رفض الشارع المصري الدعوات التي تنادي بجمعة ثورة الغضب المصرية الثانية والمشاركة بها؛ وذلك لخطورتها على منجزات ثورة 25 يناير وعلى مستقبل مصر, معتبرين مظاهرة الجمعة غدًا قفزًا على إرادة الشعب المصري الذي بحث عن الاستقرار؛ من خلال التصويت لصالح التعديلات الدستورية, ومخالفتها للديمقراطية, فضلاً عن كونها محاولة ليِّ ذراع إرادة الشعب.

 

وأكدوا لـ(إخوان أون لاين) أن الشعب المصري بكامله مع مطالب الثورة, بالإضافة إلى المطالبة بتنفيذ ما تبقَّى من مطالب لم يتم إنجازها في الوقت الحالي؛ إلا أن الوقت الحالي يحتاج إلى ضرورة السعي لبناء الدولة ومزيد من الاستقرار.

 

وقال يسري مصطفى, اختصاصي اجتماعي: أرفض الدعوات المطالبة بالنزول إلى ميدان التحرير غدًا, خاصةً أن الأوضاع بدأت في الاستقرار نسبيًّا, مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية هي مجرد مرحلة انتقالية, وبعد إجراء الانتخابات سوف يتم إعداد دستور جديد للبلاد كما أقرَّت التعديلات.

 

وأضاف أن المطالب التي تدعو إليها مليونية الغد قد حسمها الشعب المصري عندما أيد التعديلات الدستورية ووافق على التعديلات, معتبرًا أن المطالبة بدستور جديد في الوقت الحالي هو نوعٌ من القفز على الديمقراطية التي جاءت بتلك النتيجة.

 

وقالت شيماء محمد عبد الرازق, موظفة بمكتبة, إنها تعتبر دعوات جمعة الغد ضدَّ نتيجة الاستفتاء وضدَّ إرادتها كمواطنة مصرية قامت بالتصويت بنعم للتعديلات الدستورية, مشيرةً إلى أن البلاد تحتاج إلى دستور جديد؛ إلا أن الوقت الحالي ليس مناسبًا لذلك.

 

فيما أبدت أمل سيد, ربة منزل, تخوفها من فعالية الغد وحدوث نوع من الاحتكاك والتصادم بين المتظاهرين والجيش, ما سوف يؤدي إلى سوء الأوضاع.

 

ورفض سيد خلف ميلم "محامٍ" دعوات الغد أو ما تم تسميتها بالثورة الثانية" قائلاً: قمنا بالثورة ولا يوجد ما يسمى بالثورة الثانية, معتبرًا تلك الدعوات ضدَّ إرادة الشعب المصري الذي صوَّت لصالح التعديلات الدستورية, كما أن تلك الدعوات خاصة بالتيارات التي لا تُعبِّر عن إرادة الشعب المصري.

 

وتساءلت سامية إبراهيم "مدرسة" قائلةً: كيف تتم الثورة على الجيش الذي يقوم بالدفاع عنَّا ويحمينا، وخاصةً أن الجيش قد أعلن سابقًا عن نيته تسليم السلطة, مطالبًا بإتاحة الفرصة للمجلس العسكري؛ لتنفيذ مطالب الثورة الشرعية، والتي اتفق عليها الجميع, بالإضافة إلى إعطاء المجلس الفرصة لإقامة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

 

أما رامي محمد "بائع قطع غيار", فقال: أنا ضدَّ جمعة الغد التي تنادي بدستور جديد في الوقت الحالي, وخاصةً أن البلاد تحتاج إلى الاستقرار أولاً قبل إعداد دستور سوف يزيد من مدة الفترة الانتقالية؛ نظرًا لما يتطلبه الأمر من اختيار لجنة لتشكيله وصياغته.

 

واتفق معه في الرأي خالد شمس "سروجي سيارات" في عدم شرعية تلك المطالب، بالإضافة إلى الدعوات التي تنادي بها, مضيفًا أن الجميع عليه أن يحترم إرادة الغالبية العظمى من الشعب المصري واحترام رغباته, وخاصةً أننا حققنا العديد من المطالب التي كانت تطالب بها الثورة.

 

وقالت أمنية عادل: إنها غير موافقة على مليونية الغد التي تدعو إلى تشكيل مجلس رئاسي لقيادة البلاد, مبررةً ذلك بأن كل شخصية سوف يتم اختيارها من الممكن الاختلاف عليها ولن يكون عليها اتفاق, وخاصةً أنها لا تشكك في نية المجلس الأعلى للقوات المسلحة وتأكيده ترك السلطة في القريب العاجل.

 

ويرى سيد العجمي "مدرس" أن مظاهرات الجمعة هي محاولة "فرد دراع", على الشعب المصري الذي يجب احترام إرادته ورغباته التي أكدتها نتيجة الاستفتاء التي لا بدَّ أن تكون ملزمةً للجميع, والشعب المصري مَن أقرَّ ذلك, مشيرًا إلى أن تلك الدعوات مخالفة للديمقراطية التي ننادي بها.

 

وأضاف: في الوقت الذي نطالب فيه بالديمقراطية نرى من البعض الاستبداد في الرأي, موضحًا أن مثل تلك الدعوات تحدث نوعًا من الفرقة في المجتمع وبين الشعب المصري.