صورة تاريخية قدَّمها الشعب المصري العظيم حينما خرج عن بكرة أبيه, رجالاً ونساءً, كهولاً ومرضى، يتبارون للإدلاء بأصواتهم على الاستفتاء على التعديلات الدستورية في يوم العرس لثورة 25 يناير.

 

ذلك اليوم الذي لم تشهده مصر طوال الأعوام السابقة في ظلِّ النظام البائد الظالم حتى يوم الانتخابات لمجلسي الشعب والشورى.

 

مفارقات يوم الاستفتاء:

حرصت النساء في مصر حتى اللاتي لم يتعلمن القراءة والكتابة "ربات البيوت" على النزول من بيوتهن؛ للمشاركة في إصلاح مصر بعدما سمعوا أن الأقباط يحتشدون لقول "لا".

 

إحداهن ذكرت أن هذا البلد بلدنا وعيب على المصريين ألا يخرجوا، ويتركوها للقلة ولسنا أقل منهم.

 

رأيت شيخًا جاوز عمره الثمانين عامًا أصرَّ على الإدلاء بصوته محمولاً على أكتاف الشباب
وآخر واقف طوال النهار يحثُّ الناس على الإيجابية والمشاركة، مهما كان اختياره سواء "نعم" أو "لا", المهم أن تشارك.

 

ماذا بعد الاستفتاء؟

أولاً: إجراء انتخابات نزيهة لمجلس الشعب 2011م.

 

ثانيًا: الإشراف القضائي الكامل على جميع الانتخابات التي ستُجرى في مصر.

 

ثالثًا: تشكيل جمعية تأسيسية من خلال مجلس الشعب المنتخب بشفافية كاملة لوضع دستور جديد للبلاد.

 

رابعًا: يتم وضع الدستور الجديد من خلال تلك الجمعية.

 

خامسًا: يستفتى الشعب على الدستور الجديد إما بالموافقة الكاملة، أو الرفض الكامل, كما نصت التعديلات أن من حق الشعب المصري تعديل مادة أو أكثر من الدستور الجديد ويستفتى عليه الشعب مرة أخرى.

 

سادسًا: انتخاب رئيس جديد للبلاد من خلال انتخابات حرة ونزيهة.

 

أمل وثقة:

الذي حدث يا إخواني هو حقًّا عرس لمصر جاء ليبعث الأمل في نفوس الشعب المصري, ويبث الثقة لدينا في نصر الله ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11).

 

وأخيرًا..

الأيام المقبلة تحتاج منَّا إلى عمل دءوب كلٌّ في مجاله، وهذا يستلزم علو الهمة دائمًا لإتمام الفرحة بالثورة والنهوض بأمتنا والارتقاء بها بين الأمم.