أكد د. محمد سيد حبيب النائب السابق للمرشد العام للإخوان المسلمين في أمسية شبابية، مساء أمس، بحديقة "ليالي" بمحافظة أسيوط أن أعظم إنجازات الثورة هي الحرية التي نتمتع بها الآن، ويجب تأكيدها وتعزيزها، مؤكدًا أننا بلا حريةٍ لن نستطيع أن نفعل شيئًا أو أن نواصل مسيرتنا، وأن روح الثورة أحدثت في النفس البشرية تغييراتٍ إيجابية، موجهًا حديثه للإخوان قائلاً: لا يجب أن ننشغل بما يحدث هنا وننسى أن نتوجه إلى ما يحدث على مستوى عالمنا العربي والإسلامي، مؤكدًا أنه يجب أن يكون عندنا ثقة ويقين من أن المستقبل للحركات الإسلامية، وخصوصًا الإخوان.

 

وعن رأيه في التعديلات الدستورية أكد أن الثورة أحدثت جوًّا من الحرية، وبالتالي يجب أن ندفع الشعب إلى المشاركة بإيجابية في الاستفتاء أيًّا كان قراره، وأيًّا كان اختياره "نعم أو لا"، وركَّز على أننا يجب أن نحترم وجهتي النظر لأنه لكلٍّ منها ما يبررها، ولذلك يجب ألا يشك هذا الطرف في ذاك أو يخونه أو يشكك في وطنيته، وعلى الطرف الآخر يجب أن يحمل نفس المشاعر.

 

ورفض د. حبيب ما تردد من أن الإخوان والوطني يوافقان على التعديلات الدستورية، واعتبر الجمع بين الإخوان والحزب الوطني- صاحب الوجه القبيح- في خندقٍ واحد هو محاولة لتشويه صورة الإخوان، موضحًا أن مفكرين وشخصيات عديدة ليست من الإخوان وافقت على التعديلات الدستورية.

 

وعن سؤال أحد الحضور من الشباب على أن الشباب هو مَن قام بالثورة، وبالتالي يجب أن يكون دورهم وحدهم هو الفعَّال الفترة القادمة قال د. حبيب إنه يجب أن يكون هناك جمع حقيقي بين خبرة وتجربة الشيوخ وبين حماس الشباب، مؤكدًا أنهما يمثلان خليطًا ويصنعان الوسطية التي تميز بها الإخوان، مؤكدًا أنه ليس هذا معناه تهميش الشباب أو عدم الاستماع إليه، ولكن لا يجب أن يكون هذا على طول الخط.

 الصورة غير متاحة

 جانب من الأمسية

 

وعن سبب استقالته من مجلس شورى عام الجماعة قال: أردتُ أن أعطي رسالةً للشباب وللرأي العام أننا كإخوان نختلف عن الأحزاب، وأننا غير حريصين على أي موقعٍ أو منصب، وأن الجماعة في أجواء الحرية تستطيع أن تقوم بأداء وظائفها المختلفة، مؤكدًا أن لديها الكثير من الطاقات المذهلة والمدهشة والرائعة فتركتُ المجالَ ليتقدم هؤلاء أو يُقدَّموا.

 

وأكد د. حبيب أن الاستقالة لا تعني تركه للجماعة، وأن الجماعة هي حبه وعقله وقلبه ووجدانه وروحه، مشددًا على أن أي عملٍ يُكلَّف به من قِبل الجماعة وحتى إن كان هامشيًّا سوف يقوم به وهو سعيد جدًّا، معبرًا عن قمة فرحه وسروره وهو يجلس بين الإخوان كفردٍ عادي في الجماعة.