أشاد الكاتب الصحفي البريطاني جوزيف مايتون بمشاركة جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية المقبلة، واصفًا الخطوة بأنها دليلٌ على فهم الجماعة الواقع السياسي المصري في ظل رغبة النظام في إضفاء الشرعية على نفسه قبيل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها العام المقبل.

 

وقال مايتون- في مقال افتتاحي نشره بصحيفة (بيكيا مصر) الإلكترونية الناطقة بالإنجليزية-: إن النظام المصري كان يرغب في مقاطعة المعارضة كلها للانتخابات ليقول للعالم إنه كان ينوي إجراء انتخابات حرة ونزيهة، لكنه لم يجد من ينافسه، مشيرًا إلى أن مشاركة جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات تعني أن النظام سيُفضح أمره أمام العالم؛ نظرًا لعدم قدرة الحكومة المصرية على المنافسة ضد مرشحي الجماعة الذين يتوقع لهم أن يحصدوا أغلب أصوات المصريين، وهو ما يعيه جيدًا النظام المصري، على حد تعبير مايتون.

 

وتحدث مايتون عن اتهام الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية وزعيم الجبهة الوطنية للتغيير، والدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد للنظام بتزوير الانتخابات وإجرائها دون ضمانات بنزاهتها، مشيرًا إلى أن إعلانهما مقاطعة الانتخابات لا يصب إلا في صالح النظام المعروف بتزويره الانتخابات خاصة كلما شاركت جماعة الإخوان المسلمين فيها.

 

وأضاف أن جماعة الإخوان قرَّرت أن تشارك في الانتخابات، وتتحمل القمع الحكومي المتوقع بدلاً من الانسحاب والشكوى؛ في محاولةٍ منها للمشاركة بصنع القرار والحصول على فرصة دعم مرشح رئاسي مستقل إذا تمكنت من الفوز بعدد كبير من المقاعد يفوق عدد المقاعد الـ88 التي فازت بها في انتخابات عام 2005م.

 

وأكد أن العالم كله ينظر بترقُّب إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستمهِّد بشكل كبير للانتخابات الرئاسية العام القادم، ويسعى النظام إلى تحسين صورته في الانتخابات البرلمانية المقبلة؛ أملاً في إضفاء الشرعية على مرشح الحزب الحاكم للرئاسة العام المقبل.

 

واعتبر أن موقف جماعة الإخوان يختلف تمامًا عن بقية الأحزاب المعترف بها في مصر، مشيرًا إلى أن فوز الجماعة بأية مقاعد يضفي الشرعية عليها في ظل إصرار النظام على حظرها من العمل بحرية في الحياة السياسية المصرية.