قرأتُ في إحدى الصحف حديثًا للأستاذ الدكتور زغلول النجار قال فيه: "إنني تربيتُ بمدرسة الإخوان المسلمين وأدين لها بالفضل، وأؤمن أنها كبرى الحركات الإسلامية المعاصرة وأكثرها التصاقًا بمنهج الرسول- صلى الله عليه وسلم- وأكثرها التزامًا بالقرآن والسنة لديها أفق واسع؛ ولذلك انتشرت ولا يوجد شبر من الأرض إلا وفيه نفر يؤمن بهذه الدعوة، والنظام الحاكم يعرف أن لهم شعبيةً كبيرةً بين الناس، ولو أُجريت انتخابات حرة ونزيهة ستكتسح الجماعة الحزب الحاكم الذي ليس له شرعية".

 

وهذا ما يلمسه المتابع لهذه الحركة الآن، وإلا ما كان ذلك واقعًا في حياتنا يراه الناس ويسمعونه ويحسونه، فهي شهادة حق من عالمٍ مفكر.. جال الأرض كلها لا هدفَ له إلا نشر الإسلام والعالم يعرفه ويعرف حكمته وقدرته على الإقناع ومحاورة الآخرين.

 

وقديمًا أكد الإمام البنا ذلك حينما بيَّن أن من سماتِ دعوتنا كثرة إقبال الشباب عليها وسرعة الانتشار في القرى والبلاد.

 

وتُوفي الأستاذ البنا ودعوة الإخوان المسلمين منتشرة في مصر والشام واليمن.. والآن.. في أرجاء العالم.. أكثر من خمسة وتسعين قطرًا؛ فدعوة الإسلام عالمية.

 

وسر ذلك الانتشار هو التضحية؛ وهي بذل الجهد والعطاء، وقديمًا قال الشهيد سيد قطب: "إذا وُجِدَ الجهدُ للدين خرج من بيوت الفُجَّار والفُسَّاق علماء وأحرار، وإذا غاب الجهد للدين خرج من بيوتِ العلماء والأحرار فُجَّار وفُسَّاق".

 

والواقع يؤكد هذه الحقيقة، فإذا كان الجهد المبذول جماعيًّا ومنظمًا ومخططًا كان له ثمرة، وهذا ما يفعله الإخوان المسلمون.. فهم يحملون المنهج الإلهي ويستقيمون عليه ويجتهدون في تحقيقه في نفوس الآخرين بالحكمة والموعظة الحسنة، وهم ماضون في طريق دعوتهم، ولن يستطيع أن يوقفهم أحد لأنهم ملتصقون بمنهج الله، مهما كان رد فعل أنصار الباطل، والتضحية.. ثبات على الحق كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)﴾ (المدثر).

 

جَزَى الله خيرًا أ.د/ زغلول النجار على كلامه المحكم الدقيق، ورحم الله شيوخ دعوتنا الأجلاء الذين ضحوا وأفنوا حياتهم كلها في سبيل الدعوة، فكانت بفضل الله قويةً شامخةً متواصلةً منصورةً وليست بمحظورة.

----------

* المعتقل على ذمة قضية تمويل حركة حماس