تتحدث إليهم مراراً وتكراراً ولكنهم لايصغون.. تحاول أن تشغل عقولهم أو تبعد نظرهم المتعلق بشاشة الكمبيوتر ولو قليلاً دون جدوى.. مبرمجين عقلياً ونفسياً ومقيدين حركياً فمع كل ضغطة زر يدخل الطفل لعوالم مختلفة.

وتسلب التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي مهارات الاتصال الأساسية اللازمة للعلاقات مع الآخرين,فالتقنية بلاشك، تشجع الطفل على العيش في عالم افتراضي لايمت للواقع بصلة ويعيشون في عزلة غرفهم للاستمتاع بهذه الأجهزة بلا رقيب ويتنازلون عن أجمل مراحل حياهم ويضحون بصحتهم وراحتهم دون وعي منهم بالعواقب، حتى أصبحت أحاديثهم ممله وليست عفويه، يتكلمون فقط بلغة الآيباد والآيبود والآيفون وألعاب الفيديو، وفي المقابل هذا النهم التكنولوجي يفقد أبنائهم ويفقد الأبناء, مهارات الاتصال مع الآخرين.

ويروى عن عمر بن الخطاب أنه قال، مما يشير لبعد نظره، “ربوا أبنائكم لزمان غير زمانكم” فزمان أولادنا غير زماننا، وعلينا أن نسلحهم بما  يفيدهم في زمانهم، ولكن في نفس الوقت أن نحميهم من أي سوء يمكن أن يتعرضوا له، وما خاب من استشار!

وفيما يلي 8 مهارات اتصال خسرها الأطفال أو سيخسرونها إذا لم نجر بعض التغييرات الجِدّية:

ا.القدرة على التحدث مع الآخرين

ينمو الأطفال مع ميل نحو التواصل السريع مع تفويت فرصة التواصل الفعلي الرصين مع الآخرين، في هذا الوقت وبسبب ارتباطهم بالتكنولوجيا، يفوّتون الكثير من الفرص في التحدث مع أهلهم، وسرد قصصهم والقيام بالمغامرات الحية ومشاركة المشاكل والتحديات التي تواجههم.

2. القدرة على التفكير والتواصل الفوري

أغلب أنواع الاتصال التي تحدث عبر الأجهزة تمر بمراحل أو عبر وسائط، مثل رسالة بريد إلكتروني، رسالة نصية، ولكن التواصل وجهاً لوجه يتطلّب أن نكون عفويين، وأن نفكّر بطريقة فورية.

تؤدي الثقافة التي تتمحور حول التواصل عبر الأجهزة -التي تركز على النصوص تحديداً- تؤدي بأطفالنا إلى تحرير اتصالاتهم والتحكم فيها، بينما يصبح التواصل الشخصي مع الآخرين حرجاً؛ لأننا لا نعرف كيفية التفكير والتحدث بسرعة بداهة.

3. التواصل وقراءة السلوكيات غير اللفظية

عندما نتواصل بشكل أساسي عبر رسالة نصيةأو بريد إلكتروني، فإننا نفقد القدرة على التعرف على السلوكيات غير اللفظية وقراءتها في الآخرين، أو التعرف على لغة الجسد، كما يقال كثيراً، فإن التواصل غير اللفظي صوته أعلى من التواصل اللفظي.

4. القدرة على التركيز على الآخرين

عندما ننفق الكثير من الوقت على هواتفنا، فإننا نفقد القدرة على الاهتمام والتركيز على الآخرين ، أحد أصدقائي الذي يعمل مدرّساً في المدرسة الثانوية، لاحظ عندما بدأ التدريس أول مرة في السابق أن التلاميذ في فصوله كانوا يتحدثون إلى بعضهم البعض في الفصل الدراسي وفي الممرات، أما الآن لم يعد التلاميذ مهتمين بالحديث مع بعضهم بعضاً، وأصبحوا منشغلين جميعاً بهواتفهم، في هذه العملية، أصبحنا أكثر تركيزاً على احتياجاتنا بدلاً من احتياجات الآخرين.

5. الكشف عن حقيقة ما نشعر به

أصبح بإمكاننا -بسهولة- الاختباء وراء عالم الكلمات والرموز التعبيرية، ما جعل التواصل وجهاً لوجه صعباً للغاية، وساهم في إخفاء ما نشعر به حقاً.

6. التفاعل وجهاً لوجه

في بعض الأحيان نحتاج فقط إلى النظر إلى شخص ما في عينيه، والبكاء على كتف شخص ما، والضحك مع شخص ما، أو الحصول على/ أو منحِ عناقٍ مطمئنٍ، أو التربيت على الكتف، كلما زاد اعتمادنا على الاتصالات المكتوبة/ النصية، زاد تفويتنا لفرصة الجلوس مع أصدقائنا، والاقتراب الجسدي منهم وتشجيع المودة بيننا وبينهم.

7. القدرة والرغبة على الاستماع

لا يتمتع الأطفال بالقدرة على الاستماع إلى الآخرين، في الوقت نفسه الذي يستمعون فيه إلى الموسيقى أو العروض أو الألعاب على أجهزتهم، وهم في الحقيقة لا يفتقرون إلى القدرة فقط، بل يفتقرون للرغبة للاستماع أيضاً، يختار الأطفال تجاهل الآخرين أو عدم الاكتراث بهم بدلاً من الانخراط معهم في أحاديث ونقاشات.

8. القدرة على إقامة الحجج

عندما يعتاد الأطفال على التواصل المُختصر، فإنهم يفقدون القدرة على بناء البراهين والحجج ، ترتكز حياة الإنسان البالغ على التفكير العميق، وتجميع الأفكار المتماسكة التي تعتمد على بعضها البعض، ولكن تعلّمُ أطفالنا للتواصل المختصر مع الرموز التعبيرية، والكلمات المختصرة، والصور الفكاهية عبر الوسائط التكنولوجية، بدلاً من الكلمات، يمكن أن تعيقهم عن تجميع الأفكار أو الحجج الأعمق.

ومن الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها بعض الآباء هي المنع أو الحرمان الكلي لهذه الأدوات، وهم عاجلا أو آجلا سيجدون أنفسهم تحت ضغط أمر الواقع، ومن حيث لا يدرون. والأفضل هو تقدير هذه الأدوات حق قدرها، والتربية على الاستعمال الآمن والسليم، ككل شئ في حياتنا.

ولكن من جملة الإرشادات التي تعين الآباء في حسن توجيه أبنائهم، وخاصة الصغار، في استعمال أدوات التواصل  في ما يلي:

- أن يثقف الآباء أنفسهم في استعمال هذه الأدوات، وبحيث يعرفون مداخلها ومخارجها

- أن يكون الآباء خير قدوة لصغارهم وحتى في هذا الجانب من استعمال هذه الأدوات

- وضع حدود على الوقت المخصص لمثل هذه الأدوات، والتوازن مع الأنشطة الأخرى كالقراءة والرياضة والجلسات الأسرية…

- أن يكون استعمال هذه الأدوات في الأماكن المشتركة داخل البيت، وليس بعيدا عن الآخرين

- أن تكون المواد المشاهدة والبرامج مناسبة للسنّ وللأعراف الأسرية المحلية