وصف الدكتور محمد البلتاجي، أمين حزب "الحرية والعدالة" بالقاهرة، ثورة 25 يناير بالحدث التاريخي؛ خاصةً بعد أن قدمت الرئيس المخلوع إلى المحاكمة وأوقفته أمام الملايين في قفص الاتهام، مشيرًا إلى أن ما حدث كان فوق أحلامنا جميعًا، فقد كان حلمًا أن يكون لدى الشعب المصري رئيس سابق، لكن الآن أصبح لدينا رئيس "سوابق"، يُحاكَم ويُسجن وينادى عليه: "المتهم محمد حسني السيد مبارك"، فيرد من داخل القفص: "موجود يا أفندم".

 

وقال- خلال مؤتمر جماهيري للحزب بمركز سنورس في الفيوم، أمس، بحضور أكثر من 4 آلاف من أهالي المركز- إن ما يحدث الآن عبرة إلى يوم القيامة للظالمين وللجبابرة ولكل مسئول  يخون الأمانة، من ذل وخزي وعار قبل الآخرة، فهذه سنة الله لأمثال هؤلاء.

 

وحذر د. البلتاجي أي جهة تحاول تعطيل الثورة أو الوقوف بها في وسط الطريق من أنه سيتم حشد الملايين إذا حدث ذلك؛ لأنها ثورة كاملة ستتحقق لهذا الوطن وتعيد تغيير التاريخ، وإذا وجدنا أن هناك تعطيلاً أو تسويفًا لمطالب الثورة فسوف ندعو شعبنا إلى النزول بالملايين؛ حتى تتحقق مطالب الثورة التي لم تتحقق حتى الآن.

 

أضاف: "ندرك أن هناك ضغوطًا في الاتجاه الآخر من فلول النظام من قيادات أمنية ما زالت في موجودة في مواقعها، ورجال أعمال يدفعون الأموال بالملايين للبلطجية، وندرك جيدًا أن هناك قوى خارجية لا تريد لهذا الوطن استقلاله والحفاظ على أمنه واستقراره".

 الصورة غير متاحة

حضور حاشد بالمؤتمر

 

وحذر مما يحدث في محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي من رفض رئيس محكمة الاستئناف ورئيس محكمة الجنايات والمجلس الأعلى للقوات المسلحة تسليم  المحامين الكبار الموكلين عن أسر شهداء الثورة تصاريح دخول محاكمة الرئيس المخلوع، فنحن لا نريد محاكمة هزلية، وسنبقى قادرين على استمرار مسيرة التطهير في كل مواقع المسئولية.

 

وقال: إن الإخوان تعاملوا بعد الثورة في ميدان التحرير بمسئولية وحرص على عدم تعطيل العمل والحركة المرورية في الشوارع، وهذا لا يعني أننا انسحبنا من ميدان الثورة؛ لكننا قادرون على حشد الملايين في أي وقت، وسنحبط كل محاولات أو أي اختلاق للصدام بيننا وبين أي جهة، لكننا سنحافظ على المد الثوري؛ لنتحمل مسئوليتنا تجاه هذا الوطن.

 

وأضاف: "وبالنسبة للمرحلة الانتقالية نحتاج إلى إنهائها فورًا، وفي أقرب وقت، فنحن في عجلة أن تتسلم سلطة مدنية منتخبة شئون هذا الوطن، ونحرص على أن يعود جيشنا العظيم إلى ثكناته العسكرية، ونقول له: شكرًا لك على أدائك العظيم؛ لأنك أنقذت هذا الوطن، فعد إلى ثكناتك العسكرية، واترك الشعب يخوض مسئوليته ومعركته نحو التنمية والبناء".

 

وأضاف أنه ليس من صلاحيات المجلس الأعلى للقوات المسلحة وفق الإعلان الدستوري ولا في صلاحيات مجلس الوزراء إصدار نص دستور أو إعلان دستوري جديد، فهل يمكن لمجموعة من النخبة السياسية أو لمجلس الوزراء أو المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يضع دستورًا دون أن يرجع إلى هذا الشعب أولاً؟ فنحن لن نقبل بمصادرة إرادة الشعب مرة أخرى.

 

وشدد على أنه لا يجب تهميش فصيل، ولا بد أن تتكاتف الأيدي وأن نحتكم لإرادة الشعب، فنحن في حاجة إلى صناعة التوافق الوطني.

 

وقال: إن "الحرية والعدالة" ليس حزبًا وليدًا، لكنه امتداد لجماعة الإخوان التي عرفها الشعب المصري على مر العصور والسنوات، والتي قامت بتضحيات كبيرة، وهذا الحزب ليس حزب الإخوان المسلمين فقط؛ بل هو حزب لجميع المصريين، لمن يريد الانضمام إلينا فنحن بحاجة إليكم؛ لتتحملوا المسئولية معنا.

 

وأكد الدكتور أحمد عبد الرحمن، أمين حزب "الحرية والعدالة" بالفيوم، أن عشرات السنين من القهر والظلم والاستبداد لم تستطع أن تغير من هذا الشعب العظيم؛ بل إنها زادته قوة وتماسكًا.

 

وأوضح أن أبناء سنورس المحتشدين بالآلاف ذاقوا مرارة هذا القهر والظلم أكثر من غيرهم، مذكرًا بوقفتهم الشجاعة عام 1995م أمام صناديق الظلم والقهر؛ الأمر الذي دفع الشرطة إلى اعتقال جميع أهالي سنورس ممن حملوا توكيلات للمرشحين الإسلاميين، فضلاً عن وقفتهم الشجاعة عام 2005م في وجه الظلم والظالمين مع المرشح أحمدي قاسم، عندما منعوا من التصويت.