ينظر الإخوان المسلمون بقلق شديد إلى الدعوة الخاصة بفعالية الجمعة 27/5/2011م، والتي تمَّت تحت عنوان "الثورة الثانية" أو "ثورة الغضب".

ويتساءلون: لمَن يُوجَّه الغضب الآن؟

ومَن يتم تثوير الشعب ضده الآن؟

لقد غضب الشعب بكل مكوناته ضد نظام استبدادي فاسد عمل على توريث الحكم والاستئثار بالثروة على مدار ثلاثين عامًا أفقر فيها البلاد وأهلك الحرث والنسل.

 

وقد كلل الله جهود الشعب وقواه الحية التي ناضلت طوال عهد الرئيس المخلوع الذي تمت إحالته إلى محكمة الجنايات بتهم القتل العمد والتربح من منصبه وكذلك إلى القضاء العسكرى بخصوص عمولات السلاح الذى كان يفوضه فيها مجلس الشعب الذى سيطرت عليه أغلبية مصطنعة بتزوير إرادة الأمة.

 

وقد كان للقوات المسلحة بقيادة المجلس الأعلى الدور البارز في الاستجابة لمطالب الشعب المشروعة وحماية الثورة، وكذلك النزول على إرادة الشعب وإعلان الالتزام بموعد محدد لتسليم السلطات للشعب عبر انتخابات حرة نزيهة.

 

وقد قال الشعب كلمته حول الطريق الواضح لإعداد دستور جديد في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وآن أوان أن تتحد القوى السياسية جميعًا للوصول بالبلاد إلى برِّ الأمان بالاستعداد للانتخابات البرلمانية متكاتفين أو متنافسين أو متحالفين في تحالفات واسعة أو ضيقة نزولاً على الإرادة الشعبية.

 

وحيث إنه لا يوجد أي خلافٍ حقيقي حول المبادئ الدستورية الواضحة والقواعد الحاكمة التي هي محل توافق كبير بين الشعب المصري الذي يجب أن تكون له الكلمة العليا في إعداد الدستور ثم منحه لنفسه في استفتاءٍ حرٍّ نزيه.

 

فإن الدعوة إلى فعالية جديدة باسم ثورة الغضب أو الثورة الثانية لا تعني إلا أحد أمرين:

الأول: أنها ثورة ضد الشعب أو أغلبيته الواضحة.

الثاني: أنها وقيعة بين الشعب وقواته المسلحة وقيادتها الممثلة في المجلس الأعلى.

ونحن ندعو كل القوى الحية والشعب المصري إلى العمل بكل قوةٍ على وأد أي وقيعة أو فتنة سواء بين صفوفه أو بينه وبين قواته المسلحة، وعدم المشاركة في هذه الفعالية.

وأن تكون مشاركة الشعب في فعاليات واضحة الهدف من أجل حماية مطالبه واستكمال تحقيق أهداف ثورة 25 يناير المباركة.

وقى الله مصر كل سوء، وحفظ الله شعب مصر حرًّا قويًّا متماسكًا.

وحفظ الله جيش مصر درعًا لأمنها، وحصنًا ضد أعدائها، وملتزمًا بحماية إرادة شعبها.

 

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 22 من جمادى الآخرة 1432هـ=  الموافق 25 من مايو 2011م