طالب المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الشعب المصري بالتحلي باليقظة والوعي من أجل حماية الثورة، ودعم استمرارها، والتصدي لكلِّ محاولات أذناب النظام البائد وفلول الحزب الوطني وأمن الدولة "المنحلين" لاختطافها أو النيل منها، أو سرقة الوطن من جديد.

 

وأوضح في اتصال هاتفي خلال المؤتمر الجماهيري الذي نظَّمه الإخوان المسلمون بمنطقة الدرب الأحمر مساء أمس، أن الشعب المصري نجح بكلِّ مكوناته وفي القلب منهم أهالي الدرب الأحمر في صناعة ثورة رائعة وغير مسبوقة في تاريخ مصر والعالم؛ حتى تمكن الشعب من استعادة حريته وكرامته.

 

ودعا إلى السعي نحو بناء الوطن في المرحلة الراهنة، والنهضة به تكنولوجيًّا وتقنيًّا وفي كلِّ المجالات؛ حتى يحصل كل مواطن على حقِّه وحقِّ أبنائه في حياة كريمة، مشيرًا إلى أن الشعب المصري أثبت بجدارة قدرته على اجتياز الصعوبات، وحماية الوطن من سرقته ثانيًا، وكشف رغبته الحقيقية في استكمال مسيرة الثورة وأهدافها في تنمية الوطن من خلال مرجعية إسلامية تحقق لمصر مكانتها؛ حتى تكون بلدًا يليق بشعبها الكريم.

 

وحذَّر م. الشاطر الشعب المصري من الغفلة أو الانسياق خلف حملات التشكيك التي تروِّج لها الوسائل الإعلامية التي يملكها رجال أعمال من مصلحتهم إثارة الفوضى، وتفتيت المجتمع، وإحباط مسيرة الثورة، مطالبًا الشعب والقوى الوطنية بالتكاتف من أجل استكمال مرحلة التطهير، وبدء بناء الوطن على أسس سليمة قوية؛ للحيلولة من تمكين أعدائه في الداخل والخارج من النيل منه أو المساس بشعبه.

 

وأكد أن ما دفع الإمام الشهيد حسن البنا مؤسس الجماعة لاختيار منطقة الدرب الأحمر لتكون مقرًّا للمركز العام لجماعة الإخوان المسلمين في بداية نشأتها هي الطباع الطيبة والحميدة التي يتحلى بها أهالي المنطقة، فضلاً عن كون المنطقة تنموية واقتصادية تحتوي على الحرفيين والصناعيين الذين لهم دور بارز في نهضة الوطن، وإقامة ثورة 25 يناير، وإسقاط الاستبداد والظلم بعد أن جسم على صدر الشعب 30 عامًا.

 

من جانبه، أكد الدكتور محمد البلتاجي، عضو مجلس أمناء الثورة والأمين العام للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في برلمان 2005م، أن أعداء الثورة في الداخل والخراج يهدفون إلى تمزيق الوطن، وإزكاء الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وبين الإسلاميين بعضهم البعض، وأخيرًا بين الشعب والجيش؛ لإحباط مسيرتها في تحقيق أهدافها.

 

وأوضح د. البلتاجي أن عدم مشاركة الإخوان في مظاهرات الجمعة يعود إلى أن هناك أطرافًا حزبيةً وخارجيةً وفي رأس النظام البائد تسعى لاختلاق أزمات حادة بين القوى المختلفة والجيش، وتهدف إلى تحريض الشعب على الصدام بالجيش والعودة بنا إلى الوراء؛ لعرقلة مسيرة الثورة، وعدم تحقيق الديمقراطية.

 

وشدد على أن هذه الأطراف كانت مستفيدةً من النظام السابق ولا يسعدهم استقرار الأوضاع في مصر، وعجزوا عن مواجهة الثورة مباشرة، فلجئوا إلى إثارة الفتن والأزمات الاقتصادية المصطنعة بين المسلمين والمسيحيين، وبين الشعب والجيش.

 

وأضاف أن هناك قلقًا من جانب الشارع المصري من نشوب الاختلافات السياسية والأزمات الاقتصادية المصطنعة المتزامنة واستمرار الفلتان الأمني، وخاصةً مع الإفراج عن رموز النظام البائد في وقتٍ ما زالت الثورة تحتاج إلى تأمين لمنع هؤلاء من التأثير على المطالب باستكمال المحاكمات ضد النظام، واستمرار مسيرة التطهير وفق إرادة الشعب.

 

ورفض د. البلتاجي محاولات جرِّ القوات المسلحة للصدام مع الشعب من خلال دعوات إقامة ثورة غضب ثانية بالرغم من أن هناك خلافًا بيننا وبين الجيش بسبب تباطئه، لكن لا يجب أن يتم التصعيد على النحو الذي تمَّ الجمعة الماضية، ورفع شعارات تسبُّ المشير طنطاوي، وتنال من الجيش على شكل يستهدف إحداث أزمة كبيرة بين الشعب والجيش.

 

وأوضح أن الجيش أعلن انحيازه للثورة والوقوف بجانبها واستجابته بشكل دائم لمطالبها، مؤكدًا أن الشعب المصري بعد نجاحه العظيم في إسقاط نظام مستبد يواجه تحديًا كبيرًا في بناء نظام جديد بقواعد تحقق له الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة؛ حيث ما زلنا في حاجة ماسة إلى حوار وطني حقيقي بين كلِّ القوى التي صنعت الثورة بعيدًا عن الأضواء؛ حيث إن هناك محاولات للوقيعة بين مكونات المجتمع المصري؛ بهدف تعطيل إيجاد حوار وطني عميق.

 

كما حذَّر أحمد أبو بركة، عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في برلمان 2005م، من اختزال الثورة في شريحة الشباب؛ حيث إنها ثورة شعب كامل، وثمار معاناة وصبر كبير دفع ثمنه وضريبته الشعب كله.

 

وطالب الشعب المصري بالتكاتف نحو بناء مصر الفاعلة التي يعز فيها المواطن؛ لينعكس ذلك على الوطن بالكرامة والتقدم، داعيًا المواطن إلى الحرص على تطبيق القيم السلوكية في علاقته بجيرانه ومجتمعه وممارسة حقوقه.

 

وأوضح أن الإخوان يرون في التوحد والتوافق أسمى غايات المرحلة؛ حيث دعونا جميع القوى الوطنية إلى التوافق، وقدَّمنا لهم وعودًا بعدم المنافسة على الأغلبية البرلمانية، وعدم ترشح أحد أفراد الإخوان للرئاسة لطمأنتهم، ورغبتنا في تنفيذ مشروع الجماعة الإصلاحي للنهضة بالبلاد.

 

وشدد على أن بناء الدولة يستلزم ركيزتين أساسيتين هما "المواطنة وسيادة القانون"؛ حيث إنهما من المبادئ الإسلامية الأصيلة، موضحًا أن علم السياسة لا يعرف تقسيمات الدولة المدنية أو الدينية بل يعرف تقسيمات الدولة الاستبدادية والديمقراطية والحكم المطلق والحكم المنفرد، فضلاً عن أن الإسلام يرفض وينكر الدولة الدينية التي تمنح الحاكم الألوهية على المحكومين؛ لتحقيق مصالح شخصية في الظلم، ومن الظلم أن ننسب هذه الدولة للإسلام.

 

كما اتهم القمص أنطونيوس أرميس جرجس، قس كنيسة العذراء، فلول النظام البائد وبلطجية الحزب الوطني المنحل بارتكاب جريمة كنيسة القديسين بالإسكندرية، والأحداث الأخيرة في منطقتي أطفيح وإمبابة؛ لإحباط ثورة 25 يناير، وإظهار مصر في صورة سيئة بعد الوحدة التي شهدها العالم بين المسلمين والمسيحيين في ميدان التحرير ضد مبارك المستبد والظالم.

 

وطالب الشعب المصري بالتحلي بروح التسامح، وطي الصفحات القديمة، والتمسك بالأخوة والوحدة الوطنية وحب الله، مؤكدًا أن الثورة قضت على سياسة نظام مبارك في تفريق الشعب، واختلاق الأزمات والفتن، ووحدت بين المسلمين والمسيحيين في أبهى صورة بالتحرير.