كثيرًا ما يردِّد البعض الحديث عن شعار "الإسلام هو الحل"، ويعتبرونه شعارًا دينيًّا يتنافى مع قيم المواطنة التي لا تفرِّق بين مواطني الدولة على أساس طائفي، أو ديني، أو عنصري، أو مذهبي.

 

والأمر في البداية يحتاج إلى تحرير للمصطلح وتحديد للمعنى والدلالات التي يمكن فهمها من الكلمات، والسؤال المطروح.. هل الشعار المرفوض أو الشعار الذي يتصور منه التأثير على الوحدة الوطنية، أو المساس بحق مواطني الدولة في حقوقهم كافة التي أقرها القانون هي الشعار الديني من حيث المبدأ، وبصورة مجملة ودون تفاصيل؟، وهل أي شعار ديني يمكن أن يكون مجرمًا، أو ممنوعًا من الناحية القانونية، أو السياسية أو الاجتماعية؟.

 

الواقع يؤكد أن الشعار الديني من حيث المبدأ ليس مرفوضًا اجتماعيًّا أو سياسيًّا، ولا يؤدي استعماله لإجحاف بحق مواطن يختلف في الدين أو المذهب أو الجنس.

 

وأضرب لذلك مثالاً بشعار يطلقه إخواننا في الوطن من المسيحيين وهو عبارة "الله محبة"؛ هل يتصور أحد أن هذا الشعار حتى وإن كان عنوانًا لحملة انتخابية، أو مستخدمًا في تعريف بمرشح أن يكون شعارًا دينيًّا محظورًا مرفوضًا؟

 

وبالتأمل في الشعار المذكور ندرك بالبداهة أنه شعار ديني، ولكنه ليس شعارًا طائفيًّا يحض على كراهية طائفة أو فئة من المواطنين، بل على العكس من ذلك فهو شعار يحض على المحبة والتواصل الإنساني.

 

وفي السياق نفسه عندما نطلق شعار "الإسلام هو الحل" ندرك أنه وإن كان شعارًا دينيًّا إلا أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن يتصور أحد أنه شعار طائفي، حتى وإن كان شعارًا لحملة انتخابية، فهو شعار يصرف الأنظار إلى حلول لمشاكل أوجدها الواقع، ويقدم الإسلام حلاًّ لها، ولا يحمل إشارة طائفية تفضل فصيلاً أو طائفةً على أخرى، أو تفرِّق بين مواطن وأخيه المواطن.

 

ومع تحرير المصطلح وتحديد المعنى يتبين من استقراء الواقع أن جماعة الإخوان المسلمين لا تطرح في حملاتها الانتخابية شعارًا طائفيًّا يحرِّض على كراهية طائفة، بل على العكس من ذلك؛ فإن الإسلام يطرح حلولاً ناجعة لدعم فكرة التوافق الوطني والتواصل الإنساني بين طوائف المجتمع على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وأعراقهم.

 

ومع تحرير المصطلح، ومن خلال استعراض معطيات الواقع وتجارب الإخوان؛ ندرك أن الإخوان متوافقون على رفض الشعارات الطائفية، بل ولهم مواقف مشهودة في رأب الصدع الوطني سواء على مستوى الخلاف السياسي، أو الفكري، أو حتى العقائدي.