقبولة، لافتاً إلى تغييب الرئيس ومنع أقاربه من رؤيته أو الطاقم القانوني أمر مرفوض مشيرا إلى أن  معاودة تغييب الدكتور محمد مرسي عن العيون بتأكيدات الطاقم القانوني المدافع عنه وكذلك أسرته وذوويه الذي حيل بينهم وبين رؤيته والاطمئنان على صحته، يعد مؤشر خطير.


ويحذر من أن يدبر النظام الانقلابي شيء ما لأول رئيس مدني منتخب بهدف التخلص منه وتصفيته من المشهد السياسي، موضحاً إلى أنه من الواضح كذلك أن الدكتور محمد مرسي أمام الجميع ثبات الرئيس،  فقد أبدى في الأشهر الماضية صمودا خرافياً رغم كم الضغوط التي تعرض لها لكنه بقى ثابتاً على موقفه ولم يعطهم ما يشاءون بلسانه ولا بقلمه ومن هنا بقيت شرعيتهم معلقةً في الفضاء ولم تفلح كل محاولات الإنقلاب المتواترة لشرعنة وجوده.


ويتوقع  أن يستمر النظام الانقلابي بالتصعيد غير مبال بحجم التحديات والاخطار التي تيحيط بالوطن وتدفع مصر بعتبه الاحتراب الأهلي، مشيرا إلى أنهم قدموا لهذا النظام العربيد عشرات المحاولات لإنقاذه من محنته وأزمته ولكن بمنطق الثور الأعمي أبي الا المضي في طريق حمامات الدم ظنا أن هذا يتيح استئصال خصومه السياسين،و ثبت فشل الحل الأمني وثبت فشله لإحراق الوطن.