شنّ رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، هجوما حادا على الإمارات، متهما إياها بـ"نشر الحروب والأحقاد والمؤامرات" حول العالم.

جاء ذلك في مقال نشره الريسوني، عبر موقعه الإلكتروني الشخصي، بعنوان "دولة الإمارات العظمى تسحب قواتها وتعلن منجزاتها؟"، في إشارة إلى إعلان أبو ظبي سحب قواتها من اليمن.

وقال الريسوني "سنوات من هذه الحرب الطاحنة في اليمن؛ ماذا جلبت لأهل اليمن؟ هل جعلت البلاد وشعبها أكثر وحدة؟ أو أكثر سلما وأمنا؟ أو جعلته في حالة أفضل من العيش؟".

كما تساءل الريسوني مستنكرا "كم قُتل أو أُصيب في هذه الحرب من اليمنيين، وكم شُرد منهم داخل اليمن وخارجه؟، وكم دُمر من المساكن والمنشآت العامة والخاصة؟ وكم كلفت هذه الحرب من أموال وخراب اقتصادي؟ وإلى متى ستستمر هذه الحرب بكل أوزارها، في ظل إستراتيجيتكم الجديدة؟".

وزاد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "دولة الإمارات تتميز وتنفرد عن باقي دول العالم بأن لها وزارة خاصة بنشر التسامح، ووزارة خاصة بنشر السعادة. ومن شدة تسامحها وإسعادها لشعبها أنها أتتهم بأصنام بوذا ويهوذا وبعبدة الشيطان، وما إلى ذلك من معابد الشرك والوثنية والدعارة.. لكن حين ذهبت إلى اليمن، أين تجلى نشرها للتسامح والسعادة في اليمن السعيد؟".

ويشير الريسوني هنا إلى تقديم الإمارات قطعة أرض لبناء معبد هندوسي في أبو ظبي، وقيام السلطات هناك مؤخرا بنصب تمثال لبوذا على طريق يصل بين أبو ظبي ودبي.

ومضى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مهاجما أبو ظبي "دولة الإمارات استوردت عددا من المشايخ والمتصوفة والمفكرين والصحفيين وحكماء المسلمين، المشهورين بدعوتهم ودعايتهم الدائمة للسلام والوئام والتسامح وتعزيز السلم والعيش المشترك والاعتدال ونبذ العنف".

ثم تساءل مستنكرا "أي أثر لهؤلاء في كبح الحروب والأحقاد والمؤامرات، التي تنشرها الإمارات في كل أنحاء العالم؟ أم هؤلاء مخصصون فقط للتمويه والتغطية وتبييض الجرائم السوداء؟".

ولفت إلى ما اعتبره تناقضات في السياسة الإماراتية، قائلا "دخلت إلى اليمن وتخوض حربها فيه، باسم الشرعية، ولدعم الشرعية وتثبيت الشرعية، ولدحر الانقلاب الحوثي اللاشرعي.. وكذلك مشايخها المستوردون.. فلماذا كانت الإمارات ومشايخها هم أول الخارجين عن الشرعية الداعمين للانقلابيين، في مصر وتركيا وليبيا؟".

كما تساءل الريسوني "لماذا تضع الإمارات كل إمكاناتها، وإمكانات حلفائها، لمحو الشرعية ودعم الانقلاب والبغي في ليبيا، بزعامة أمير الحروب والدماء خليفة بن حفتر آل نهيان؟".

ولم يصدر رد على الفور من الإمارات على مقال الريسوني، لكنها تقول إن دعمها لحفتر يأتي في إطار مواجهة ما تسميه بـ "الإرهاب"، كما سبق أن نفت أبو ظبي أي مطامع لها في اليمن، قائلة إن تدخلها هناك -من خلال التحالف السعودي الإماراتي منذ مارس/آذار 2015- كان لدعم الحكومة الشرعية في هذا البلد.