ما حدث يفوق التصور ويفوق الاحتمال.. كان هذا هو الوصف الأدقّ لما جرى على أرض طريق مصر الاسماعلية الصحراوي؛ فاليوم والذي كان من المفترض أن يكون جلسة النطق بالحكم في القضية العسكرية التي يحاكم فيها 40 من قيادات الإخوان المسلمين، تحوَّل بقوة  الأمن وبفعل فاعل ظالم إلى ما يُشبه أحدَ أيام قطاع غزة أثناء اجتياحه من قبل قوات الاحتلال الصهيوني!.

 

اعتقالات وتعدٍّ بالضرب وشتمٍ وقذفٍ وسلسلةٍ طويلةٍ من الأفعال الإجرامية؛ نفَّذتها قوات وجحافل الأمن المركزي ضد أكثر من 500 من أبناء وأُسر قيادات الإخوان المحالين للعسكرية ومتضامنين أتوا ليؤازروهم من كل مكانٍ في مصر، ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحدَّ بل امتدَّ ليطال حتى النساء!.

 

ففي سابقةٍ تعد الأولى من نوعها تعدَّى أفرادُ الأمن وبشكلٍ سافرٍ بالضرب والقذف وحتى بالاعتقال على زوجاتِ وبناتِ المحالين للعسكرية، دون وضع أي اعتبارٍ لكونهم نساءً!!.

 

(إخوان أون لاين) حاول رصد ما حدث اليوم من قِبل جحافل الأمن الغاشمة ضد زوجات المعتقلين وبناتهم، وكانت هذه رواياتهن:

 

 الصورة غير متاحة

زوجة رجل الأعمال حسن مالك وصدمة بعد سماع الحكم

الأم الصبور التي اتُّهِم زوجها في قضايا لا علاقةَ له بها واعتُقل ابناها اليوم، واعتدت قوات الأمن عليها وعلى ابنتيها أيضًا تروي ما حدث اليوم؛ حيث تقول جهاد عليوة زوجة رجل الأعمال حسن مالك، والذي صدر حكمٌ بسجنه سبع سنوات: "بأي حقٍّ يعتقلون أبنائي ويعتدون عليَّ وعلى بناتي؟!.. فكيف بعد أن يسرقونا ويضربونا ويعتقلونا يطالبوننا بأن نتعامل مع الأمر بهدوء؟! وبأي حقٍّ يأتي البلطجية إلى مقرِّ المحكمة؟! وعلى أي أساسٍ يُوجد هؤلاء؟! هل نحن مذنبون أو مجرمون حتى يتعامل معنا الأمن بهذه القسوة والوحشية؟!

 

أين نحن؟!

وأكملت الزوجة الصبور قائلةً: "ضربوا ابنتيَّ واعتقلوا ولديَّ وحكموا على زوجي.. فأين نحن؟! هل في مصر أم في فلسطين أم في العراق؟! أين نحن من العيشةِ الهنية؟! أين نحن من الحياةِ الطيبة الكريمة في الوقت الذي لم نقترف فيه أي ذنب؟!

 

خديجة مالك تروي هي الأخرى ماذا حدث لها من بلطجية الأمن وقوات مباحث أمن الدولة ومخبريها؛ حيث كانت تستقلُّ سيارتها لتهرب من الملاحقات المتتالية والمتتابعة عليها لتقف وسط أهالي المعتقلين وتحاول الوصول إليهم؛ ليمنعها ضابط بزي مدني من الوصول إلى ذويها، ويقوم بلي ذراعها وضربها على ظهرها، بالإضافةِ إلى رطم رأسها أكثر من مرة في السيارة "البوكس"، التي كانت تقف بجانب الطريق، إلا أنَّ أحدَ أهلها أنقذها من يد الضابط!.

 

 الصورة غير متاحة

عائشة مالك: لماذا يحاكَم أبي ظلمًا؟!

وتضيف عائشة مالك: إنها كانت تقف بجانب أخواتها وأهالي المعتقلين، في الوقت الذي فوجئت بأحد الضباط يرتدي الزي الملكي يتحرَّش بهم ويسبَّهم، ويحاول إبعادهم من أمام المحكمة، ويحاول خطف مَن يستطيع خطفه، حتى اختطف أخاها أحمد، وعندما حاولت الجري وراءه للحيلولة دون اعتقاله؛ فوجئت بهذا الضابط يقوم بإمساكها ولي ذراعها ودفعها لتجري ناحية الرصيف وتعبر الطريقَ الآخر لتجد اثنين من عساكر الأمن المركزي يحاصران أخاها الآخر حمزة، ويحاولان اعتقاله، في الوقت الذي تجد فيه أختها الكبرى خديجة بين يدي الضابط الذي يضربها!.

 

محاصرة طفلة

لم تكن عائلة حسن مالك هي العائلة الوحيدة من عائلات المحالين للعسكرية التي تعرضت للضرب والتحرُّش؛ فهذه أروى ضياء فرحات، البنت التي لم تتعدَّ العشر سنوات، تجد نفسها وسط كردونٍ من الأمن المركزي يحاصرها ويتقدمه ضابط بزي ملكي، يقوم بلي ذراعها وضربها على ظهرها وسط سبٍّ وقذفٍ لها ولأهلها الذين حاولوا إنقاذها من أيدي الضابط.

 

 الصورة غير متاحة

م. خيرت الشاطر وحسن مالك

 كما شهدت زوجات وبنات المعتقلين بأنهن تعرَّضن لتحرُّشات كثيرة من قِبَل قوات الأمن المركزي وضباط أمن الدولة، فضلاً عن ملاحقتهم بالجري في الصحراء أو بالسيارات على الطريق؛ للحيلولة دون وقوفهم أمام المحكمة وممارسة حقهم الطبيعي في حضور الجلسة التي مُنعوا من دخولها.

 

كانت هذه أبرز الاعتداءات على بنات وزوجات أهالي المعتقلين في الجلسة الـ72 للمحاكمات العسكرية، والتي تم النطق بها في الحكم الجائر، كما وصفه المحلِّلون والحقوقيون، في الوقت الذي كان الاعتداء على الرجال بالشوم والعصيِّ أمرًا طبيعيًّا من قِبَل قوات الأمن التي لم تفرِّق بين كبير وصغير أو رجل وامرأة!.