المجلس العشرون

- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَوْضَحَ الطَّرِيقَ لأَوْلِيَائِهِ، وَأَظْلَمَ السُّبُلَ عَلَى مُعَانِدِيهِ وَأَعْدَائِهِ، نَحْمَدُهُ عَلَى جَزِيلِ نَعْمَائِهِ، وَنَشْكُرُهُ عَلَى كَثِيرِ عَطَائِهِ.

 

- سُبْحَانَهُ لا نَاقِضَ لِمَا بَنَاهُ، وَلا حَافِظَ لِمَا أَفْنَاهُ، وَلا مَانِعَ لِمَا أَعْطَاهُ، وَلا رَادَّ لِمَا قَضَاهُ، وَلا مُظْهِرَ لِمَا أَخْفَاهُ، وَلا سَاتِرَ لِمَا أَبْدَاهُ، وَلا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَاهُ، وَلا هَادِيَ لِمَنْ أَعْمَاهُ، أَنْشَأَ الْكَوْنَ بِقُدْرَتِهِ وَمَا حَوَاهُ، وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إلا إياه.

 

أَنْتَ الْحَبِيبُ وَأَنْتَ الْحِبُّ يَا أَمَلِي       مَنْ لِي سِوَاكَ وَمَنْ أَرْجُوهُ يَا ذُخْرِي

 

- وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عَلَى عَبْدِه وَرَسُولِه سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْعَرَبِيِّ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ، رَسُولِ الرَّحْمَةِ، وَنُورِ الظُّلَْمَِة، الَّذِي اصْطَفاهُ وَاخْتَارَهُ، وَرفع بَين النَّبِيين وَالْمُرْسلِينَ مِقْدَاره، وطَهَّرَ قَلْبَه، وَقَدَّسَ أسْرَارَه، وخَصَّهُ بأَسْهَلِ الشِّيَمِ وأَشْرَفِها، وأَرَقِّ الأَخْلَاقِ وأَلْطَفِها، وأَرْسَلَهُ بالدِّينِ القَيِّمِ فَلا عِوَج، وبَعَثَه بالحنِيفِيَّةِ السَّهْلَةِ فلَا حَرَج، وأَيَّدَه بالكِتَابِ المبِين، وأَمَدَّه بالأَنْصَارِ والمهَاجِرين، فآمَنُوا بِهِ ونَصَرُوه، وجَاهَدُوا مَعَهُ وعَزَّرُوه، وَجَعَلَهُ أَرْفَعَ الرُّسُلِ مَكَانَة، وأَعْطَاه الشَّفَاعَةَ الَّتِي تُؤَمَّل، والوَسِيلَةَ الَّتِي بهَا إِلَى اللهِ يُتَوَسَّل، وَعَلَى آلِه وأَصْحَابِهِ ومَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُم واقْتَفَى آثَارَهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّين، وارْضَ عَنَّا مَعَهُم بِمَنِّك وكَرَمِكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِين.

 

- إِلَهَنا مَنْ ذَا الَّذِي سَأَلَكَ فَلَمْ تُعْطِهِ؟ أَمْ مَنْ ذَا الَّذِي دَعَاكَ فَلَمْ تُجِبْهُ؟ أَمْ مَنْ ذَا الَّذِي انْقَطَعَ إِلَيْكَ فَلَمْ تَقْبَلْهُ؟ أَمْ مَنْ ذَا الَّذِي اسْتَغَاثَ بِكَ فَلَمْ تُغِثْهُ؟ يَا غَوْثًا بِاللَّهِ، يَا مُغِيثُ أَغِثْنا.

 

- اللَّهُمَّ نَسْأَلُكَ فِي كُلِّ أَمْرٍ ضَعُفَتْ عَنْهُ حِيلَتُنا، وَلَمْ تَنْتَهِ إِلَيْهِ رَغْبَتُنا، وَلَمْ يَخْطُرْ بِبَالِنا وَلَمْ تَبْلُغْهُ آمَالُنا، وَلَمْ يَجْرِ عَلَى ألْسِنَتِنا، أَنْ تُعْطِيَنا مِنَ الْيَقِينِ مَا لَمْ تُعْطِهِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ.

 

- نَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، الْقَائِمُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ، أَنْ تَعْصِمَنا فِي دَارِ الدُّنْيَا أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنا.

 

- إِلَهَنا مَا أَشْوَقَنا إِلَى لِقَائِك، وأَعْظَمَ رَجَاءَنا لِجَزَائِك، وأنتَ الكَرِيمُ الَّذي لا يَخِيبُ لدَيْكَ أَمَلُ الآمِلِين، ولَا يَبْطُلُ عِنْدَكَ شَوْقُ المُشْتاقِين، فَنسْألُكَ الشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ.

 

- إِلَهَنا يا مَنْ لا تَمَلُّ مِنْ حَلَاوَةِ ذِكْرِهِ أَلْسِنَةُ الخَائِفِين، ولا تَكِلُّ من الرَّغَبَاتِ إلَيْهِ مَدَامِعُ الخَاشِعِين، مَنْ ذَا الَّذِي ذَاقَ حَلَاوةَ مُنَاجَاتِكَ فلَهَى بمَرْضَاةِ بَشَرٍ عَنْ طاعَتِكَ ومَرْضَاتِك، فاللَّهُمَّ أعِنّا عَلَى ذِكْرِكَ وشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِك.

 

- إلَهَنا سَوَابِقُ مِنَنِك تَدْعُو إلى الاعْتِرافِ بفَضْلِك، وسَوَابِغُ نِعَمِك تَبْعَثُ على العِبَادَةِ لك، بدُعَائِك أَجَبْناكَ، وبإِرَادَتِك أَرَدْنَاك، وبصُنْعِك عَرَفْناك، وبإذْنِك وَصَفْناك، ومِنْ أَجْلِ ما عَهِدْنا منْكَ اشتَقْنَاك، وبجَهالَتِنَا عَصَيْناك، وبفَرْطِ دَالَّتِنا قَصَدْناك، وبِسُوءِ آدابِنا جَفَوْناك، وبحُسْنِ توْفِيقِك استَعْطَفْناك، ولَوْلَا جُودُك ما سَأَلْناك، فكلُّ شيءٍ مِنْك لائقٌ بالرُّبُوبِيَّة، وكلُّ شيءٍ لكَ سائقٌ إلى العُبُودِيَّة، فلا تَطْرُدْنا عنْ بابِك، ولا تَحْرِمْنا من كَرِيمِ عَفْوِك وعطَائِك. 

 

- إِلَهَنا إنَّ حاجَتَنَا إلَيْكَ شَدِيدَةٌ، وأَيْدِيَنَا إلَى جُودِكَ ممْدُودٌة، وضَمَائِرَنا عَلى تَوْحِيدِك مَعْقُودةٌ، يا حَبِيبَ القُلُوب، يا مَنْ يَطَّلِعُ علَى الغُيُوب، ويَغْفِرُ الذُّنُوب، وَيسْتُر العُيُوب، صلِّ على عبدِك ونبيِّك وصَفِيِّك وخِيرَتِك من خلقِك سيدِنا مُحَمَّدٍ النَّبِي الأُمِّيِّ، وعَلى آلِه الطيِّبينَ الطاهِرِين وأصحابِهِ مصَابيحِ الدُّجَى وأَئِمَّةِ الهُدَى، وارزُقْنا النَّصْرَ على عبْدِكَ (........) ومَنْ مَعَهُ ومَنْ سانَدَه من الظَّالمينَ والجبَّارِين، واصْرِفْ عنَّا أَذَاهُمْ، وشَرَّهُم، ومَكْرُوهَهُم، ومَعَرَّتَهُم.

 

- إِلَهَنا يا مَنْ أَعْطَانا خيْرَ ما فِي خَزَائِنِه، وهُو الإِيمَانُ بِهِ قبْلَ السُّؤال، لا تَمْنَعْنا أَوْسَعَ ما فِي خَزَائِنِكَ، وهُو العَفْوُ مَعَ السُّؤَال.

 

- إِلَهَنا حُجَّتُنا حَاجَتُنا، وعُدَّتُنا فَاقَتُنا، فارْحَمْنا، ويَسِّرْ أمرَنا، واكشِفْ ضُرَّنا، وفَرِّجْ هَمَّنا، ونَفِّسْ كَرْبَنا، ومِنْ شرِّ الظَّالِمِين مِنْ خَلْقِكَ سَلِّمْنا ونَجِّنا، وَخُذْ لنا بِقَلْبِ عَبْدِكَ (........) وَسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسَانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ، ومَنْ مَعَهُ ومَنْ سانَدَه من الظَّالمينَ والجبَّارِين، فَإِنَّ قَلُوبَهُم وَنَواصِيَهُم فِي يَدِكَ، أَيْ رَبّنا، أَيْ رَبّنا، أَيْ رَبّنا.

 

- إِلَهَنا قَدْ وَجَدْناكَ رَحيماً فكَيْفَ لا نَرْجُوك، ووَجَدْنَاك ناصِراً مُعِيناً فكَيْفَ لا نَدْعُوك؟ مَنْ لنا إذا قَطَعْتَنَا، ومَنْ ذَا الَّذِي يَضُرُّنا إذا نَفَعْتَنَا، ومَنْ الَّذِي يُعَذِّبُنا إذا رَحِمْتَنَا، ومَنْ ذَا الَّذي يَقْرَبُنا بسُوءٍ إذَا نَجَّيْتَنَا.

 

- اللَّهُمَّ ياذَا الجَلالِ والإِكْرام، يا عَزِيزٌ لا تُحِيطُ بجَلالِه الأَوْهَام، يا مَنْ لا غِنَى لِشَيْءٍ عَنْه، يا مَنْ لا بُدَّ لِكُلِّ شَيْءٍ منه، يا مَنْ رِزْقُ كُلِّ شيْءٍ عَلَيْه، ومَصِيرُ كُلِّ شَيْءٍ إليه، يا منْ يُعْطِي مَنْ لا يَسْأَلُه، ويَجُودُ عَلَى مَنْ لا يُؤَمِّلُه، ها نَحْنُ عَبِيدُك الخاضِعُون لِهَيْبَتِك، المُتَذَلِّلُون لِعِزِّك وعظَمَتِك، الرَّاجُونَ جَمِيلَ رحْمَتِك، أَمَرْتَنَا ففَرَّطْنَا ولمْ تَقْطَعْ عنَّا نِعَمَك، ونَهَيْتَنَا فعَصَيْنَا ولمْ تَقْطَعْ عنَّا كَرَمَك، وظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا مَعَ فَقْرِنا إِلَيْكَ فلَمْ تَقْطَعْ عنَّا غِنَاك يا كريم، فَاجْعَلْنَا شاكرين لِنِعْمَتِكَ، مُثْنِينَ بِهَا عَلَيْكَ، قَابِلِيهَا، وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا.

 

- إِلَهَنا لا قُوَّةَ علَى طاعَتِك إلَّا بإِعَانَتِكَ، ولا حَوْلَ عَنْ مَعْصِيَتِك إلَّا بمَشِيئَتِك، ولا مَلْجَأَ منْكَ إلَّا إِلَيْكَ، ولا خَيْرَ يُرْجَى إلَّا فِي يَدَيْك، فهَبْ لَنا حُكْمًا وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، وَاجْعَلْ لَنا لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ، وَاجْعَلْنَا مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ، وَاغْفِرْ لِوَالِدِينَا وَلِلْمُؤْمِنِينَ، وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ يُبْعَثُونَ، يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ.

 

- إِلَهَنا مَا أَمَرْتَنَا بالاستِغْفَارِ إلَّا وأنتَ تُرِيدُ المَغْفِرَة، ولَوْلَا كَرَمُكَ مَا أَلْهَمْتَنَا المَعْذِرَة. أنتَ المُبْتَدِئُ بالنَّوَالِ قبْلَ السُّؤَال، والمُعْطِي منَ الإِفْضَالِ فَوْقَ الآمال، إنَّا لَا نَرْجُو إلَّا غُفْرَانَك، ولا نَطْلُبُ إلَّا إِحْسَانَك.

 

- إِلَهَنا أنتَ المُحْسِنُ ونَحْنُ المُسِيئونَ، ومِنْ شَأْنِ المُحْسِنِ إِتْمَامُ إِحْسانِه، ومِنْ شأْنِ المُسِيءِ الاعْتِرَافُ بعُدْوَانِه. يا مَنْ أَمْهَلَ وما أَهْمَلَ، وسَتَرَ حتَّى كَأَنَّه قد غَفَر، أنتَ الغَنِيُّ ونحنُ الفُقَراءُ، وأنت العَزِيزُ ونحنُ الأَذِلَّاءُ، فأَدْرِكْنا برَحْمَتِك، واعْفُ عنَّا بقُدْرَتِك.

 

- إِلَهَنا أَعْطَيْتَنَا الإيمانَ قَبْلَ السُّؤال، وهو أَفْضَلُ ما تُعْطِيهِ من النَّوَال، والكَرِيمُ لا يَرْجِعُ في هِبَتِه، والغَنِيُّ لا يَعُودُ في عَطِيَّتِه، فثَبِّتِ الإيمَانَ فِي قُلُوبِنا، ولَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.

 

- إِلَهَنا ببَابِكَ أَنَخْنَا، ولِمَعْرُوفِك تَعَرَّضْنا، وبِكَرَمِك تَعَلَّقْنَا، وبتَقْصِيرِنا اعتَرَفْنَا، وأنتَ أكْرَمُ مَسْؤؤل وأَعْظَمُ مأْمُول.

 

- اللَّهُمَّ ارْحَمْ عِبَادًا غَرَّهُمْ طُولُ إِمْهَالِكَ، وَأَطْمَعَهُمْ دَوَامُ إِفْضَالِكَ، وَمَدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلى كَرَمِ نَوَالِكَ، وَتَيَقَّنُوا أَن لا غِنَى لَهُمْ عَنْ سُؤالِكَ.

 

- إِلَهَنا كَيْفَ ترُدُّنَا الذُّنُوبُ عنْ سُؤالِك ونَحْنُ الفُقَراءُ إلى نَوَالِك؟ ها نَحْنُ قدْ أنَخْنَا ببَابِك، فتَعَطَّفْ علَيْنَا معَ أحْبَابِك، واجْعَلْنا مٍنْ أوْلِيائِك المُتَّقِينَ وحِزْبِك المُفْلِحِين، وَجُدْ عَلَيْنَا بِرَحْمَتِكَ الْوَاسِعَةِ، واغفر لنَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ يا ربَّ العالَمِينَ.

 

ثِقَتِي أَنْتَ يا كَرِيمَ الذَّاتِ         إنْ جَفَتْنِي أَحِبَّتِي وثِقَاتِي

أَنْتَ رَبِّي وأَنْتَ حَسْبِي يَا رَبُّ  وأَنْتَ المُغِيثُ فِي الأَزَمَاتِ

مَنْ أُنَادِي سِوَاكَ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ       يَا ذَا السَّنَاءِ والسَمَحَاتِ

يَا مُجِيبَ الدُّعَاءِ ويَا سَامِعَ الأَصْـ  ــواتِ وَهْناً يَا رَاحِمَ العَبَرَاتِ

رَبَّنا  مَا لِي وَسِيلَةٌ أرْتَجِي مِنْكَ       ثَوَاباً بِهَا سِوَى طَلَبَاتِي

ليْسَ لِي قُرْبَةٌ أُقَدِّمُها بَيْنَ        يَدَيْ دَعْوَتِي مِنَ الحَسَنَاتِ

أنا مَنْ قدْ عرَفْتَ مُقْتَرِفُ الذَّنْبِ        عَظِيمُ الذُّنُوبِ والهَفَوَاتِ

 

- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَلجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَم الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، والْحَمْدُ للهِ رَبَّنا  العَالَمِين.