أكد الباحث والمفكر المصري د. رفيق حبيب أن دعوات البعض لتأجيل الانتخابات وإنشاء مجلس رئاسي يتعارض تمامًا مع الإعلان الدستوري، ووصفه بأنه التفافٌ على التعديلات الدستورية وتكرارٌ لمحاولات قامت قبل التعديلات وتهدف إلى تحويل الإرادة الشعبية عن مسارها الصحيح، وترى فيه النخب العلمانية أنه يوفِّر غطاءً لها لتلعب دورًا سياسيًّا دون رجوع إلى الشعب.

 

وقال لـ(إخوان أون لاين): إن هذا الأمر يجب التوقف عنده؛ لأن هذه النخب تريد لعب دور دون الرجوع إلى الشعب، وترى لها حقَّ الوصاية على الشعب وكل هذه الأطروحات تؤدي إلى طريق واحد؛ هو تعطيل الانتخابات واختيار رئيس بالتعيين، ودون انتخاب واختيار لجنة دستورية بالتعيين أيضًا؛ لتمكين النخب العلمانية من فرض اختياراتها على المجلس العسكري دون الرجوع للشعب.

 

وأضاف أن هذه محاولة لبناء نظام مستبدّ أو ديمقراطية مقيدة، تسمح لقطاع من النخبة العلمانية بالسيطرة على الأوضاع، وأظن أننا وصلنا إلى مرحلة محاولة إنتاج النظام السابق من قبل هذه النخب، ولكن في شكل أقل قبحًا وأكثر ديمقراطيةً بقليل.

 

وأشار إلى أنه من الملاحظ أن قطاعًا كبيرًا من هذه النخبة التحق بالفعل بالحكم وهيئات الدولة دون الدخول في أي معركة انتخابية أو سياسية، قائلاً: أظن أن هذا أخطر ما نواجهه، خاصةً أن هذه النخب تستخدم الإعلام من ناحية، وميدان التحرير من ناحية أخرى؛ لفرض شروطها على المجلس العسكري، وتريد أن تحكم بعد الثورة دون إرادة شعبية باستخدام نفس أسلوب النظام السابق، وهو الفزَّاعة الإسلامية من ناحية، والادِّعاء أن الشعب غير مؤهل من ناحية أخرى.