لن تقتلوا تطلعات شعوبنا في الحرية والكرامة

‎لقد تابع العالم ما يحدث في حلب من المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية، ويسجلها التاريخ في صفحات سوداء، فمرت الساعات واللحظات ثقيلة على كل حر، مريرة على كل غيور، شديدة الوطأة على كل صاحب نخوة.

‎إن هذه المجازر التي ارتُكبت بحق شعب تطلع إلى الحرية هي رسالة إلى شعوبنا كافةً تستهدف تحذيرنا من المطالبة بحقوقنا أو السعي للحصول على حريتنا، ولكنها لن تنال - بحول الله - من عزيمتنا ولن تكسر إرادتنا ولن تثنينا عن الاستمرار في مقاومة الاستبداد والتطلع إلى غد تنعم فيه شعوبنا بحقها في الحرية والكرامة.

‎نقولها لشعوب العالم واضحة جلية: إن الدعم المباشر الذي قدمته روسيا وغيرها والتواطؤ الذي شارك فيه الكثير من المؤسسات والدول في مساعدة الطغاة والمستبدين وتثبيت أركان ملكهم، لن تنساه ذاكرة الشعوب ولن تغفل عنه الأجيال المتعاقبة.

‎إننا اليوم نستطيع أن نقول إن المؤسسات الدولية والإقليمية وفي مقدمتها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية - وما كان على شاكلتها - باتت في عداد الموتى بعد أن فقدت دورها وغابت عن أهدافها فخذلت أهل سوريا.

‎نداؤنا الآن إلى الشعوب العربية والإسلامية وإلى الشرفاء من شعوب العالم.. أن يتكاتفوا في مقاومة الظلم والبغي وإقرار حق الشعوب في الحرية والكرامة بعد أن باتت الإنسانية في مهب الريح وأصبحت البشرية على المحك، فبادروا قبل فوات الأوان.


‎{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ َلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف:21]

‎والله أكبر ولله الحمد
حسن صالح
المتحدث الإعلامي ‎للإخوان المسلمين
‎القاهرة: الثلاثاء 14 ربيع الأول 1438 هـ= الموافق 13 ديسمبر 2016