حالة من الهدوء تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم قبيل ساعات من إجراء أول انتخابات رئاسية وتشريعية وولائية تشهدها السودان منذ أكثر من 20 عامًا، ورغم سخونة الانتخابات على صعيد الحروب الإعلامية بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والمعارضة السودانية، سواء في الشمال أو الجنوب، إلا أن هناك قناعةً لدى أبناء الشمال بمختلف توجهاتهم أن المؤتمر الوطني هو الأقرب للفوز بالانتخابات، وأن انسحاب ممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان، ومرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي حاتم السر من أمام الرئيس البشير؛ جاء لتأكدهم من تحقيق خسارة كبيرة.

هذا التفاؤل لدى أهل الخرطوم لم يمنعهم من انتقاد حزب المؤتمر الوطني إلا أنه في النهاية أفضل لهم من غيره.. هكذا قال عماد عبد المتين "سائق سيارة أجرة"، موضحًا أن شعب السودان سيخرج غدًا للإدلاء بصوته في الانتخابات، وسوف يصوِّت ضد المعارضة؛ لأنها من وجهة نظره تعمل لمصالح أجنبية واضحة، وليس من ضمن أجندتها وحدة السودان أو استقراره.

أنصار عمر البشير يدعمونه في الانتخابات الرئاسية

وأضاف عماد أن حاتم السر بنى برنامجه الانتخابي على تسليم البشير للمحكمة الجنائية الدولية، بينما ركَّز عرمان على إطلاق الحريات الجنسية وتناول الخمور، وكل هذه الأمور يرفضها الشعب السوداني.

ولم ينفِ عماد وجود أزمات بسبب النظام السوداني، سواء اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، مشيرًا إلى أن النظام السوداني مثل غيره من الأنظمة العربية، إلا أنه يختلف عنهم أن أهل السودان جرَّبوا حزب الأمة، وجرَّبوا الصادق المهدي وحسن الترابي، كما جرَّبوا المؤتمر الوطني الذي يعدُّ الأفضل بينهم.

وعندما سألت عماد عما يردِّده الإعلام الغربي بأن هناك اشتباكاتٍ بين أنصار المؤتمر الوطني والمعارضة، وأن الدولة ستفرض حظر التجوال منذ اليوم؛ قال عماد: هذا كلام عارٍ من الصحة، موضحًا أنه يعمل سائق سيارة أجرة، ويتجول كل ساعة في شوارع الخرطوم وأم درمان، ولم يلحظ أي اشتباكات أو خلافات أو حتى مشادَّات، بل على العكس الأمور تسير بشكل عادي جدًّا، مضيفًا أنه لو كان هناك حظر تجوال لأعلنت الحكومة ذلك في التليفزيون ووسائل الإعلام الأخرى.

أحمد سبيع

 

ويضيف إبراهيم عماد الدين "تاجر" أنه يتوقع يومًا هادئًا، مستبعدًا أن تحدث فيه أزمات أو اشتباكات، منتقدًا الإعلام الغربي الذي يحاول تشويه صورة بلاده، وإظهار السودان وكأن أهله مجموعة من المتحاربين، مشيرًا إلى أن المعارضة في الجنوب تحاول إحداث الفتن؛ لتبرير فشلها المتوقع.

من جانبه نفى والي الخرطوم- في تصريح رسمي لتلفزيون السودان- وجود حظر تجوال في الخرطوم ليلة الانتخابات، مؤكدًا أنها إشاعات ليس لها أساس من الصحة، وأن دور قوات الأمن مقتصرٌ على تأمين المقار الانتخابية لمنع حدوث أية أعمال شغب من أية جهة.

الانتخابات السودانية.. صور حية