حين يُطرد الثوار الحقيقيون الذين حملوا أرواحهم على أكُفَهم، ورابطوا في ميدان التحرير طوال أيام الثورة، وقاموا بدور بطولي خاصة في موقعة الجمل، ومنهم الدكتور صفوت حجازي أحد رموز الثورة المصرية والذي جاهد فيه ضدَّ الطغيان، فلا بدَّ أن نتساءل: من الذي فعل هذه الفعلة المشينة؟ ولماذا فعلها؟ ولصالح مَن فعلها؟ ومن الذي يتحمل مسئوليتها الأخلاقية، وتبعاتها على الروح الوطنية؟

 

حين يُشق الصف المصري، وترتفع الأصوات الزاعقة، ويُهتف ضدَّ الجيش، وتُسب القوى الوطنية التي اختُلِف معها في الرأي، فَمِن الواجب علينا أن نتساءل: من المسئول؟

 

حين يُمنع المواطنون البسطاء المهمومون بمشاكلهم من قضاء حوائجهم في مجمع التحرير، ويُمنع الموظفون من دخوله أو يُخرَجوا منه، ويُمنعوا من تأدية عملهم، فمن الواجب علينا أن نتساءل: من المسئول؟

 

حين تُشل حركة المرور في منطقة التحرير دون داعٍ، ويُقطَع كورنيش الإسكندرية، ويُمنع الناس من السعي على أرزاقهم، والذهاب إلى بيوتهم، فمن الواجب علينا أن نتساءل: من المسئول؟

 

حين تُحاصر البورصة في الإسكندرية، ويُهدد باقتحامها، فتخسر البورصة المصرية في ساعات قليلة المليارات، والتي غالبًا ما يتحملها صغار المسهمين المصريين، فمن الواجب علينا أن نتساءل: من المسئول؟

 

حين تُهدد الملاحة في قناة السويس، الشريان الحيوي العالمي، والذي لو أغلق لقامت بسببه حروب، والذي يدرُّ على مصر عملة صعبة هي في أمسِّ الحاجة إليها، خاصة في هذه الأيام، فمن الواجب علينا أن نتساءل: من المسئول؟

 

حين يُخوَّف السياح- وبخاصة من العرب الذين يفدون إلى مصر في الإجازة الصيفية- بسبب حالة عدم الاستقرار، وحين يلغي العديد من المصريين في الخارج حجوزاتهم للعودة إلى الوطن، فمن الواجب علينا أن نتساءل: من المسئول؟

 

حين تستضيف قناة (الجزيرة مباشر مصر) يوم السبت 16/7 الساعة الـ6.30 مساء محمد وأميرة من المعتصمين المضربين عن الطعام، ليتحدثا عن اتصال أحد الأشخاص من الإدارة الأمريكية بهما، يعرض عليهما التوسط لإنهاء مشكلتهما مع المجلس العسكري، فمن الواجب علينا أن نتساءل: ماذا تفعل أمريكا في ميدان التحرير؟

 

وحين يسألون أحدًا من الداعين إلى الاعتصام عن هذه الأفعال التي لا يرضى عنها أي محب لمصر، يقول: لسنا نحن، ونحن نسأل بدورنا إذا تبرأ الجميع من المسئولية كما حدث، فمن المسئول إذًا؟!

 

لا أحد يملك الاعتراض على حقِّ التظاهر والاعتصام السلمي، بل قد يكون مطلوبًا للحفاظ على الحالة الثورية، ومقابلة الضغوط الخارجية التي قد يتعرض لها المجلس العسكري، وبخاصة أن معظم المطالب المرفوعة تحظى بإجماع المصريين، ولكن نرجو من العقلاء أن يتحملوا تبعة ما يدعون إليه من اعتصامات وتظاهرات، وأن يكونوا على قدر المسئولية حتى لا تخرج الأمور عن طريقها الصحيح، فيترحم البعض على أيام ديكتاتورية الفرد التي استُبدِلت بديكتاتورية الائتلافات.

 

سؤال أخير: كم عدد ائتلافات شباب الثورة؟

 

المواطن المصري: هل تريد معرفة العدد قبل أن تسأل السؤال أم بعد أن سألته؟