- دعوتنا ليست حزبًا أو جمعيةً يمكن أن نمزِّق بطاقتها

- نحترم قيادتنا.. وأحاديثنا مع الصحفيين تمَّ فهمها خطأً

- نتمنَّى أن يتحقق حلمنا بمؤتمر عام سابع للإخوان المسلمين

- أخطأنا في اختيار وسيلة عرض أفكارنا ولا مانع من الاعتذار

- تعامل معنا إخواننا بالنصح والتوجيه لا بالضغط والتسفيه

 

أجرى الحوار: عبد الجليل الشرنوبي

فجأةً وجد نفسه في قفص الاتهام، هو قائدٌ لانقلاب داخل الإخوان، وهو أحد الداعين للثورة ضد مكتب الإرشاد، وهو من الإخوان الشباب، وهو ليس من الإخوان أصلاً.. هكذا حاصرت الاتهامات مهندس الميكانيكا كمال سمير محمد أحمد فرج الله، أحد إخوان المنصورة، الذي وُلِد فيها عام 1973م، ورغم عمله في مجال الاستثمار والتجارة فإن له اهتمامات فنية، التقيت به قبل أكثر من 12 سنة عندما كان واحدًا من فريق عمل مسرحية "صلاح الدين يظهر في القدس"؛ التي تم عرضها على مسرح نادي نقابة الأطباء بطلخا، وأذكر أن الحوار معه ساعتها كان حول تطوير الأداء الفني للإخوان وأنه بحاجة إلى مناخ حر، ومثله الأداء الإعلامي، لم يكن وقتها يعرف أنه سيكون في وقت ما بعد سنوات عدة في مرمى النيران الإعلامية.

* باشمهندس كمال.. دعني أبدأ معك من سؤال يتردد بقوة، وكان آخر من وجَّهه لي هو الزميل هاني الوزيري من (المصري اليوم): هل أنت من الإخوان؟ أو بمعنى أدقّ: هل لا تزال من الإخوان؟ أم قررت الابتعاد؟

** عام 1991م كنت وقتها طالبًا في إعدادي هندسة، وتعرفت على الإخوان في الجامعة، رحت أقرأ كل ما تقع عليه يداي من أدبيات الإخوان، وسريعًا صارت الفكرة تملأ كل وجداني، صارت روحًا تحملني وليست مجرد فكرة تعشعش في خيالي، ولم تغادرني من وقتها حتى هذه اللحظة، وسأظل بإذن الله لآخر يوم في عمري أفتخر بها وأتحمل في سبيلها ما أتحمل، فالإخوان ليست حزبًا ولا جمعيةً، إنها منهجية حياة، لا يمكنك التخلي عنها أو تمزيق الكارنية أوحتى إلغاء استمارة العضوية.

 

* معايشة كهذه تدعوك للثورة على قيادتك وفي توقيت كهذا؟

** هذه هي الإشكالية؛ لأن الموضوع مش كده.. إحنا ما قلناش أبدًا اننا عاوزين نعمل ثورة ضد قيادات الجماعة التي نحترمها ونثق فيها.

 

* هذا نكوصٌ عما قلت أم تراجع أم تكذيب لكل ما نُشر الأيام السابقة؟

** هذا تأكيد؛ لأن ما تمَّ ترويجه الأيام الماضية مجرد كلام جرائد، يفتقر للكثير من الدقة، ومن عادة الجرائد أنها تبالغ في العناوين وتعيد صياغة الكلمات لجذب الانتباه.

 

* هذه حجة كانت مقبولة في زمن مبارك.. أما الآن فالوضع بات مختلفًا إن كان كلامك تمَّ تحريفه فلماذا كنت صامتًا طيلة الأيام الماضية؟

** حتى تتضح الصورة دعني أحكي لك تطور الموضوع، وازاي مشي، لقد كنا مجموعة شباب من أبناء الجماعة موجودين في ميدان التحرير، وأثناء وجودنا تحدثنا عن طموحاتنا وآمالنا وتصوراتنا للجماعة في المستقبل، وبعد ما امتنَّ الله علينا بنجاح الثورة وسقوط الحكم الديكتاتوري فكرنا أننا نعمل صفحةً على الإنترنت نجمع فيها أفكارنا وأفكار شباب الإخوان حول مستقبل الجماعة، وكيف يمكن أن نُحدث ثورةً في أداء الجماعة وآليات عملها، وبعد يومين أو ثلاثة اتصل بنا صحفيون وعملوا معنا حوارات فُهمت خطأً.

 

* "إحداث ثورة" ترفع لافتات "الإخوان يريدون تغيير النظام" الذي هو مكتب الإرشاد؟!

** أرجوك لا تتعامل معي بمنطق وسائل الإعلام التي تتصيَّد.. ما قصدناه بـ"إحداث ثورة" هو السعي لتغيير أشياء كثيرة في وقت واحد، وهو ما يحتاج إلى ثورة.. ثورة شاملة في هياكلنا ولوائحنا وأساليب العمل.

 

* إذن أنت ومن يتفق معك في رؤاك قررتم اتخاذ موقع معارض للائحة الجماعة، وتريدون تغييرها!.

** ليست مسالة اعتراض، الفكرة أننا شايفين أن مصر تغيَّرت، وبإذن الله جو الحرية القادم يحتاج إلى آليات مختلفة، ولذا مطلوب تطوير اللائحة التي تدير العمل بما يتفق مع هذا التغيير وليس الهدف هو رفض اللائحة القائمة أو الاعتراض عليها في مرحلة ما قبل الثورة؛ حيث كان عندنا هياكل ولوائح وأساليب تتناسب مع المرحلة الماضية، والآن انتهت المرحلة، وسندخل عهدًا جديدًا يحتاج إلى التطوير.

 

* إذن ما تصوركم للهياكل واللوائح الجديدة؟

** إحنا مش حاطين تصور..إحنا فقط بندعو إلى النقاش لصياغة هذه التصورات.

 

* يعني أنت تدعو لتطوير على أسس غير واضحة وتصورات غير موجودة؟

** لا طبعًا أهدافنا واضحة ومحددة وهي 3 أهداف:

1- الاستفادة من وضع الحرية الحالي في تقنين وضع الجماعة (كجمعية أهلية).

2- صياغة رؤية ورسالة وأهداف إستراتيجية ووسائل وخطط عمل للجمعية.

3- تخطيط هياكل ومؤسسات الجمعية بما يتوافق مع الرؤية والرسالة والأهداف.

 

* ولماذا لم يتم عرض هذه الأفكار داخل أروقة الجماعة؟

** إحنا ماكناش شايفين أن في اللي بندعو إليه أي شيء يستوجب السرية أو عدم المناقشة أمام الرأي العام؛ باعتباره نوعًا من الحوار الداخلي المنفتح في عصر يتسم بحرية بدأنا للتو نتنسَّم عبيرها.

 

* لكنَّ الأمر فلت من يدك ووصل الحد لاتهامكم من قبل إخوانكم في الدوائر المختلفة بالسعي لتشويه صورة الجماعة!!.

** أعترف أن طرح الموضوع اكتسب زخمًا إعلاميًّا إحنا نفسنا ماكناش نتمنَّى أن يكون الموضوع بهذه الصورة وربما أخطأنا في الوسيلة، ولا مانع لدينا من الاعتراف بذلك الخطأ والاعتذار عنه، واتهام البعض لنا بأننا نحاول تشويه الجماعة هو أمر مضحك، فكيف نشوِّه أنفسنا وجميعنا كنا وما زلنا وسنظل إلى أن يتوفانا الله من الإخوان، ونشارك في مؤسسات الجماعة كما تعلم أنت شخصيًّا. 

 

* لقد وصل الأمر للحديث عن بوادر فتنة وانشقاقات داخل الجماعة، ولقد سألني غير زميل صحفي عن رأيي في انشقاقاتكم القادمة؟

** من يتحدث عن ذلك لا يعرف طبيعة الجماعة ولا تكوينها التربوي ودعائمها الوجدانية وحجم الروابط التي تربطنا بالفكرة، ولقد كنا دائمًا نؤكد أهم أساسين ترتكز عليهما دعوتنا للتطوير في جماعتنا:

1- نحن ندعو إلى التطوير من داخل الجماعة وليس من خارجها.

2- نحن نرى أن توقيت الإصلاح هو الآن.

 

* ألا ترى أن حوارًا كهذا ربما يحدث حالة بلبلة في توقيت تمر فيه مصر كلها بما فيها الجماعة بمرحلة دقيقة تحتاج إلى الوحدة وليس الفرقة؟

** الكثير من المعترضين على الفكرة تركَّزت اعتراضاتهم على أمرين: الأمر الأول أسلوب الطرح، وقد وافقتهم في ذلك، واعتذرت عن الطرح بهذه الطريقة التي أثارت لغطًا كثيرًا بغير داعٍ، والأمر الثاني هو التوقيت، وهنا يمكننا أن نختلف ونتحاور لنصل إلى قناعة موحدة في أمر التوقيت، والأكثر أهميةً منه هو مناقشة الأفكار نفسها.

 

* وما الخطوات التي تقومون بها لتحقيق ذلك إضافةً إلى الاعتصام أمام مكتب الإرشاد؟

** لأ.. أرجوك.. اعتصام إيه؟ نحن حاليًّا نحاول تجاوز قضية هذا اللغط الذي أُثير حول كيفية طرح المطالب، وأهدر الكثير من الوقت في نفيه؛ لنبدأ في حوار يجمع الأفكار، ومن ثم تتم مناقشتها، وسيكون هناك حلقات نقاشية خلال الأسبوع المقبل؛ تمهيدًا لتجميع هذه الرؤى والتنسيق مع قيادات الجماعة لعقد المؤتمر العام لشباب الإخوان (المؤتمر العام السابع).

 

* لماذا السابع؟ ولماذا الآن؟

** الإمام الشهيد رحمه الله عقد المؤتمرين الخامس والسادس في ظروف مشابهة تغيَّرت فيها ظروف الجماعة والظروف المحيطة بها، والآن نحن في ظرف مشابه، فنحتاح إلى المؤتمر العام السابع.

 

* وماذا عن عدم مناسبة التوقيت لعقد مؤتمر، خاصةً مع اقتراب موعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية؟

** في العموم قضية الموعد لن تكون إلا بعد التنسيق مع إخواننا في مكتب الإرشاد بإذن الله؛ بحيث تكون في الموعد الملائم لظروف الإخوان والوطن كله.

 

* لكن هناك من يرى أن الحديث عن حل مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة يمثل خروجًا عن أدبيات الجماعة وعدم تقدير منكم كإخوان لقياداتكم؟

** حاشا لله، فتقديرنا وحبنا وثقتنا في قيادات الجماعة وإخواننا وأساتذتنا في مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة أمر لا يحتمل النقاش، والأمر ليس له أية أبعاد شخصية ولم يتطرق قط الحديث لأشخاص، بل لأفكار عن تطوير الآليات واللوائح والهيكل؛ سعيًا لتحقيق كفاءة في حركة الجماعة وفي الأصل كل ما طرحناه من أفكار للنقاش هي مجرد رؤى قابلة للتعديل والتطوير، وهذا لن يتم إلا في ضوء حوار متكامل.

 

* ما حجم الضغوط التي تمَّت ممارستها عليك خلال الأيام الماضية من قبل قيادات الإخوان؟

** الحمد لله لا يوجد عندنا "مباحث لأمن الدعوة" بل رجال مخلصون، لا نزكيهم على الله، وكان لسان الحال دومًا نصحًا وتوجيهًا لا ضغوطًا وتسفيهًا، لقد ربانا أساتذتنا الإخوان على أننا شركاء في المسئولية وحاملو همٍّ مشترك ودعاة لمشروع نهضة يشترك فيه كل الإخوان، دونما فرق بين قادة وجنود، إلا على مستوى المسئوليات والضغوط وغيرها مصطلحات لا نعرفها.

 

* إذن لماذا تأخرت في توضيح موقفك؟

** أنت اللي تأخرت في الاتصال بي.. وفي إجراء الحوار، وألتمس لكم العذر، كما أرجو أن يلتمس لي إخواني العذر في لبس إعلامي  لم أقصده.