والده المهندس أحمد النحاس رحمه الله، عضو مجلس الشعب الأسبق عن دائرة فوه مطوبس بكفر الشيخ، وقد ورث المهندس أحمد أحمد النحاس عن أبيه حبَّ خدمة الناس والسعي على حوائجهم، ولذلك مارس م. أحمد النحاس العمل العام منذ كان طالبًا؛ حيث رأس اتحاد طلاب كلية الهندسة في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، وكان له نشاط بارز في هذه الفترة؛ حيث نظَّم العديد من المعارض للكتب والأدوات الهندسية، وقام بالعديد من الرحلات الترفيهية والأنشطة الاجتماعية، وكانت كلية الهندسة جامعة الإسكندرية شعلة النشاط آنذاك، وكان توجُّهه الإسلامي، إلى جانب نشاطه في الاتحاد، سببًا في التفاف الطلاب حوله، وأيضًا سببًا لاعتقاله ضمن أحداث سبتمبر 1981م في قرارات التحفُّظ الشهيرة، التي قام بها الرئيس السادات، وقد قضى قرابة عام كامل داخل السجن حينذاك.

 

وقد تأخَّر المهندس أحمد عن زملائه عامًا دراسيًّا كاملاً بسبب هذا الاعتقال، ولكن لم يثنِه ذلك عن ممارسة العمل العام، فقد ظل متواصلاً مع زملائه بعد تخرُّجه، ولذلك اختاروه ممثِّلاً في نقابة المهندسين الفرعية بالإسكندرية؛ حيث تولى أمانة الصندوق بها.

 

ولأنه نشيط بطبعه، قياديٌّ في مواهبه، فقد وجد المهنيون فيه ضالَّتهم؛ حيث اختاروه منسِّقًا عامًّا للنقابات المهنية في الإسكندرية؛ لتقوم النقابات بأنشطة متكاملة، وكذلك لتتخذ مواقف عملية لصالح المهنيين عمومًا.

 

ولعل ما يميِّز م. أحمد أنه دائمًا يفكِّر فيمن حوله، ويحمل همَّ مَن معه، ونحن معه في السجن هذه المرة رأيتُه وهو يتابع أمْرَ أحد الجنائيين؛ حيث كان هناك خصامٌ بينه وبين أهله؛ فاجتهد أن يتصل بأهل هذا الجنائي، عن طريق زوجته، وأقنعهم بالصلح مع ابنهم، وتم الصلح بينهم بتوفيق الله أولاً، ثم بجهد المهندس أحمد ثانيًا.

 

والمهندس أحمد يهتمُّ جدًّا بالعلاقات الإنسانية وخاصةً الزوجية؛ فهو زوج ابنة الأستاذ محمد حسين أحد الدعاة إلى الله المشهورين بالإسكندرية بل في مصر، وقد قرأت كتابًا للأستاذ محمد حسين وهو (العِشْرَة الطيبة)؛ حيث ذكر في هذا الكتاب أخلاق زوج ابنته مع ابنته دون أن يذكر اسمه؛ فلما قابلت م. أحمد ورأيت رقَّة مشاعره، وخاصةً مع أهله، قدَّرت موقف أ. محمد حسين معه؛ فالمهندس أحمد يستعدُّ لزيارة زوجته بجلسة يعصِف فيها ذهنَه، ويعيش فيها مع قلبه؛ ليكتب خطابًا رقيقًا، فإذا كانت الزيارة انشغل بها واهتمَّ بها اهتمامًا يبيِّن مدى الحب الذي يكنُّه لها.

 

وهو أيضًا يهتمُّ بزيارة إخوانه، فتجده ليلة الزيارة يجهِّز لكل أخ من إخوانه شيئًا من الحلوى لأطفاله أو الهدايا لزوجته، ويفعل ذلك دون ملل أو كلل.

 

أذكر قولاً لعمر بن الخطاب؛ حيث أراد أن يولي أحد المسلمين أمرًا، فقالوا: ما شرطك فيه؟ قال أريده أن يكون إذا كان أميرهم كان وكأنه واحد منهم، وإذا كان واحدًا منهم كان وكأنه أميرهم، والمهندس أحمد لكثرة اهتمامه بإخوانه يبدو دائمًا وكأنه أمير الركب.

 

والمهندس أحمد رغم أنه مهندس مدني إلا أنه بارع في التسويق، يمتاز بحسن عرضه لبضاعته، وقد حصل على دورات عديدة في التسويق العقاري، حتى صار أحد أكبر خبراء التسويق العقاري في الأسواق الداخلية والخارجية، وقد أصقل مواهبه الإدارية بدراسة إدارة مشروعات التشييد وتنمية الموارد البشرية في عدة جامعات، وحصل على شهادات كثيرة في هذا المجال.

 

ولأنه محلُّ قبولٍ من إخوانه المهندسين ولسمعته الطيبة في الأسواق العقارية؛ فقد اختير كمحكّم لفضِّ المنازعات الهندسية.

 

إن المهندس أحمد الخبير في التسويق العقاري موجود في السجن بدون تهمة، في وقت نشكو فيه من ركود الاستثمار العقاري في مصر.. يا للعجب!!.