﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ (آل عمران: 169)

لقد علمنا اليوم الخميس 1/1/2009م نبأ استشهاد الأخ المجاهد الأستاذ الدكتور نزار ريان من قيادات حماس في قطاع غزة، ونحن إذ نحتسب الأخ نزار شهيدًا عند الله هو وإخوانه الأبرار؛ إذ نؤكد أن الحرية ثمنها غالٍ، وأن التضحية في سبيل العقيدة والدفاع عن الأوطان من أعظم القربات إلى الله.

 

ونود أن نذكِّر شبابنا وإخواننا أن مواكب الشهداء من أجل القضية الفلسطينية لم تتوقف يومًا ما، وما زالت الألسنة تلهج بذكرهم والثناء عليهم، وهم- بلا شك- يمثِّلون نماذج للبطولة والفداء لهذا الجيل والأجيال اللاحقة بإذن الله، كما أنهم يمثلون إلهامًا لعشاق الشهادة في كل مكان.

 

إن الشعب الفلسطيني يُدرك أن الشعوبَ التي لا تُجيد صناعةَ الموت لا تستحق الحياة، ومن ثَمَّ فهو يجود برجاله ونسائه وأطفاله من أجل الحقِّ والعدل والحرية.. هذه هي سنة الله التي لا تتبدَّل ولا تتغيَّر، ولن تتحرر فلسطين ولن تتطهر مقدساتها إلا على أيدي هؤلاء الأبطال المغاوير، ومن خلال الدماء الزكية الطاهرة.

 

إن الشهادة اصطفاء من الله واختيار منه لبعض عباده الصالحين المجاهدين.. نسأل الله تعالى أن يتقبله وبقية الشهداء في الفردوس الأعلى من الجنة، ونُعزِّي أسرهم جميعًا، كما نعزِّي أنفسنا وحماس والشعب الفلسطيني، بل الأمتين العربية والإسلامية.. ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ (آل عمران: 140)

وإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.

 

محمد مهدي عاكف

المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة في: 4 من المحرم 1430هـ= الأول من يناير 2009م