عمان- حبيب أبو محفوظ

أكد فضيلة الأستاذ سالم الفلاحات- المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن- أن الاحتفال بمئوية الإمام الشهيد حسن البنا الذي تعتزم الجماعة تنظيمَه في العاصمة الأردنية عمان هو مراجعةٌ لمسيرة أمة  وليس احتفالاً بشخص، مضيفًا أن الإمام البنا- رحمه الله- كان مجددَ القرن الماضي، وأن منهجه الإصلاحي صادفَ قبولاً كبيرًا بين جماهير الأمة الإسلامية، واتسم بالاستمرار والنماء والتطور، واستطاع أن يستقطب قطاعاتٍ واسعةً من المثقَّفين في العالم الإسلامي بل من مثقفي العالم، الذين أتيح لهم الاطلاع على الإسلام ثم على منهج البنا الإصلاحي.

 

وقال في تصريحٍ لـ(إخوان أون لاين) إن المنهج الذي استخدمه الأستاذ البنا لاستعادة الأمة لدورها الحضاري واستئناف الحياة الإسلامية كان في غاية التوفيق وبُعد النظر وشمول الفهم الإسلامي العام، والقدرة على التعامل مع المتغيرات، والتفوق في استيعاب مختلف التوجهات والرؤى وبدرجة كبيرة.

 

وأكد أن اختيار الإمام البنا لمنهج الإصلاح التدريجي، والبناء على ما سبق من جهود المصلحين، والقيادة الجماعية، والوسطية، والاعتدال، وبُعده عن الخلاف ودواعيه، وحرصه على عدم الدخول في الفرعيات.. كل هذه كانت أسبابًا استطاع بها أن يكون في مقدمة دعاة الإصلاح وبناة الجيل في القرنين الماضي والحالي.

 

وحول الخصائص التي جعلت من الإمام حسن البنا نموذجًا فريدًا يُحتذَى به على مر العصور قال الفلاحات: "هذا الرجل يستحق فكره، وعمله، وممارسته، وتجربته في النهوض، المزيدَ من الدراسة والتمحيص والمراجعة، فقد كان مدرسةً في استئناف الحضارة العربية الإسلامية، ولم تكن محاولتُه هذه الأولى، بل سبقتْه محاولاتٌ كثيرةٌ من شخصيات إسلامية عالمية، لكنها في الغالب ذهبت بذهابهم، أما هو فلم يربط الفكرة بشخصه وإنما اعتمد التنظيم من خلال التربية الإسلامية على روح الإسلام العامة التي تجمع ولا تفرق، ولا تعرف القيود والحدود ولا تتوقف عند العراقيل.

 

وأضاف: إن "تناول مسيرة الأستاذ البنا- رحمه الله- بتجرد وموضوعية وحِرص على النهوض وتصميم عليه من أي جهة عربية وإسلامية تُحَتِّم الإفادة من هذا المنهج الذي اختطَّه الأستاذ البنا، سيَّما وقد خضع للتجربة والممارسة في أرض الواقع لما يقرب من ثمانين عامًا، وفي أقطار عديدة في بلادنا العربية والإسلامية، وإن لم يُتَح لها أن تمارس منهجها بحرية في تلك الأقطار دون استثناء".

 

وقال المراقب العام للإخوان المسلمين إنه ينتظر من الفعالية التي تنوي الجماعة القيامَ بها مراجعة مسيرة أمة وليس مراجعة حياة شخص مُصلح فقط، فهو ليس شخصيةً حزبيةً أو علميةً أو قُطريةً، إنما هو ملك للأمة كلها على اختلاف توجهاتها.

 

وأوضح أن الفعالية فرصة سانحة وموسَّعة لأبناء الحركة الإسلامية؛ للاطِّلاع على تفصيلات تعامُل الأستاذ البنا مع مختلف القضايا الشائكة، والتي تتكرر اليوم في ظل تعدُّد الاجتهادات والرؤى، وخاصةً مع كثرة التعقيدات، والأخذ من النبع الصافي الذي اختطَّه الإمام- رحمه الله- واختاره من بين العديد من المناهج.

 

كانت جماعة الإخوان المسلمين بالأردن قد أعلنت أنها تنوي إقامة احتفالية خاصة بالإمام الشهيد حسن البنا بعد مرور مائة عام على مولده، يشارك فيها العديد من الشخصيات الدعوية الإسلامية والعربية، يتقدمهم فضيلة المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف، والدكتور يوسف القرضاوي، ونجلا الإمام الشهيد سيف الإسلام والحاجة سناء البنا.