أضاف قضاء الانقلاب مهزلة جديدة إلى قائمة جرائمه المتزايدة، بإصداره حكما بإعدام 11 نفسا بريئة من فوق منصات القضاء بعد أن اغتصبتها ثلة من الأفاقين الذين قبلوا الدنية ورضوا بالمذلة والمهانة تحت أقدام العسكر ورضخوا لما أملي عليهم من تعليمات وما صدر لهم من إملاءات.

 إن هذه الأحكام التي تصدر مخالفة لكل قانون ودستور لن يضعها الصامدون خلف القضبان أو المرابطون في الشوارع والميادين - رغم القهر والظلم - إلا تحت أقدامهم، فلن تنال من عزائمهم ولن توهن من قوتهم أو تضعف من ثباتهم.

إن هذه الأحكام التي بلغت الآلاف وصدرت عن عصابة، لم تأخذ من القضاء إلا اسمه ومن القانون إلا رسمه تترك في عمق المجتمع المصري جرحا نازفا يصعب ضمادته وخرقا يستعصي باتساعه على الراتق.

إن هؤلاء المجرمين الذين باعوا أنفسهم لسلطة العسكر، إنما يشاركون في صناعة مجتمع مفكك وبنيان مهدم يحتاج إلى عشرات السنين قبل أن يلتئم ويعود إلى ما كان عليه من قيم التسامح والمحبة والإخاء التي عرف بها المصريون وميزتهم عن باقي الشعوب.

إن يوم الثورة – أيها المجرمون - ميقاتكم أجمعين عندما تعم العدالة أوطاننا فتنصب موازينها على يد قضاة عدول يحملون شارات القضاء بحقها وعندئذ تستبدل المقاعد وترثون ما أسلفتم وتقفون موقف المجرم الذليل في ساحات العدالة والحرية.
والله أكبر ولله الحمد.

 د. طلعت فهمي
المتحدث الإعلامي باسم جماعة "الإخوان المسلمون"
 الإثنين ٣ صفر ١٤٣٩هـ ، الموافق ٢٣ أكتوبر ٢٠١٧م