كشفت صحيفة "يني شفق"، الثلاثاء، عن حرق أربعة مساجد في الهند خلال الـ48 ساعة الماضية، بموجة الإرهاب العنصري ضد المسلمين بالبلاد.

وقالت الصحيفة في تقرير لها إنه خلال الـ48 ساعة الماضية أحرق العنصريون بالهند أربعة مساجد بما فيها "بابري"، والمسجد الجامع في دلهي.

وذكرت أنه بتشجيع من القائد الهندوسي ناريندرا مودي، هاجم القوميون الهندوس والشرطة المسلمين في مدينة دلهي.

وأضافت أنه خلال الأسبوع الماضي، توفي 47 شخصا، معظمهم من المسلمين، في أعمال العنف التي أسفرت عن حظر التجول.

ولفتت إلى أن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم منذ بداية المظاهرات في ديسمبر 2019، بلغ 79 شخصا.

وأشارت إلى أن توقيت تصاعد الهجمات العنصرية ضد المسلمين بالآونة الأخيرة عليها علامات استفهام، موضحة أن حد التوترات ازدادت بعد خسارة الزعيم العنصري مودي وحزبه "بهاراتيا جاناتا" الانتخابات في نيودلهي.

وأوضحت أنه في الوقت الذي كثفت فيه العصابات الهندية ذات البعد الأيدلوجي القومي الهندوسي، اتخذت الشرطة الهندية خطوات تشجع الهجمات بدلا من منعها.

ولفتت إلى أن الشرطة الهندية تدخلت وألقت القبض على المتظاهرين المسلمين، ولم تتدخل في منع هجمات العصابات الهندوسية ضدهم.

ووفقا لمواطن هندي قوله، إن "الناس في المنطقة عانوا من صدمة كبيرة، وهم بحاجة إلى إعادة تأهيل، فقد مات الكثير من أقاربهم، وأحرقت عدد كبير من منازلهم بالكامل"، مضيفا: "هم الآن بحاجة إلى مقومات الحياة، وقد هاجر العديد منهم إلى مناطق أخرى بسبب تضرر منازلهم".

وأضاف قائلا: "الاحتياجات الأساسية للمسلمين لا تصل إلى مناطق الصراع، ولقد رأيت تلك العنف بأم عيني، وقد كانت الهجمات متعمدة ومقصودة، والخوف اجتاح المجتمع الإسلامي الهندي بأكمله، والناس يخشون مغادرة منازلهم".

وأشار إلى أن المسلمين والمساجد في مناطق العنف، تعرضت لهجمات عنصرية وحشية للغاية.

ولفت إلى أن المسلمين الرجال بالضرب بالعصي، أجبروا على ترديد النشيد الوطني الهندي، في حين أن النساء في اعتصامهم تعرضوا للضرب الشديد، وأصبن بجراح خطيرة.

وأكد أنه خلال الـ24 ساعة الماضية، تعرضت أربعة مساجد بالمنطقة بالحرق بما فيها "بابري"، والمسجد الجامع.

ومنذ أيام دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى إغاثة الأقلية المسلمة في الهند التي تتعرض لـ"جرائم بشعة ضد الإنسانية" منذ إقرار الحكومة الهندية قانون الجنسية العنصري العام الماضي، مطالبًا بمساعدتهم ماديا ومعنويا وسياسيا وإغاثيا.

وأكد أن ما يحدث للأقلية المسلمة جرائم بشعة تصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية، داعيا الحكومة والمجتمع في الهند إلى التعايش السلمي وقبول الآخر.

وناشد الدول الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي إغاثة الأقلية المسلمة في الهند مع نيوديلهي، وأمام مجلس حقوق الإنسان.

وكانت شبكة "بي بي سي" البريطانية نشرت فيديو، يظهر تورّط عناصر في الشرطة الهندية بالاعتداءات الطائفية ضد المسلمين في العاصمة دلهي، قبل أيام.

وأظهرت مشاهد قيام عناصر من الشرطة بالتحرك، رفقة مجموعة هندوسية متطرفة، في الاعتداء على المسلمين بشكل علني.

وظهر أحد عناصر الشرطة في الهند وهو يقوم بتوجيه المجموعات المتطرفة لكيفية الهجوم على المسلمين.

وقبل أيام، احتشدت جماعات هندوسية متطرفة بغطاء رسمي في جعفر آباد بنيودلهي، ضد المسلمين الرافضين لقانون الجنسية، الذي يستهدف المسلمين، ويلغي مواطنتهم، وهاجموا أحياء كاملة وسط إطلاق الرصاص الحي، وحرق المنازل والمساجد.

وراح ضحية الهجمات أكثر من 40 قتيلا، فضلا عن مئات الجرحى ومئات المنازل التي تعرضت للحرق، فيما شهدت الأحياء نزوحا من سكانها تجاه قرى بعيدة؛ خوفا على حياتهم.

وتقف حكومة ناريندرا مودي، الذي كان متهما بأحداث غوجارات، وراء قانون الجنسية، ضمن أجندتها القومية الهندوسية في البلاد.

يسمح القانون المذكور بمنح الجنسية الهندية للمهاجرين غير النظاميين الحاملين لجنسيات بنجلاديش وباكستان وأفغانستان، شرط ألا يكونوا مسلمين، وأن يكونوا يواجهون اضطهادا في بلدانهم.