بقلم: صادق أمين

الإنسان بفطرته خُلق ليعيش مع غيره، فإنما هو إنسان من الأُنس والاستئناس بالغير، ولا يستطيع أن يعيش وحده أبدًا، وإلا لم يُحسب هذا الإنسان من الأصحَّاء، ويجب البحث عن علاج نفسي للذي يميل للانطواء والعزلة، فهو مريض يجب علاجه، فالأصل في الإنسان الاجتماع والمعايشة للآخرين.

ولما كان الطريق إلى الله يحتاج إلى اجتهاد وإلى مغالبة النفس والشيطان، كان لزامًا للإنسان المسلم أن يكون له صديقٌ صالحٌ يعينه على الطاعة ويبعده عن المعصية، ومن هنا نوَّه القرآن لذلك.. قال تعالى:﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ (الكهف: 28).

من هنا كانت الأخوَّة في الله وكان قرناء السوء، وعلى قدر ما رغب الإسلام في صحبة الأخيار وأخوَّتهم على قدر ما حذر من صحبة قرناء السوء والقرب منهم، فإنك لو فتحت كتب الحديث تجد نصوصًا هائلةً من أحاديث المصطفى- صلى الله عليه وسلم، فعلى سبيل المثال:

قال عليه الصلاة والسلام: "قال الله تعالى: المتحابون في جلالي على منابر من نور يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة" (رواه الترمذي)، وقال- صلى الله عليه وسلم-: "إن لله عبادًا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانتهم من الله تعالى، فقال الصحابة: من هم يا رسول الله؟ قال النبي: هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنورٌ وإنهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يفزعون إذا فزع الناس".

وقال أيضًا: "ما تحاب اثنان في الله إلا كان أشدُّهما حبًا لله أشهدَّهما حبًّا لصاحبه".

وقال أيضًا: يقول الله تعالى: "حقت محبتي للمتحابين فيَّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ، وحقت محبتي للمتناصحين فيَّ" (رواه أحمد)، وقال أيضًا: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.." ومنهم "رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه" (رواه البخاري ومسلم).

وجعل من المعروف أن يقابل الأخ أخاه بوجه بشوش، قال عليه الصلاة والسلام: "لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق".

وقال: "تبسمك في وجه أخيك يكتب لك صدقة"، قال الإمام المناوي إظهارك للبشاشة والبشر في وجه أخيك تؤجر عليه كما تؤجر على الصدقة (فيض القدير بشرح الجامع الصغير للمناوي).

بل جعل الرسول- عليه الصلاة والسلام- المصافحةَ من الأخ لأخيه وسيلةً لمغفرة الذنوب، قال: "إذا لقي المسلم أخاه المسلم فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما يتحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف"، وفي حديثٍ آخر وردت المصافحة باللفظ.. قال عليه الصلاة والسلام "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يفترقا".. هذا إلى جانب ما حكاه عن أخبار الأخوَّة الصالحة في الأمم السابقة.

أهمية الصحبة

بيَّن لنا الرسول- صلى الله عليه وسلم- خطورة الصحبة فقال: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" (رواه أبو داود والترمذي)، ولأهمية الصحبة وردت آياتٌ قرآنيةٌ ترشد السائر في هذا الطريق ليكون على علم بهذه الإرشادات، قال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾ (الكهف: 28).

وقد كتب علي بن أبي طالب- كما ورد في الأثر- إلى ابنه الحسن: "يا بني.. الغريب من ليس له حبيب"، وقال عمر بن الخطاب: "لقاء الإخوان جلاء الأحزان"، وجاء في الأثر: "المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه"، وقالوا: "عليكم بإخوان الصدق فإنهم زينةٌ في الرخاء وعصمةٌ في البلاء".

المرء مع من أحب

روى الإمام البخاري أن رجلاً من أهل البادية أتى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول الله متى الساعة؟ فقال- صلى الله عليه وسلم- "وماذا أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها كثيرَ صيام ولا صلاة ولا صدقة؛ إلا أني أحب الله ورسوله، فقال- صلى الله عليه وسلم- "إنك مع من أحببت".

فانظر أخي المسلم من تحب.. هل تحب النبي الرسول؟! هل تحب أهل القرآن؟! هل تحب أهل الحياء؟! هل تحب أهل الصدق؟! هل تحب المتميز في المذاكرة؟! أم أنك تحب أهل الكذب والفشل في التعلي؟! أم أهل معاكسي البنات وشاربي المخدرات؟!.

صفات من تصاحب

1- العقل: قالوا "عداوة العاقل أقل حذرًا من مودة الأحمق".

2- الدين: قال صلى الله عليه وسلم: "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيَك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة" (رواه البخاري ومسلم).

3- حسن الخلق: فمن يكذب أو يسرق أو يزني أو كان ذا وجهين أو لا يفي بالوعد ولا يؤدي الأمانة لا تصاحبه.

حقوق وآداب الصحبة

لقد دعا الإسلام إلى أخوَّة الصالحين وأثبت لها من الحقوق ووضع لها من الآداب ما يكفل أن تقوم الأخوَّة بالدور المرجوِّ منها في المجتمع المسلم مثلاً:

1- أن تكون الأخوَّة في الله قائمةً على الإيمان والتقوى.

2- أن تكون قائمةً على التناصح والتكافل والتغافر.

3- أن يخبر الإنسان من يحبه في الله بمحبته له.

4- أن يربط بين هذا الحب والجانب الإيجابي الدعوي.. إلى غير ذلك من الضوابط.

وقد أثمرت الأخوَّة بهذا الشكل وهذه الضوابط مجتمعًا إسلاميًا في غاية التآلف والتناصح والتكافل، ولولا أن هذا المجتمع قد حدث فعلاً لقلنا إن هذا الكلام درب من الأساطير والخيال.. يكفي أن نذكر قصة مؤاخاة سعد بن الربيع الأنصاري مع عبد الرحمن بن عوف القرشي، فقد أراد سعد أن يقسم ما عنده بينه وبين أخيه في الله حتى الزوجتين اللتين كانتا تحته، أراد أن يتنازل لعبد الرحمن عن إحداهما، ويكفي أن الواحد منهم كان يؤثر أخاه بجرعة الماء، وربما كانت حياته متوقفةً عليها..!!

هذا وصحبة الصالحين لها فوائد عظيمة منها:

1- المعاونة على الطاعة، قال تعالى: ﴿ وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي* كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا﴾ (طه: 29: 33)، وهنا نجد موسى عليه السلام يطلب الرفقة الصالحة على طريق الدعوة والطاعة والعبادة، مع أنه معصوم، ومن أولي العزم من الرسل، وقد أوتي من القوة الجسمية والأخلاقية ما صرحت به آية القصص ﴿إِِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ﴾ (القصص: من الآية 26)، ورغم ذلك طَلب له الرفيق الصالح؛ ولذلك قيل لا تصاحب إلا من إذا ذكرت الله أعانك وإذا نسيت ذكرك.

2- المعاونة على نوائب الدهر، فقد قيل إنما الصديق عند الشدة، ولن يقف بجوار أخيه إلا الصديق الصالح، وقد وجدنا محمد بن سيرين يقضي دَين شُعبة، وشُعبة يقضي دَين محمد دون أن يشعر أحدهما.. ولذلك قال الشاعر:

تكثَّر من الإخوان ما استطعت فإنهم          عونٌ إذا ما استنجدتهم وظُهور

وما بكثير ألفُ خلٍّ وصاحبٍ                   وإنَّ عدوًّا واحدًا لكثيرُ

3- الإرشاد إلى الخير والصواب، فإن الأخ مرآة أخيه، والصديق الصالح هو الذي يرشد أخاه إلى الخير؛ ولذلك لما رأى سلمان أخاه أبو الدرداء مشددًا على نفسه قال له إن لبدنك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، وأقره النبي- صلى الله عليه وسلم- على ما قال، وقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول عن أبي بكر وعمر "هذان السمع والبصر".      
      
4- الفوز بصالح دعائه، وقد دعا النبي- صلى الله عليه وسلم- لكثير من أصحابه، فكانت دعوته سببًا لما نالوه من خيرَي الدنيا والآخرة, فقد دعا لأنس بن مالك أن يباركَ له في عمره وذريته، فكان أطول الصحابة عمرًا، ولم يمُت حتى رأى مائةً من أولاده وأحفاده، ودعا لعبد الله بن عباس أن يفقهَه الله في الدين، وأن يعلمَه التأويل، فكان عبد الله لا يُشقُّ له غبارٌ في علوم الدين، ولو وقفنا هنا لطال بنا المقام.

5- حسن الثناء والذكر، فإن الإنسان وإن كان به ما به وكان يسير مع الصالحين يناله من حسن السيرة والثناء الحسن عليه ما يناله، فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم، وكلب أصحاب الكهف قد ذُكر في القرآن على ما في الكلب من سيئ الخصال؛ لأنه سار مع الصالحين فعُدَّ معهم، فكيف إذا صاحبهم إنسان.

6- اللحاق بهم في الجنة وإن كان دونهم في المنزلة، فقد أسقط الإمام أبو حامد الغزالي آية الطور﴿َالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ على الأخوَّة في الله، ولما قيل له إنما هذا في النسب قال الأخوَّة في الله أحبُّ إلى الله من أخوة النسب.

7- الفوز بشفاعة من يأذن الله بشفاعته منهم، فإن الأخ يشفع في الموقف فيمن سيشفع فيه من أهله وأصحابه إلى غير ذلك من الفوائد التي جماعها تحصيل خيرَي الدنيا والآخرة.

هذا ولو انتقلنا إلى الجانب الآخر نجد الترهيب والتحذير من قرناء السوء قد بلغ أقصاه؛ قال عليه الصلاة السلام: "لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقيٌّ"، وقال: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن تبتاع منه وإما أن يحذيك وإما أن تشتم منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثوبك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة"، وذلك التحذير للأسباب الآتية:

1- أن الصديق كثيرًا ما يتردد على بيت صديقه، فإن لم يكن من أهل الصلاح والتقوى فإنه قد يخون صديقه في عِرضه أو ماله؛ ولذلك كان للحارث بن صعصعة ندماءُ يدخلون عليه ويزورونه، فخرج معهم ذات مرة إلى إحدى حدائقه وتخلَّف أحدهم معتذرًا أنه مريض، ثم دخل بيت الحارث وكان على موعد مع زوجته فأكلا وشربا ثم اضطجعا فسلط الله عليهما كلب الحارث؛ فنهشهما حتى قَتَلهما، فعاد الحارث ورأى المشهد السيِّئ فأنشد يقول عن الكلب:

فما يزال يرعى ذمتي ويحوطني                  ويحمي عرضي والخليلُ يخون

فيا عجبًا للخِل يهتك حرمتي                    ويا عجبًا للكلب كيف يصون؟!!

2- أنه يجر صاحبه إلى أماكن الفسق والفواحش، وكم رأينا شبابًا كانوا من بيئة طيبة، فإذا بهم قد سحبوا إلى أماكن الرذيلة عن طريق أصدقاء السوء.. فهذا أبو نواس يقول لصاحبه الذي كان في المسجد من أهل الصلاة والعبادة:

دع المساجد لعباد فتسكنها               وابحث لنا عن خمَّار ليسقينا

ما قال ربك ويل للأولى سكروا              ولكن قال ويل للمصلينا!!

3- أن يسد أمامه طريق الهداية، فعقبة بن أبي معيط كان على وشك الإسلام لما سمع القرآن من رسول الله، ولكن صاحبه أبا جهل ظلَّ به حتى أقسم عليه ليذهبن وليبصق على وجه النبي الكريم، فخشي الشقي على غضب صديقه منه؛ ففعل هذه الجريمة الشنيعة فدعا عليه النبي- صلى الله عليه وسلم- فقُتل يوم بدر فذهب إلى جهنم وبئس المصير.

4- أن أصدقاء السوء لا يستفاد منهم في الدنيا ولا في الآخرة، بل يدعو بعضهم على بعض ويلعن بعضهم بعضًا، بل ويدعون الله أن يضاعف العذاب على الذين أضلوهم، وقد ورد هذا المعنى في غير آية، قال تعالى: ﴿وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ (العنكبوت: 25)، وقال تعالى: ﴿قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنْ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ﴾ (الأعراف: 38) وقال تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنْ الأَسْفَلِينَ﴾ (فصلت: 29)، وقال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ﴾ (الزخرف: 38).

5- أنهم سببٌ لجلب الخزي والعار في الدنيا قبل الآخرة، فإن الذين يشربون الخمر غالبًا ما يُعرفون ويقبض عليهم وتتم إهانتهم، فضلاً عن الخزي على رؤوس الأشهاد يوم القيامة.

6- أن صديق السوء يكون سببًا في ضياع مال صاحبه أو ضياع دراسته أو ضياع شبابه في الإدمان والفواحش التي تؤدي إلى ضياع الصحة أيضًا، فإن لم يكن شيء من ذلك ضاع العمر فيما لا يجدي.

من هنا نوصي المسلم شابًا كان أو مراهقًا أو كهلاً أو حتى شيخًا، رجلاً كان أو امرأة، أن يحسن اختيار الصديق، وأن يبتعد عن قرناء السوء، وإن كنا نخص الشباب والمراهقين بالذات لأنهم في فترةٍ في مرحلة في منتهى الخطورة، والله يوفقنا إلى حسن الصحبة ويرزقنا صحبة نبيه في الجنة، والحمد لله رب العالمين.