أكد الدكتور مظهر شاهين، خطيب التحرير، أن الشعب المصري لن يتخلى عن الميدان، ولن يفارقه، وسيظل يعود إليه جمعةً بعد جمعة حتى تتحقَّق مطالبه، مشيرًا إلى رفضهم للوصاية التي يريد البعض فرضها لتحقيق مآرب شخصية.

 

وقال- خلال خطبة الجمعة اليوم، والتي يُحيي فيها الثوار جمعة "حماية الديمقراطية"-: إن الشعب المصري العظيم الذي قدَّم التضحيات والشهداء منذ 25 يناير؛ ذلك اليوم الذي هبَّت نسائمه وعادت رياحينه مرةً أخرى بهذا التجمُّع العظيم في هذا اليوم؛ قادرٌ على تقديم شهداء وتضحيات جديدة لتسليمه السلطة وتأكيد أن الشرعية هي شرعيته وحده.

 

وأوضح أن تحديد موعد لتسليم السلطة للمدنيين الذي حدَّدته قوى الثورة في موعد أقصاه مايو 2012 أمرٌ مقضيٌّ وحتميٌّ لا مجال فيه للتفاوض أو الانقضاض عليه، وأن هذا الشعب الكريم لن يرضى بالظلم مرةً ثانيةً أو فرض الوصاية في أي شكل من أشكالها، سواءٌ كانت مبادئ وثائق أو غير تلك الأشكال، ومن ثمَّ فإن الشعب يرفض وثيقة السلمي.

 

وأكد أن الشعب هو الوحيد الذي يقرِّر ما فيه مصلحته، وأنه لا فرق في ميدان التحرير بين إسلامي وليبرالي وغيرهم، فالكل في الميدان واحد، وأهدافه واحدة، ويستظلون براية واحدة؛ هي راية مصر؛ للمطالبة بمطالب الثورة المجيدة، وأهمها في المرحلة الحالية تسليم الحكم لسلطة مدنية، والسير في طريق المحاكمات العادلة والعاجلة، والتي لا تضيع معها الحقوق، والقصاص العادل من النظام البائد.

 

وحذَّر د. شاهين أعداء الداخل والخارج ووسائل الإعلام، من محاولة الوقيعة بين طوائف الشعب ببثِّ سمومهم وإشاعة الفتن التي لن تنال من وحدة هذا الشعب العظيم؛ الذي أصرَّ على المضيِّ قدمًا في طريق إرساء الديمقراطية والحرية والعدالة، وأقسم أن يعيش أو يموت في سبيلها.

 

كما حذر الكيان الصهيوني من الاستمرار في تهديداته، مؤكدًا أن كتيبةً واحدةً من كتائب ميدان التحرير كفيلةٌ بأن تلقِّن هذا الكيان درسًا لن ينساه أبدًا، وعلى الولايات المتحدة والغرب أن يعلموا هذا جيدًا؛ فالشعب المصري لن يقبل تهديداتٍ صهيونيةً لأي دولة إسلامية أو وصاية أمريكية أو غربية.

 

وطالب الشعب المصري بالتوحُّد وعدم الفرقة التي تؤدي إلى ضياع الوطن وعدم الانصياع لمحاولات إشعال الفتنة المفرقة.

 

ووجَّه كلامه لمن يتخوفون من الإسلام بأن مصر دولة إسلامية، رضي من رضي، وأبى من أبى، مؤكدًا أن الإسلام هو الضمانة الوحيدة لغير المسلمين؛ أن يعيشوا في أمان وفي ظل الإسلام، يُسمح للكل بأن يمارس حقوقه كاملةً، ويسمع لها باحترام؛ فالدولة التي نريدها دولة مدنية ديمقراطية برؤية ومرجعية إسلامية، ومن يظن أن الإسلاميين سيسفكون الدماء مخطئٌ.

 

ودعا- في آخر خطبته- الله أن ينصر الثورة المصرية، ويحقِّق كل مطالب الشعب، كما دعا بأن تنتصر الشعوب العربية الثائرة على الطواغيت في اليمن وسوريا.

 

المليونية في صور