قال د. محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة: إن الاستفتاء على التعديلات الدستورية هو أول إنجازات الثورة المصرية، وأول خطوةٍ تجاه تحقيق مطالب الثورة, مضيفًا أن المصريين قادرون على خطو بقية الخطوات الأخرى معًا.

 

وأضاف، خلال لقاء عبر الأقمار الصناعية ببرنامج مسارات على فضائية (الأقصى)، مساء أمس, أن التعديلات غير كافية، ولكنها أولى الخطوات الضرورية لبدء مرحلة جديدة, مشيرًا إلى أن المصريين يملكون لأول مرةٍ ومنذ أكثر من 60 عامًا الحرية في التعبير عن آرائهم في أول تجربةٍ ديمقراطيةٍ حقيقية سواء كان ذلك بالتأييد أو الرفض للتعديلات.

 

وقال: إن العالم سوف يشهد اليوم مدى الحرية والديمقراطية التي يعيشها الشعب المصري بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء, مشيرًا إلى أن الإيجابية التي تحققت حتى الآن هي القيمة العليا, والجميع سوف ينزل على نتيجة الاستفتاء أيًّا ما كانت.

 

وأوضح د. مرسي أن جميع المصريين اتفقوا على أهداف محددة ومشتركة، وعلى تحقيق مطالب الثورة والاستقرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي في مصر, والتي سوف يعقبها العديد من الخطوات الأخرى, مشيرًا إلى أن رؤية الإخوان بهذا الصدد هو كيفية عبور المرحلة الانتقالية الحالية، والتي يجب ألا تطول كثيرًا عن المدة التي حددها الجيش, حتى يتم الوصول إلى الهدف البعيد خلال شهور قليلة.

 

وأضاف أن التعديلات الدستورية، والمكونة من 11 مادة، هي مسار للبدء في عملية التغيير التي يعقبها تغيير الدستور وإنشاء دستور جديد, مشيرًا إلى رؤية الإخوان منذ البداية وقبول سقوط مبارك في طرح تعديلاتٍ لعبور المرحلة الانتقالية, حتى يتم إنتاج دستور طبقًا لإرادة شعبية.

 

وأكد د. مرسي أن الشعب المصرى قد بلغ الرشد, وأن يقظته ومراقبته للأوضاع هي الضامن الوحيد التي يحول دون تهديد منجزات الثورة؛ حيث إن مصر لن تعود إلى الوراء مرةً أخرى, كما يجب أن تتحقق الديمقراطية لهذا الشعب على مختلف أطيافه وفئاته.

 

وعن المبادرة التي طرحها الإخوان للوفاق مع القوى الوطنية والسياسية قال د. مرسي: إن المبادئ العامة التي تقوم عليها تلك المبادرة تتمثل في بناء الإنسان المصري؛ حيث إن التنمية البشرية تُمثِّل العمود الفقري للتنمية, والمجال السياسي الذي يشمل الحرية والعدالة والديمقراطية, بالإضافة إلى المجال الاقتصادي الذي يعاني من نزيف السرقات والفساد الذي طال البلاد لعقود طويلة, فضلاً عن المصالحة بين الشعب المصري والشرطة، بما يحقق الأمن والاستقرار للبلاد, مضيفًا أن تلك المبادرة يتم مراجعتها من جميع القوى لإصدارها في القريب العاجل.

 

وفيما يخص موقف الإخوان من مبدأ المشاركة، قال د. مرسي: إن الإخوان قومٌ عمليون، والمبدأ الأساسي الذي يتبعه الإخوان هو التعاون فيما اتفقت عليه جميع القوى الوطنية والسياسية, وأن تعذر القوى بعضها فيما اختلفت عليه, مؤكدًا أن الإخوان لا يرون في أنفسهم وحدهم القدرةَ على الإصلاح، وأي فصيلٍ سياسي يرى في نفسه ذلك فهو مخطئ.