إننا لنسجد شكرًا لله تعالى على نعمة الحرية التي بات الشعب المصري يستنشق عبيرها ونسائمها، ونسأله تعالى أن يتغمد شهداء ثورتنا المباركة في 25 يناير وما بعدها بواسع رحمته وجزيل عطائه، وأن يشفي مصابيها، وأن يعوض أهاليهم خير العوض والجزاء، فهم الذين مهدوا لنا هذا الطريق بتضحياتهم الغالية.

 

وإذا كنا قد توجهنا بالشكر للشعب المصري- في بياننا السابق-على المشهد الحضاري الذي تجلى في أفواجه المتدفقة على مراكز الاقتراع، والوقوف صفوفًا طويلة لساعات طويلة للإدلاء بصوته في اختيار نوابه، وممارسة حريته وتطبيق سيادته وديمقراطيته، فإننا اليوم نتوجه له بشكر مضاعف لما طوّق به أعناقنا من ثقة نعتز بها، وفي ذات الوقت نستشعر ثقلها وعظم أمانتها، نسأل الله تعالى أن نكون أهلاً لها، وأن يوفقنا في خدمة وطننا وأهلنا مثلما كنا دائمًا وأكثر، حتى يرضى عنا ربنا أولاً ثم شعبنا، وأن يوفقنا للتعاون مع كل المخلصين لهذا الشعب والوطن على إنقاذهما مما آلت إليه الأحوال، وأن يعيننا معهم على النهوض والتقدم والرقي بمصرنا الحبيبة إلى الوضع اللائق بها على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.

 

كما نتقدم بالشكر لكل من أسهم في إنجاح العملية الانتخابية إدارة وتأمينًا.

 

كما ندعو الجميع أن يجعلوا المرحلتين الثانية والثالثة من الانتخابات أروع وأفضل من المرحلة الأولى، وأن يتم تفادي السلبيات القليلة التي شابت المرحلة السابقة، حتى تخرج الانتخابات أقرب إلى المثالية، تبهر العالم بحضارة الشعب المصري مثلما أبهرته ثورته المجيدة في 25 يناير 2011م.

 

إننا قلنا من قبل ولا زلنا وسنظل نقول إننا نحترم إرادة الشعب ونرضى باختياره- أيًّا كان- لأن هذا مقتضى الديمقراطية التي ندعو إليها ونلتزم بها، لذلك ندعو الجميع- وكلهم ينتسبون إلى الديمقراطية- أن يحترموا إرادة الشعب ويرضوا باختياره، ومن لم يوفق هذا المرة للحصول على ما يريد، فليجتهد في خدمة الشعب حتى يحظى بتأييده في المرات القادمة.

 

إننا لننظر إلى العمل السياسي على أنه تنافس في خدمة الشعب وليس صراعًا على المقاعد والمكاسب، ومن ثم لا بد أن يكون التنافس شريفًا تحكمه المبادئ والأخلاق في الكلام والتصريحات والمواقف والدعايات، والإعلام والأخبار، فذلك أدعى لرضى الله، ومصلحة الشعب، وتحقيق السلام النفسي، وتوفير المناخ للوفاق الوطني من أجل الصالح العام.

(وتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ والتَّقْوَى ولا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَانِ)

الإخوان المسلمون 

القاهرة في: 7 من المحرم 1433هـ الموافق 2 من ديسمبر 2011م.