أكد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن نهضات الأمم جميعًا بدأت على حالٍ من الضعف، والتاريخ حدَّثَنا أن الصبر والثبات والحكمة والأناة وصلت بهذه النهضات الضعيفة النشأة، القليلة الوسائل، إلى ذروة ما يرجوه القائمون بها، من توفيق ونجاح.

 

وقال فضيلته في رسالته الأسبوعية التي حملت اسم "الرسول.. القدوة والمبشرات" أن الإخوان ليسوا يائسين رغم الظلم والفساد والاستبداد، وأنهم وأمثالهم المجاهدين في كل مكان ينالهم النصيب الأوفى بإذن الله من الأجر الجزيل.

 

وضرب فضيلته مثالاً على كلامه قائلاً: "من كان يظن أن حسن البنا مع ستة نفر في مدينة لا تجد فيها إلا آثار المحتل الغاصب سوف يجدِّد الإسلام الصحيح، وينشر نوره إلى كل قرى مصر، ومنها إلى كل أنحاء العالم، وأضحت تغيظ الأعداء؟!".

 

وأضاف: "لقد أتى على الدول الإسلامية حينٌ من الدهر، جمدت فيه؛ حتى ملَّها الجمود، وسكنت حتى أعياها السكون، ولكنها الآن تغلي غليانًا بيقظة شاملة في كل مناحي الحياة، ولولا ثقل القيود من جهة والفوضى في التوجيه من جهة أخرى لكان لهذه اليقظة أروع الآثار، مشددًا على أن هذا يزيد الإخوان من الأمل الواسع، ويرشدهم إلى طريق النهوض.

 

ووجه فضيلته حديثه للإخوان قائلاً: "واعلموا أيها الإخوان أن المسلم الحر يأبى الضيم، ويرفض الذل، وأنه حين يهتف "الله أكبر" لا يرضى لغير ربه أن يكون مستعليًا عليه، ولا لغير دينه فوقه سلطانًا واستعلاءً، ولن يصلح حال أمتنا الإسلامية إلا بما صلح به أولها، وإن المسلمين اليوم في حاجة شديدة إلى أن يذكروا محمدًا رسول الله، الذي احتمل الآلام، وصابر المشقَّات في سبيل بناء الإسلام، وإقامة صرحه الشامخ، وإن اقتداءهم بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك يقضي على اليأس الذي ملأ النفوس، والفساد المستشري في مجتمعاتهم، والظلم الذي عمَّ الأرجاء".

 

وفند فضيلة المرشد العام المبشرات التي وعد بها الله سبحانه قائلاً: "نسوق المبشِّرات التي وعدنا بها ربنا، ومنها: أن الله وعدنا بإتمام نوره وإظهار دينه، وَعْدُ بالاستخلاف والتمكين والأمن للمؤمنين، ووَعْدُ بالنصر والنجاة والدفاع عن المؤمنين، وأكد أن النصر آتٍ لا محال حين تمس المؤمنين البأساء والضراء، كما وَعْدُ سبحانه بإحباط عمل من يصدُّون عن سبيل الله".

 

وعن المبشرات التي وعد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فضيلته: "أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بانتشار الإسلام في العالم كله، ووعد بظهور المجدِّدين في كل قرن، كما بشر بعودة الخلافة على منهاج النبوة، والانتصار على اليهود وبقاء الطائفة المنصورة".

 

واختتم المرشد العام رسالته لجموع الإخوان قائلاً: "فاستبشروا أيها المسلمون بالخير، واعملوا لتحقيقه، واثبتوا حتى يأتي أمر الله.. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21)".

طالع نص الرسالة