في واقعةٍ ليست غريبةً على مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين المصريين، تنصَّل النقيب الحكومي من القيام بمهامِّه كنقيبٍ للصحفيين في الدفاع عن الزميل عبد الجليل الشرنوبي رئيس تحرير موقع "إخوان أون لاين".

 

وكان الشرنوبي قد حضر إلى مكتب النقيب مساء اليوم، موضحًا تعرُّض منزلِه في الثالثة من فجر الأربعاء لمداهمةٍ من قِبل قوات أمن الدولة، وتمَّ الاستيلاء على بعض المتعلقات الشخصية من كتبٍ وأوراقٍ وCD، وكان رد مكرم عليه: "وماذا تريد أن أفعل؟!”، فقال الشرنوبي: "لقد صدر أمرٌ من وزارة الداخلية بضبطي وإحضاري"، فأشار النقيب إلى أن الشرنوبي "يعمل عملاً سياسيًّا، وأنه لا علاقةَ له بذلك، ولو كان تعرَّض للاعتقال بسبب رأيه فسيكون النقيب فداءً له"!!.

 

وكان رد الشرنوبي: "يعني حضرتك عاوزني أسَلِّم نفسي؟!"، فردَّ النقيب: "اسأل المحامين.. أنا لست محاميًا"، فقال الشرنوبي: "أنا صحفي وتم الاعتداء على أرشيفي الصحفي؛ بسبب التعبير عن رأيي، ومن واجب النقابة أن تدافع عني"، فكان جواب مكرم: "ما ليش دعوة"!!.

 

وهو الردُّ الذي هَمَّ بعده الشرنوبي بالخروج من مكتب النقيب مع عددٍ من الزملاء الصحفيين الذين استاءوا من سلبية مكرم، مؤكدين أنه بهذه الردود يساند أمن الدولة، ولا تعنيه كثيرًا مشاكل الزملاء، وقد أعلن الشرنوبي بعدها اعتصامَه بمقر نقابة الصحفيين لحين حل مشكلته.

 

وندَّد العديد من الزملاء الصحفيين بموقف النقيب؛ حيث ترحَّموا على أيام النقيب الأسبق إبراهيم نافع الذي كان يتدخَّل لإنهاء أزمة أي زميل معتقل بصرف النظر عن لونه السياسي.

 

كما أعلن بعض أعضاء مجلس النقابة تضامنَهم مع الشرنوبي، ومنهم الزميلان: محمد خراجة أمين صندوق النقابة، وجمال عبد الرحيم رئيس لجنة النشاط، مؤكدين سعيهم لحلِّ المشكلة بعيدًا عن النقيب.