بينما تتقدم الأمم بحرية الكلمة ومصداقيتها وتفاعلها؛ يحل علينا اليوم العالمي للصحافة ومصر تسترجع الذكرى الأليمة الأولى لاقتحام قوات الداخلية مقر نقابة الصحفيين بالقاهرة في مايو ٢٠١٦ ، واعتقالها بعض الصحفيين على خلفية كتاباتهم المعارضة لتنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير.


إن مصر اليوم تشهد أعلى معدل وصلت إليه في حبس الصحفيين منذ عام ١٩٩٠ بحسب تقرير لـ"اللجنة الدولية لحماية الصحفيين" الصادر في يونيو الماضي، كما تقع مصر في القائمة السوداء - للأسف- بالتصنيف العالمي لحرية الصحافة عام ٢٠١٧؛ الذي أصدرته المنظمة الدولية "مراسلون بلا حدود"؛ حيث يقبع ٢٤ صحفيًا في السجون، مقابل تقارير حقوقية أخرى تصل بالعدد إلى ١١٠ صحفيين، بينما وصل أعداد الصحفيين الذين تم إيقافهم عن العمل منذ الانقلاب العسكري في مصر إلى ٣٥٠ صحفيًا، حسب إحصائيات صحفية.


وإننا إذ نشجب ممارسات الاعتقال الممنهج لدى سلطات القمع والتنكيل بحق الصحفيين، فإننا نشدد على ضرورة محاسبة من اقترف ذلك أو أمر به؛ لأنها جريمة بحق الوطن والمواطنين جميعًا.


إن ما يتم من تكميم مستمر لكل منابر الصحافة والإعلام في مصر  لصالح سلطة غاشمة لا شرعية لها؛ لا يخفى على أي مراقب، وهذا نذير شؤم على حاضر الوطن ومستقبله، وإن تقنين الانتهاكات ضد الصحفيين عبر التوسع في إصدار تشريعات تجرم الممارسة المهنية وتمنع الوصول للحقيقة، وتُخضع الهيئات المعنية بتنظيم المهنة إلى السلطة التنفيذية بصورة أكبر حتى يفقد تنظيم المهنة استقلاله ويصبح أكثر انصياعًا لرغبات السلطة؛ هو ممارسات اعتادت عليها السلطات العسكرية في كل زمان.


وحريٌّ بمصر أن تتذكر اليوم رئيسها الشرعي الدكتور محمد مرسي وهو يقرر إلغاء الحبس الاحتياطي للصحفيين أو توقيفهم بسبب النشر، كما نتذكره وهو يُعيد صحفية مصرية -تم احتجازها في السودان- على طائرة الرئاسة، وذلك في تقدير رئاسي رسمي لمهنة الصحافة وكرامتها وحريتها.

وإننا نُطلق نداءنا لكل أبناء مهنة الصحافة أن يتحدوا في وجه متغيرات تمس استقلالهم وحريتهم ، نطالب كل المنظمات الدولية والحقوقية بالاستمرار في المطالبة بإطلاق سراح الصحفيين، وإطلاق الحريات الإعلامية والصحفية في مصر، ونحن سنستمر معهم في المناداة بهذه الحقوق الأساسية، فلا بديل عن صحافة حرة ووطن حر.


حسن صالح
المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين
الأربعاء 6 شعبان 1438هـ ـ 3-5-2017م