في إحدى الجلسات الهادئة مع زوجتي سألتها لو عاد بك الزمان إلى الوراء قليلاً هل كنت توافقين على الزواج مني مرةً أخرى؟ فقالت: لا!!!

 

مع أنها تقول إنها تحبني كثيرًا، ثم استدركَت توضح أنها تقصد غير ذلك وتقدِّم معاذير كثيرة، فأظهرت لها عدم حزني وتفهُّم وجهة نظرها، لكنني أجد في نفسي غصَّةً قد لا تزول من هذا الكلام!، مع العلم أنني أفعل كل ما أستطيع لإسعادها، فأشيروا عليَّ بالله عليكم ماذا أصنع إزاء ما سمعت؟! وجزاكم الله خيرًا.

 

* تجيب عنها: د. حنان زين- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

جزاك الله خيرًا يا بني على سؤالك لزوجتك الذي يحمل في طياته سؤالاً آخرًا؛ هل أنتِ سعيدة معي أم لا؟، وهذا ما جعل الإجابة صادمةً لك وتركت أثرًا بليغًا في نفسك، بالرغم من ثقتك في حبها لك وأنت تفعل كل ما تستطيع لإسعادها، وهذا رائع؛ لذلك أرى أن الإنسان قد يخطئ في حق الله تبارك وتعالى ويعود ويستغفر، والمحبون يا بُني لهم ذاكرة ضعيفة في الحزن والأسى وصدرهم أوسع في الغفران، وخاصةً لذويهم، ويقول الله  تعالى: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (البقرة: من الآية 237)‏.

 

وعلى ما يبدو أن زوجتك ترفض سلوكًا معينًا عندك، ولكنها أساءت التعبير وشعرت أنها ترفضك أنت شخصيًّا، وحتى لا تنزعج يمكنكم أن تقوموا بعمل تقييم كل فترة لمدى رضا كل طرف عن سلوكيات الطرف الآخر وتصرفاته، بكتابة ورقة بها كل إيجابيات شريكة حياتك، ثم ذكْر السلوكيات التي تتمنَّى أن تتغير للأفضل مع ذكر الصورة التي تتمنَّى أن يكون عليها السلوك وأن تأخذ بيدها للإصلاح أو تدلها على من يساندها ويعاملها، فمثلاً لا تقل لها حسِّني مظهرك، بل قل لها التفاصيل.

 

بمعنى: أتمنى عند عودتي أن يكون شعرك شكله كذا وملابسك كذا وكذا (حسب ما تتمنى)، ثم تتناقش معها: ما معوقات ذلك؟ وتحاول تذليل تلك المعوقات، وهي أيضًا تكتب إيجابياتك ثم تذكر السلبيات و... (نفس السيناريو السابق مع فارق أنك رجل وربما لا تفضل التدقيق في الأمور)، وهذا الأسلوب يجعلنا لا نزعزع هذا الثابت النفسي (حب وتمسك كل طرف بالآخر) ولا نرفض به الشخص بل نرفض السلوك.

 

وأخيرًا.. اجتهد يا بُنيّ أن تزيل من نفسك هذه الغصَّة؛ فهي من كيد الشيطان ووسوسته، ولا تسمح له بأن يوغر صدرك تجاه حبيبتك، وخاصةً أنها اعتذرت لك كثيرًا والتمس لها كما علمنا الإسلام سبعين عذرًا، وإن وجدت أن حوارك معها حول حزنك مما قالت قد يساعدك على الراحة فتحدث بأخلاقك الكريمة، وصفاتك  الطيبة، دعواتي لكما بالسعادة والهناء.