كتب- أحمد رمضان

اعتقلت قوات الأمن المصرية أكثر من 32 متظاهرًا في مظاهرة دَعَت إليها حركة (كفاية) بعد عصر اليوم الخميس 15 مارس 2007م؛ لرفض التعديلات الدستورية، والمطالبة بالثأر لدم الشهداء المصريين الذين تمَّ قتلُهم بدم بارد على يد الصهاينة عقب هزيمة يونيو 67 في سيناء.

 

ومن بين المعتقلين: محمد سعد حزب (الكرامة) وصلاح الوتيدي والشيخ محمد عبد السلام وخالد عبد الحميد حركة (كفاية) وأحمد صلاح ونائل يحيى ومحمد فتحي ورامي توفيق، بالإضافة إلى اثنين من حزب (الغد)، هذا بالإضافة إلى التعدِّي على المتظاهرين بالضرب والسحل والشتائم.

 

وشارك في المظاهرة كافة الاتجاهات السياسية؛ حيث بدأت كما كان معلَنًا عنه في الخامسة مساءً وبشكل غير تقليدي؛ حيث قام أحد المتظاهرين بحَمل باقة ورود رافعًا إيَّاها في وجْه قوات الأمن، مشيرًا إلى أنه يقصد تحية الجندي الذي رفَض حراسةَ السفارة الصهيونية، والملازم شرطة محمد المتناوي الذي راح ضحية الواجب في إنقاذ سيدة من الاغتصاب، إلا أن كل ذلك لم يُجدِ مع قوات الأمن التي اعتقلته.

 

 متظاهرون يحولون دون سقوط المسيري أرضًا أثناء المظاهرة

 

 وقد شارك في المظاهرة المفكِّر الكبير د. عبد الوهاب المسيري- المنسق العام لحركة (كفاية)- والذي كشف النقاب عن أن قوات الأمن حذَّرته مساء الأربعاء، وقالت له: إن الأمر مختلف هذه المرة في التعامل مع المتظاهرين، وذلك لتمرير التعديلات الدستورية، على حد قول المسيري، الذي قال إن النظام اعتاد هذا الإجرام ضد المصريين لعدة أهداف، من بينها التوريث، واصفًا التعديلات الدستورية بـ"التهريجات الدستورية".

 

وقال عبد الحليم قنديل- رئيس تحرير جريدة (الكرامة)- إن القضية لا تكمن في التعديلات الدستورية، ولكن امتهان الدستور بتفصيله على المقاس لـ"مبارك" فيما مضى، والآن يتم تفصيله لابنه جمال مبارك، وأوضح أن إلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات يجعل  التزوير منهجيًّا ومنظَّمًا، فضلاً عن إضافة المادة (179)، والتي بعد تعديلها ستمثِّل مزيدًا من القيود على الحريات العامة والشخصية، كالاطلاع على المراسلات الشخصية، وأكد أن حركة (كفاية) ستدعو في خطة إبريل إلى مظاهرة كبرى في عدة مدن مصرية.

 

وأشار مجدي أحمد حسين- أمين عام حزب العمل- إلى أن ما يحدث هو توحُّشُ نظامٍ لا يريد الإصلاح ولكنه حكم الفرد والعائلة، لافتًا الانتباهَ إلى أن كل قوات الأمن التي تحاصر المظاهرة تستطيع تحرير القدس وغزة، وصرَخ في وجْه قوات الأمن بأن تتحرك كرامتُها ونخوتُها للثأر لدم الأسرى المصريين الذين قُتِلوا بدم بارد في سيناء عام 67.

 

وقامت قوات الأمن بتطويق المظاهرة وأجبرت المتظاهرين على التمركز في منطقة ضيقة أمام حزب (التجمع)؛ حيث قام المتظاهرون بحَرق العلَم الصهيوني والأمريكي، كما وزَّعوا بيانًا بعنوان (لا للتعديلات الدستورية- تسقط الديكتاتورية)، وردَّدوا عدة هتافات، مثل: (دم الشهدا في سيناء... بيقول قاطعوا الاستفتاء، موريتانيا يا موريتانيا... إحنا معاكوا ثانية بثانية، الصحافة فين الإرهاب أهو؟!).

 

وأعلن كمال أبو عيطة- عضو حركة (كفاية)- أنهم لن يتركوا المكان وسيظلُّون في اعتصام سلميٍّ حتى يتمَّ الإفراجُ عن المعتقلين.